المقالات

رصاص طائش يقصم أحلام زينب


إيفان العودة |||   الشهيدة الملاك زينب عصام ذات الخمسة عشر ربيعًا من سكنة بغداد قرية البو علوان_أبو غريب كانت تعمل في مزرعة أهلها وإذا برصاصة الغدر تخترق جسدها لتفارق الحياة.  في كُل صباح وبعد كل يوم لطيف تنقشع الغيوم عن السماء وتزاح الستائر عن الشبابيك تفتح الأبواب وكأنها لم تكن مغلقة، الفطور يُجهز بعناية ورائحة الشاي تملأ أرجاء المنزل المتواضع، أثناء ذلك زينب على أبواب الإستيقاظ والأجواء لطيفة،أعتادت الملاك الإستيقاظ مبكرًا في كل صباح وتكون متأهبة للعمل في مزرعة أهلها وكأنها تترنم برؤية الزهور،تتراقص الزهور عندما تعتني بها أيادي زينب الأنيقة. ترى زينب جمالية وطبيعة المزارع عن قرب تتنفس عطور تُشعرها برفاهية الحياة مُبتعدة بشهيقها لعطر الطبيعة التي تراها عن الطائشون وتدريباتهم الغير مقنعة، لا تهم بهم لأنها غضت بصرها عنهم وكأنها تقول"لا أُريد أن أفقد جمالية أمنياتي بصخب حياتهم وآمالهم البعيدة، فأنا عراقية يحق لي التنفس في حدودي مزرعة منزلي الجميل".  على غير المعتاد مرت الأيام بـ زينب وكأنها لم تكن، وفي صباح يومًا مشؤوم شيءٌ ما بقلب زينب شعرت به ولكنها لم تعرف تفسيره، لاحظت إنحناء الزهور والسماء ملبدة بالغيوم أنسدلت الستائر وأنغلقت الأبواب وكأن هذه الإشارات تقول لزينب لا تذهبي اليوم إلى المزرعة ، هذه الأشياء رأتها زينب بقلبها شعرت بها عن قرب لم يراها أحد سوى زينب ! الرصاص يلوح في الأفق و السبب تدريبات عسكرية أمريكية إرهابية بقرب منازل العراقيين ! لا يوجد تبرير أو أي منطق في كل القواميس على وجود موقع يحدث فيه تدريبات عسكرية بقرب المنازل المدنية؛ أي سياسة هذه وأي تدريبات تسمح لكم بقتل الأبرياء، ما المسوغ لهكذا أفعال متشيطنة وعلى حساب الدم العراقي. لكن الغريب أكثر هو من كانوا يُنادون بأسم الوطنية والإصلاح والسيادة العراقية لم نرىٰ لهم أي أشارة تلوح في الأفق من أجل قضية زينب ! أعتمد اللاعراقيون الذين قصدتهم في الكلام أعلاه على سياسة تكميم الأفواه عندما لا تصب الأحداث لمصلحتهم او ما يثير واقع الشارع العراقي، لكن زينب عراقية وكان عليكم التحدث والإستنكار وتقديم طلب إخراج القوات الأمريكية المسلحة الغادرة التي اعتادت في غذائها على تناول لحوم طرية يتم تقديمها من قبل كاظمي الغدر ومن أتىٰ به ويصفق له عند كل فاجعة وكأنها مناسبة سعيدة لكم وله. رحلت زينب ورحلت معها أمنيات والديها، وغيرها أيضًا رحل ولم نرىٰ أي تحقيق من قبل الحكومة العراقية بشأن هكذا جرائم تقام في الأراضي العراقية وبقرب المنازل المدنية، عندما تذهبون لقبر زينب خذوا معكم الزهور وضعوها فوق بلاطة القبر ستفرح كثيرًا فهي كانت متيمة بعطر الزهور. كفاكم إستهتارًا بدماء الأبرياء تتراقصون على نغم الدماء العراقية وكأنها حفلة تقام لكم كل فترة، من أصول المناصب التي أنتم بها هو إظهار قرار عراقي يثبت وطنيتكم وإصلاحكم الحقيقي وليسَ المزيف المضمور في خفايا صدوركم المليئة بالأشواك، لم نرىٰ مواقع التواصل الإجتماعي الخاصة بكم التي طالما نادت بأسم الوطن تنعى إستشهاد زينب بنت وطنكم !  هل هذه المواقع تبندت أم لا يتوفر راوتر والأنترنت منقطع عنكم ! هل تحتاجون المساعدة في ذلك !  تبقى علامات التعجب والإستغراب إزاء صمتكم، لكن لا إستغراب في ذلك فهذا ديدنكم الدائم، أشعروا بالخجل لمرة واحدة في حياتكم وكونوا عراقيون لدقيقة واحدة فقط.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك