المقالات

من هم الفاسدون؟!


رسول حسن نجم ||

 

 كثر الكلام في الاعوام الأخيرة عن الفساد والفاسدين ، وأصبح مصطلح الفساد عنوانا يتداوله جميع الناس بمختلف مستوياتهم ويتهمون به الحكومة كلها بإستثناء النزر اليسير ، لِما رأوا من حيف وإجحاف باستحقاقهم من ثرواتهم وكرامتهم المهدورة في الداخل والخارج  ، اضافة الى الطبقة السياسية التي تتهم به بعضها البعض وتطالب الحكومة بكذا وكذا وكأن الحكومة جاءت من كوكب آخر وليسوا هم من تمخضت عنهم الحكومة!! ولنتساءل عن الفساد في الآتي:

اولا توجد في العراق ميزانيات ضخمة تصل إلى مئات المليارات من الدولارات ، وبنظرة واحدة الى واقع الحال للعراقيين في ماقدمته الحكومة لهم من خدمات ومشاريع نجده وبسهولة لايتناسب مع الميزانيات الفلكية التي صرفت لهذه الخدمات والمشاريع في حدودها الدنيا بل وأقل من ذلك بكثير.

ثانيا  الكثير من السياسيين يتكلمون عن إنجازاتهم في العراق ، إن وجدت هذه الانجازات فهي واجبهم الذي يؤدونه وتصدوا له ولم يُجبروا على ذلك ، ولافضل لهم به الّا من باب أداء الامانة والتكليف الشرعي والقانوني فهم يُشكرون عليهما إن أحسنوا تأديتهما. أما الحديث عن إنجازات وهمية كانت او سوف تكون بل وحتى المنجزات الحقيقية المستقبلية بدون سقف زمني محدد فهو باب من أبواب الفساد ايضا يُفيد التسويف والمماطلة وأخذ المزيد من الوقت لتمرير سرقات ثروات البلاد.

ثالثا قذف بعضهم البعض وأقصد السياسيين بتهم الفساد وبدون إقامة الدليل القانوني وعدم تقديم شكوى بها للمحاكم المختصة لكي تأخذ العدالة مجراها ويُحاسب الفاسدون ،  وبدون ذلك لا يعدو الأمر كونه ضحك على بسطاء الشعب وإثارة لعواطفهم وتأليبهم ضد الخصوم لأسباب نفعية خاصة غير معلنة.

رابعا عدم الرد على هذه الاتهامات والسكوت عنها لها مردود سلبي على عامة الشعب بالإحباط واليأس ، وترسم إنطباعا بأن الفساد مرتبط دائما بأي حكومة تتشكل في المستقبل ، وان معالجته عصية على الحل ، وكأن العراق يخلو من رجالاته الذين من الممكن أن يغيروا المعادلة في أي لحظة ان أُتيحت لهم الفرصة وعاضدهم شعبهم. ومن المناسب هنا ذكر التقرير الذي رفعه زيد حيدر عضو القيادة القومية لحزب البعث المقبور الى قيادته بعد زيارته للسيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره يقول فيه : ان السيد محمد باقر الصدر مفكر اسلامي كبير ومن الممكن ان يقنن دولة في مدة يسيرة.

وأخيرا نريد من رئيس الوزراء أن يكون شجاعا وشفافا في عرض من يقف حائلا ومعرقلا في مكافحة الفساد وتعطيل المشاريع الكبرى التي تخدم العراقيين ، كقطاع الكهرباء والبنى التحتية والإستيراد من مناشئ رصينة ، سواءا كانت العراقيل من الإدارة الامريكية او من السياسيين ذوي المنافع الفئوية ، وفي هذه الحالة سيكون كل الشعب بجانبه ، وأن لاتأخذه بالله لومة لائم ، فالمنصب

يذهب ويزول ولايبقى منه الّا العمل إن خيرا فخير وإن شرا فشر

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ).

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك