المقالات

يوميات عائلة سجين عراقية (إلى السيد رئيس الوزراء المكلف المحترم)

1289 2022-10-14

حازم أحمد فضالة ||

 

    انتُخِبَ (د. عبد اللطيف محمد جمال رشيد) رئيسًا لجمهورية العراق، وكُلِّفَ النائب (محمد شياع السوداني) رئيسًا للوزراء؛ على وفق المادة (76-أولًا) من الدستور.

    نرى أنَّ مَهَمَّة السيد محمد شياع السوداني (رئيس الوزراء)؛ مَهَمَّةً دقيقة، في ظروف محلية ودولية معقدة، لكنه يمتلك عامل الإرادة والإصرار على النجاح، كذلك يتمتع بأدوات النجاح مثل:

1- الدعم المحلي والدولي لاستقرار العراق.

2- توفر مصادر الطاقة العراقية.

3- البرنامج الحكومي ممكن التطبيق.

    ننطلق في مقالنا من العنوان (يوميات عائلة سجين)، لإيصال معاناة العائلة العراقية للسيد السوداني؛ لأنه أكثر من يفهم هذه المعاناة، فهي كثيرًا ما لامست تاريخه الناصع، وسيرته النزيهة البيضاء بحكم عمله، وهنا نشير إلى مسألتين: (العفو العام المشروط، واقع السجون وإداراتها):

1- العفو العام المشروط

    هذا كان أحد بنود الاتفاق بين المؤتلفين في (ائتلاف إدارة الدولة)؛ إذ نصَّ البند على إصدار العفو العام المشروط، أي استثناء جرائم الإرهاب (القتل)… وهذا جيد، للأسباب الآتية:

أولًا: يوجد في السجون مئات المظلومين، ومثلهم من لم يُحاكَموا حتى الآن (لم يُعرَضوا على قاضٍ)؛ مع مرور بضع سنين عليهم في طوامير السجون على ذمة التحقيق!

ثانيًا: بعضهم لا علاقة له بالإرهاب (القتل)، بل هي قضايا (خطف) كُيِّفت على مادة الإرهاب في القانون، وهنا لا نتكلم عن (الخاطف الفعلي المتورط قصدًا)، بل نتكلم عمَّن يسمى (مشارك)! لأنَّ هذا العنوان (مشارك) عنوان فضفاض، يشمل كل من (اقتربت منه) عملية الخطف وليس هو الذي (اقترب منها)! أي: دون علمه ودون قصد منه، كأن مرَّ من جانب منزل المخطوف، أو عجلة الخطف كانت قريبة من منزله… إلخ إنها تفاصيل كثيرة، لكن بحسب متابعتنا؛ فإنَّ هذه الحالات وما يشبهها مئات، كلها مظلومة، قابعة في السجون بعيدة عن أُسَرِها!

2- واقع السجون وإداراتها (سجن التاجي نموذجًا)

    ترجو هذه العائلات، من السيد محمد شياع السوداني (رئيس الوزراء المحترم)، أن يرسل بلجنة عاجلة، يثق بها، إلى (سجن التاجي) في بغداد، لتعمل الآتي:

أولًا: إجراء (تحقيق صِحفي) مع بعض السجناء في مقابلة معهم، للاستماع إلى حديثهم عن واقع السجن، وتوثيق المقابلة.

ثانيًا: لماذا السجن (جملونات مسقفة بالألمنيوم)! وهو في الشتاء يتحول إلى ثلاجة كبيرة، وفي الصيف يتحول إلى الأفران؟!

ثالثًا: لماذا طعام السجناء لا تأكله حتى الحيوانات، وأحيانًا يجدون الفئران والجرذان، مطبوخة في القدور؛ التي لا يعلمون ما هو نوع الطعام بها أساسًا؟!

رابعًا: لماذا يختفي (نصف المبلغ) الذي تحضره العائلة لابنها السجين؛ بعد أن يتسلمه من إدارة السجن، والابتزاز لا ينقطع؟!

خامسًا: لماذا تُباع البطانية في السجن بمبلغ (250) ألف دينار، وعلى هذه الطريقة الأشياء الأُخَر كلها في الشتاء والصيف؟!

سادسًا: إجراء (تحقيق صِحفي) مع عائلات المسجونين (النساء والأطفال)، وسؤالهم كم تبعد (الحمَّامات) الخاصة بزائري السجين، 1 كم؟ 2 كم؟ 4 كم؟ ويذهبون إليها سيرًا ويعودون؟ نعم إنها تبعد بضعة كيلومترات سيرًا!!

سابعًا: لماذا على العائلات الانتظار خمس ساعات، أو عشر ساعات في ساحة السجن البائسة العفنة؛ للقاء ابنها السجين مدة (10) دقائق لا أكثر؟!

ثامنًا: لماذا ساحات الانتظار للسجن قذرة، تطفح بمياه الصرف الصحي؟!

الخاتمة:

    إنَّ البدء من هذه المساحات الصعبة، المغلقة المظلمة، مكسورة الحريات، التي أرهقت العائلة العراقية؛ هي بداية ترضي الله سبحانه وتعالى، قبل البدء من الفضاءات المفتوحة التي تضج بالحريات، وهذا ما تنتظره العائلات المحرومة من أولادها، وكذلك ما ينتظره كل سجين مظلوم؛ أن ينظر رئيس الوزراء المحترم إلى هذا الملف الإنساني المثقل بالظلم، والهموم، والحرمان، والدمع.

 

ــــــــــــــــــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد
2022-10-14
احسنت استاذ حازم ماقلته وما هو افضع واقسى وامر واتعس والعن واكفر ووووو موجود وهذه بداية موفقة ان تمت ولاتنسون سجن الكرخ اللعين الذي تدخل اليه من جهة ابو غريب كلية الزراعة اذ انني لا استطيع نشر مااعرف عنه ابدا ابدا ابدا. استاذ حازم انت مسؤول امام الله انت اثرت هذا الموضوع يجب ان تستمر به لانه ظليمة ظليمة ونؤكد على ان تكون لجان حرة تلتقي بالسجناء وذويهم على انفراد ودون قيود ولامقدمات ولا بوجود اي منتسب من دائرة الاصلاح والله يعلم الفرق بين اسم هذه الدائرة وبين واقعها ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك