المقالات

الغدد اللمفاوية للسيادة العراقية !؟


عمر الناصر / كاتب وباحث سياسي ||

 

 لو عدنا قليلاً بالزمن لمراجعة المراحل الاولى للعملية السياسية لرأينا ان هنالك اسباب متشابهة تقف خلف كل تلكؤا واخفاق حصل لدى التحالفات التي انبثقت من خلالها الكابينة الحكومية التي تشكلها الكتل والتيارات والقوى السياسية ، ومن جملة تلك الاسباب هي ضعف أداء المفاوضين الذي يبدو ان ليس لديهم خبرة عملية واسعة في فن إدارة جلسات التفاوض ولم يخضعوا يوماً لاختبارات لغة الجسد والتدريبات المكثفة او حتى عمليات التحديث لمهاراتهم وامكانياتهم في المناورة والمراوغة لكسب جولات نوعية مع الخصوم لكي ترتقي لمستوى وجودة المفاوضات التي تكون على الصعيد الدولي للارتقاء الى مصافي الاساليب الحديثة ، ويرجع ذلك ايضاً بسبب انعدام الثقة بالاطراف التي سيتم التفاوض معها وذلك يعني نجاح وفشل المشاريع تكون خاضعة كلياً لمبدأ قوة وذكاء وتخطيط المستشارين وحنكة وشجاعة وفطنة المفاوضين.

يكمن اهم سر لقوة اهم جزء من الجهاز المناعي للدولة في الوزارات السيادية وتحديداً وزارة الخارجية التي تعد العمود الفقري الذي ترتكز عليه بقية المؤسسات الحكومية والرسمية الاخرى ، بأعتبارها حلقة الوصل الموجودة بين الداخل العراقي ومحيطه الخارجي على جميع المستويات عربياً واقليمياً ودولياً، ولم يلتفت احد لجزئية هذه المهمة التي تتمثل بمحددات وجودة السياسة الخارجية والعمل على خلق مفاوضين حقيقيين قادرين على ان يكونوا اسفنجة السياسة الخارجية التي تمتص بهدوء وشجاعة جميع الأزمات الدبلوماسية مع دول العالم لتجنب اقحام العراق في دوامات الموقف الضعيف والعزلة الدولية و فرض الارادات والاملاءات ‏من قبل الاطراف الخارجية التي لها امتدادات واضحة واوراق مازالت لم تستخدم بعد والتي اصبح لها دور مؤثر في رسم السياسة الداخلية و تنفيذ مشاريعها بواسطة أدواتها الموجودة على الارض.

من يود معرفة النموذج الفريد واللون الحقيقي لقوة سيادة الدولة وسط امواج متلاطمة من اصطفاف المحاور الاقليمية التي ترتكز وتستند على دعامة خرسانية لها القدرة على محاججة الخصوم الدوليين لمنع ڤايروس التأثيرات الخارجية من الوصول لاعضاء جسد الدولة فلينظر بعين السمكة لطبيعة وحرفية السياسة الخارجية لدولة عُمان وستتضح لديه الرؤية كاملة دون تشويش او ضبابية وكيف تعاملت بحيادية بموقف واضح مع جميع المحاور التي تحيط بها مع العلم ان موقعها الجغرافي وقربها من مضيق هرمز وخليج عمان سيجعل لها قوة تَحكُم اقتصادية تسيطر من خلالها على بوابات وصنابير رفع منسوب مستوى الاقتصاد وتعظيم الموارد ، على اعتبار ان الحرب الدائرة بين الاقطاب والصراعات الموجودة في المنطقة العربية تحديداً هي حرب اقتصادية بأمتياز جزء كبير منها يدار بالوكالة، وموقفها المتوازن والواضح من الازمات التي ضربت عمق الشرق الاوسط ابتداءا من قضية فلسطين والصراع الفلسطيني الاسرائيلي ومروراً بأزمة سوريا وانتهاءاً بحرب اليمن ماهو الا دليل دامغ على سياستها الخارجية الهادئة والحكيمة تجاه القضايا المصيرية في منطقة الخليج والشرق الادنى ، ومن يود ان يعرف اشياء ادق فليراجع جميع مواقف عُمان وقت التصويت على اي مشروع في اجتماعات الجامعة العربية . 

قد يتخذ العمل الدبلوماسي الواناً هادئة ومتمازجة واشكالاً متعددة وطرقاً مختلفة معتمداً على نسبة ميول وانتماءات الحكومات وتبعيتها او استقلاليتها عن دول المحيط الاقليمي القريبة لمزاجها، وتستند على نسبة تحضر وارتقاء ووعي قياداتها التي قد تكون ضليعة بالعمل السياسي والدبلوماسي لكنها ضعيفة في العمل العسكري والامني او العكس خاصة بعد أن فشلت عندنا جميع الكتل السياسية من خلق مفاوض محنك واحد يستطيع أن يكون غدة لمفاوية تحمي جسد الدولة العراقية‏ لها دراية كافية بأليات العمل الدبلوماسي تمهيدا لانتزاع السيادة واعادة العراق لصدارة النفوذ العربي والاقليمي .

 

انتهى ..

 

خارج النص / استحداث وتحديث قسم لاعداد المفاوضين في وزارة الخارجية اولى خطوات تمكين السيادة العراقية ..

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك