ماذا تعني المقاطعة السياسية؟

هادي خيري الكريني ||   يجب أن نتأسى بعلي ابن أبي طالب صلوات الله عليه لما انتزعت منه الخلافة عنوة وبمؤامرة ! ماذا كان فعل الإمام وقوله وتقريره ؟  وهل فعل المرجعية الرشيدة يتطابق مع موقف الإمام علي عليه السلام بمقاطعة الساسة الذين يديرون البلاد؟  بعد ان احتجت ونصحت وارشدت فلم ينفع نصح ولا ارشاد فكان لزاما مقاطعهم ولكنها تراقب الموقف العام وتعطي إشارات بين فترة واخرى لما ترى من الضرورة تدخلها ومنها فتوى الجهاد الكفائي ومنها دعوة الناس كل الناس بالعراق للاشتراك بالانتخابات كفتوى الجهاد الكفائي واغرب ماحدث أن الذين عزفوا عن تلبية فتوى الجهاد الكفائي وهم.قادرين..  هم من ذهب للانتخابات وكانت الفتوى دافع لهم في حين تقاعس الاغلبية التي لبت فتوى الجهاد الكفائي والسبب هناك خلل بالتبليغ ومثال على ذلك هناك كتلة ادعت انها مدعومة من المرجعية الرشيدة نهارا جهارا واحدثت خلل . وتقاعس أو تواطئ بعض المبلغين حيث لم يقوموا بما أمرت المرجعية وكانت خطبة احد.المعميبن المدعي قربه من المرجعية. احدثت لغط كبير وهل هو رأي المرجعية ام رأيه الشخصي تأيدا لهذه الكتلة . ونال من التشيع بشكل شنيع وفضيع وبلا مبرر! مما حدى بها بنفي الأمر وانها ابوة للكل والأمر عائد للمجتمع باختيار الأصلح . ولكن لم نرى همة من المبلغين يوازي قول المرجعية الرشيدة .  ولاذ الاغلبية بالصمت  وهذا لايعني لم يقم الكل بواجبه نعم قام الصفوة منهم لحث الناس ولكنهم اقلية ومنهم من لاذ بالصمت أو الإجابة المغموسة وتعمين الفساد على كل والدعوة للمشاركة فإذا كان الكل فاسد لمن اصوت ؟ وطبعا شارك بالدعوة لحث الناس للمشاركة بكثافة  بالانتخابات النخبة من اتباع المرجعية الرشيدة ولكن تاثيرهم ليس كتاثير المبلغين ... الأن نأتي لموقف الإمام..! موقف علي (عليه السلام) من نظام الخلافة القرشية أ. قرر الإمام (عليه السلام) أن لا يقاومهم بالقوة، لأن النبي (صلى الله عليه وآله) أمره إن لم يجد ناصراً أن يحقن دمه ودم أهل بيته . قال ( عليه السلام ) كما في كتاب سليم بن قيس / 215 : « أخبرني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بما الأمة صانعة بي بعده ، فلم أك بما صنعوا حين عاينته بأعلم مني ولا أشد يقيناً مني به قبل ذلك ، بل أنا بقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أشد يقيناً مني بما عاينت وشهدت ! فقلت : يا رسول الله ، فما تعهد إلي إذا كان ذلك ؟ قال : إن وجدت أعواناً فانبذ إليهم وجاهدهم ، وإن لم تجد أعواناً فاكفف يدك واحقن دمك حتى تجد على إقامة الدين وكتاب الله وسنتي أعواناً » . ب . أعلن (عليه السلام) أنه لن يعترف بشرعية نظامهم ، إلا اعتراف المُكره المُجبر ، لمن أجبره وقهره . ولذلك قال المفيد ( رحمه الله ) إنه ( عليه السلام ) لم يبايع ولا ساعة ! ومن العجيب أن من خالفنا يحتجون بأنه ( عليه السلام ) بايع ، حتى لو كان مجبراً أو مكرهاً ، مع أنهم يروون أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : إنما الأعمال بالنيات ، وإنه لا قيمة لفعل أكره عليه صاحبه ، ولا يصح فعلٌ من مكرهٍ . فكيف تصح بيعة المُكره ؟ ! قال المفيد في المقنعة / 612 : « ولا يصح بيع بإكراه ، ولا يثبت إلا بإيثار واختيار » . وقال الشيخ الأنصاري في المكاسب: 3 / 311: «الإكراه لغة وعرفاً : حمل الغير على ما يكرهه . ويعتبر في وقوع الفعل عن ذلك الحمل اقترانه بوعيد منه مظنون الترتب على ترك ذلك الفعل، مُضِرٍّ بحال الفاعل أو متعلقه، نفساً أو عرضاً أو مالاً» . ج . أعلن الإمام ( عليه السلام ) أنه سيلتزم بالحضور في المسجد ليزور قبر النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ويبين للأمة الشريعة ويقضي بينهم ، لأن النبي ( صلى الله عليه وآله ) نصبه حجة لأمته ، ولا يجوز له أن يترك الناس في حيرة . وأنه سيصلي مفرداً، ولا يأتم بمن نصبوه. د . أعلن الإمام ( عليه السلام ) أن سيعتزلهم ، فلا يكون جزء من جهازهم الإداري ، ولا يقبل مناصبهم ، لأنه يحرم عليه أن يقبل تأمير أحد عليه ه‍ . أعلن الإمام ( عليه السلام ) أنه سينصح الحاكم الذي ينصبونه ، بما يحقق مصلحة الإسلام وأهله ، ويوجه شيعته وأنصاره في هذا الاتجاه لخدمة للإسلام وأمته . و . سيكون مراقباً لعمل الحاكم، فيحثه إن قصر، ويشير عليه وينصح، ويسمع له ويطيع بشكل عام، لكن إذا رأى خطأ صحح له أو انتقد، ليقلل بذلك الانحراف عن سنة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ما أمكن . ز . فسر الإمام الباقر ( عليه السلام ) حيثيات هذا الموقف فقال : « إن الناس لما صنعوا ما صنعوا إذ بايعوا أبا بكر لم يمنع أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من أن يدعو إلى نفسه إلا نظراً للناس وتخوفاً عليهم أن يرتدوا عن الإسلام فيعبدوا الأوثان ، ولا يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . وكان الأحب إليه أن يقرهم على ما صنعوا من أن يرتدوا عن جميع الإسلام ، وإنما هلك الذين ركبوا ما ركبوا ، فأما من لم يصنع ذلك ودخل فيما دخل فيه الناس على غير علم ولا عداوة لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) ، فإن ذلك لا يكفره ولا يخرجه من الإسلام . ولذلك كتم علي ( عليه السلام ) أمره وبايع مكرهاً حيث لم يجد أعواناً » . ( الكافي : 8 / 295 ) . هذا هو فعل الإمام وقوله وتقريره المقاطعة الايجابية وليس المعارضة . ان تقاطعهم سياسيا هو تأسيا بالمرجعية الرشيدة قاطعتهم سياسيا لما لم ترى استجابة لارشادها ونصحها وهم من يمثلوا علي ابن ابي طالب صلوات الله عليه وهذا ليس ولاية الفقيه بالطبع انما اقتداء واذكر يوم كنا عند استاذ الفقهاء الإمام السيد سعيد الحكيم طاب ثراه سأله أمام جماعة عن أمر فقال له ياشيخ فلان انت تمثلني وانا امثل  علي ابن ابي طالب صلوات الله عليه... اذن المرجعية هي من تمثل علي بن ابي طالب صلوات الله عليه بالقول والفعل والتقرير! اعرضوا امر المقاطعة على المرجعية الرشيدة فلا تديروا ظهوركم لها استفتوها ولو بالانباة حملوا احد المبلغين الثقاة هذا الأمر وان يكن سرا فاللمرجعية أسرار ربانية وقرروا ما ينتج عنها وليكن الاستفتاء مكتوب والإجابة وان كانت شفهية واعطتكم الخيار فخياركم هو خيار علي بن ابي ابي صلوات الله عليه.. اللهم اشهد اني نصحت واجهدت نفسي بالنصح عسى ولعل يحدث الله أمرا بالغيب لا نعلمه هو أعلم به .. ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم    هادي خيري الكريني  14/1/2022