المقالات

كربلاء .. مآساة وطريق..! 

1078 2022-08-08

   عبدالملك سام ||   قصة كربلاء، وقضية كربلاء، وذكرى فاجعة كربلاء لا تحتاج إلى كل هذا الجدل الذي يثار سنويا، فمن المفترض أن الأمة بأجمعها تدرك فداحة هذه المآساة التي عاشها سبط النبي الأكرم (ص)، ومن الواجب أن نشعر كلنا بالآلم لما حدث للحسين (ع) ولأهله ولمن كان معه، على أيدي أشر وأحقر خلق الله في حينه، أولئك الذين باعوا دينهم وأخلاقهم وشرفهم مقابل القليل من عرض الدنيا الزائل.. فما أفضع الجريمة، وفداحة جريمة السكوت عنها! لنسأل أنفسنا أولا، لماذا لا يزال البعض يحاولون أن يخفوا حادثة كربلاء عن الناس بهذا الاصرار، ويزيفوا ويحرفوا أحداثها؟! هل لأن الحسين بن علي (ع) شخصية فيها جدل، فلا نعرف هل هو على الحق أم على الباطل؟! هل هناك شك في دينه وهو من قال عنه جده (ص): "حسين مني، وأنا من حسين"؟! هل هؤلاء، الذين لا يريدوننا أن نعرف شيئا عن حادثة كربلاء، جاهلون بفداحة الجريمة وآثارها الممتدة منذ تاريخها وحتى اليوم؟! المؤكد أن "لا"، فهم متواطئون مع سبق الإصرار، وأما (لماذا) فإن هذا يعود لخبث نفوسهم التي تشبعت بالزيف واللؤم والحقد على أعلام الهدى؛ فهم تربوا وتتلمذوا على أيدي المجرمين وأهل الباطل. كربلاء لا يجب أن تنسى؛ لأن الأمة منذ وفاة النبي (ص) إنحرفت، وتوالت الإنتكاسات حتى وصل الحال إلى أن يقتل علي والحسن والحسين (ع)، ثم تكررت كربلاءات أخرى حصدت الدماء الزكية لمصلحة خط الباطل حتى اليوم، فذاقت الأمة على أيدي حكام الجور ألوان الذل والهوان، حتى أتخذوا المسلمين خولا خداما، وأموالهم دولا بين الفاسدين، والإسلام دغلا لخدمة مصالحهم. وليس من المستغرب بعد هذا أن يصير حال المسلمين اليوم في أحط مستوى حتى باتت الأمم لا تقيم لهم وزنا، وتتسابق فيما بينها لتستعبدهم وتذلهم.. فهل عرفنا خطورة جريمة السكوت عما حدث في كربلاء وما سبقها وما تلاها؟! اليوم نشاهد أولئك الملوك والحكام الذين يعتبرون إمتدادا لليزيد الفاجر، وهم يتهافتون على تقبيل أحذية اليهود والنصارى، بينما يذيقون شعوبهم الويلات والأزمات والظلم، ومع مرور الوقت تزداد الشدة والأنحطاط، وكأنه لا أمل للأمة للخروج من التيه الذي تعيشه! ولكن يأبى الله إلا أن يتم نوره، وفي كل عصر هناك من يرشد الناس للمسير نحو كربلاء، لعلهم يتحركون ولا يكررون مآساة السكوت مرة أخرى، فهم متى تحركوا سيعرفون أن كربلاء هي طريق الحق وألثورة ضد الظلم، وأن كربلاء ليست حادثة وأنقضت، بل هي طريق الأحرار والحرية. متى أستطاعت الأمة أن تمشي في ركب الحسين (ع) فإن نتيجة كربلاء ستتغير، وبتغيرها سيتبدل حال الأمة لتنعم مجددا بنعمة الهداية من الله. متى وقفت الأمة مع الحسين (ع) ونهجه ستستطيع كسر الأغلال التي وضعها الأعداء لإستعبادها، وعندها فقط ستتحرر وتعود إلى النهج القويم الذي يضمن لها أن تهيمن على باقي الأمم، وتؤدي الدور العظيم الذي أوكله الله إليها، وليس أمامها اليوم سوى هذه الطريق.. فسلام الله على الحسين، وعلى أصحاب الحسين، وعلى كل من سار على درب الحسين، وعلى الأرواح الطاهرة التي حلت بفناءه، ورحمة الله وبركاته.. هيهات منا الذلة.
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
almajahi : نحن السجناء السياسين في العراق نحتاج الى تدخلكم لاعادة حقوقنا المنصوص عليها في الدستور العراقي..والذي تم التصويت ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
جبارعبدالزهرة العبودي : لقد قتل النواصب في هذه المنطقة الكثير من الشيعة حيث كانوا ينصبون كمائنا على الطريق العام وياخذون ...
الموضوع :
حركة السفياني من بلاد الروم إلى العراق
ابو كرار : السلام عليكم احسنتم التوضيح وبارك الله في جهودكم ياليت تعطي معنى لكلمة سكوبس هل يوجد لها معنى ...
الموضوع :
وضحكوا علينا وقالوا النشر لايكون الا في سكوبس Scopus
ابو حسنين : شيخنا العزيز الله يحفظك ويخليك بهذا زمنا الاغبر اكو خطيب مؤهل ان يحمل فكر اسلامي محمدي وحسيني ...
الموضوع :
الشيخ جلال الدين الصغير يتحدث عن المنبر الحسيني ومسؤولية التصدي للغزو الفكري والحرب الناعمة على هويتنا الإسلامية
حسين عبد الكريم جعفر المقهوي : عني وعن والدي ووالدتي وأولادها واختي وأخي ...
الموضوع :
رسالة الى سيدتي زينب الكبرى
فيسبوك