المقالات

تضميد الجروح والمسامحة والتوفيق.ج ٢

1561 2021-03-17

 

محمد السعبري ||

 

من المهم التميز بين تضميد الجروح والمغفرة.

فبعد العنف الحاد،يصعب التفكير في المغفرة كما يصعب فهم طبيعتها

ومن المهم استطلاع توقيت ودرجة وموضوع الغفران ( هل المطلوب مغفرة الأثمين أو اعضاء المجموعة الآثمة الذين يرتكبون إثما وفيما تعزز المغفرة من احتمالات التوفيق ، يبدو تضميد جروح الماضي أكثر أهمية ،الا أن المغفرة تبدو متاصلة في التوفيق التام والقبول الحقيقي للأخر. 

إن فهم المؤثرات التي أدت إلى أفعال الآثمين ، بصرف النظر عن فظاعتها ، يساهم في التئام الجراح.

وقد يكون أيضا طريقاً لقبول الآخر. 

إن التئام جروح الماضي فيما تتعلق بالشعور بأن طرفاً ما كان ضحية لطرف اخر أمر ضروري لمنع تجديد العنف.

فبدون التئام الجروح ، حين تستمر الأطراف في العيش معاً، قد يؤدي الغضب والرغبة في الثأر إلى المزيد من العنف من قبل الضحايا السابقين.

بالإضافة إلى. ذلك ، بدون التئام الجروح قد يؤدي رد فعل الضحايا السابقين تجاه التهديد إلى أن التئام جروح الأثمين أمر ضروري أيضا ، فقد يكون الآثمون قد اصابتهم جروح وتسببت في أفعالهم.

بالإضافة إلى ذلك قد يصيب الآثمين أو حتى أعضاء المجموعة الآثمة الجروح بشكل مباشر من خلال العنف الحاد الذي انخرطوا فيه أو انخرطت فيه مجموعتهم

إن أفعالهم وردود افعالهم الدفاعية تجاهها تحد من قدراتهم على التعاطف أو الشعور بالذنب وبالتالي على قدرتهم على التوافق في المرحلة لاحقة ، وبدلا من ذلك ، يتجهون إلى الاستمرار في إلقاء اللوم على ضحاياهم أو خصومهم السابقين ، حتى وإن تم إيقافهم وإنزال الهزيمة بهم ، أو التوصل الى اتفاقية تضع نهاية للصراع المتصلب. 

وبدون التئام الجروح التي تساعد على إثبات الذات وزيادة الثقة في الآخرين والعالم ، قد يكون من المستحيل التوافق أن يبدأ.

وبدون البدء في التوافق ، لا سيما حين تستمر المجموعات المتناحرة سابقاً في العيش معا ، قد لا يمضي التئام الجروح الذي يقتضي درجة ما من الأمن قدما

كما أنه من الأرجح أن يتطلب خلق التاريخ المشترك والذاكرة الجماعية الجديدة التئاماً سابقاً.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك