المقالات

من يحدد المقاومة

1638 18:24:00 2006-07-03

بقلم: عبد الرزاق السلطاني

لقد سجل الشيعة في العراق صفحة بيضاء من صفحات التاريخ بقيادتهم الثورات التاريخية في العراق تحت مظلة المقاومة واخراج القوات الاجنبية وهذا ما شهد له تاريخه الزاخر بالجهاد والتضحية من اجل المقدسات، فعندما ننقط المقاومة الحقيقية الحالية في العراق بتبنيها المواقف العقلانية من المنظور الوطني فهي التي نزعت فتيل الازمات وازالت الالغام التي كادت ان تعصف في العراق، فضلا عن التفاف القاعدة الجماهيرية حولها ووقوفها خلفها من اجل الحفاظ على وحدة العراق وامنه، في الوقت الذي فتحت فيه الابواب مشرعة لكل التكوينات السياسية للجلوس تحت قبة البرلمان مشترطين المفاهيم الوطنية وثوابتها المعلنة من قبل سماحة السيد الحكيم بحتمية نبذ الارهاب، والاقرار بالعملية السياسية الجارية، وعدم الايغال بدماء العراقيين، فالعصابات التي لا تعترف بالقانون ودولة التغيير وتنسب نفسها (للمقاومة) فهي لا تمثل الا نفسها، فالموضوعات السيادية التي تدخل في رسم الخارطة السياسية في البلد هي من متبنيات الحكومة الشرعية المنتخبة ، والبرلمان هو صاحب الحق الشرعي في تحديد معالمها، ولا مشروعية لمن لا يحضى بذلك التمثيل، فالسياسون الذين تبنوا الحلف الصدامي التكفيري من دعاة(المقاومة) افرطوا في تخريب الجسد العراقي بدعمهم اللوجستي لارتكاب المزيد من جرائم القتل والاختطاف والتي عكست الوجه المكشوف لهذه القوى التي تقترف ممارسات لا آدمية على الارض وتتنافى تماما مع سياسة الاقوال المعلنة والشعارات البراقة التي يتغنون بها ومباركتهم لها غير آبهين للانفلات الامني الذي قد تنعكس تداعياته على تلك الجماعات التحريضية لتطاير الرؤوس لاتباع اهل البيت(ع) والعائمة في مياه دجلة، فليس غريبا ان تكون لغة الموت وسيلة فهم غير معنيين بلغة الارقام لمشرحة بغداد، فان هذا العرض المستمر لمشاهد الموت والدمار والنزوح الاجباري للوطنيين العراقيين من اطراف بغداد وغيرها تترجمه بيانات ظلامية تحمل في طياتها حقداً دفيناً صدءاً مما يجعل بلدنا امام عبء استراتيجي وضغط سياسي وامني وديموغرافي تقوده وللاسف بعض الدول العربية التي سادها شعور الرعب بُعيد سقوط النظام البعثي المقبور، وما ارتبط به من متغيرات التحرر والانعتاق مما جعلها – الحكومات العربية – تحرك المستنقعات الراكدة محاولة وضع العصي في دواليب العجلة العراقية، واذا ما استمرت الامور في السياق ذاته لتصعيد الارهاب ورفعها مستويات الجريمة المنظمة وفتح الحدود امام المجرمين والقتلة فان رسالتنا لتلك الجهات مفادها من ان (النار لا تاكل الا نفسها ان لم تجد حطبا).

نحن في العراق الجديد كائتلافيين ندعم كل مبادرة من شانها تأمين استقرار البلد واشاعة روح التسامح ضمن مسارات مستقبل العراق السياسي تحت خيمة العراق والاستشراف للرؤية الواقعية بتهيئة الارضية للقبول بالحلول المعقولة، شريطة استبعاد المجرمين فالمواطنة هي التي تنضج المشاريع الاستراتيجية، اما فيما يخص من تخلف عن العملية السياسية ويريد العودة لجادة الصواب، فالعراق لكل العراقيين، والذين اتخذوا موقفاً نقيض ذلك وهاجم العملية السياسية من الصداميين وحلفائهم التكفيريين فهو موقف نابع من قراءة محورها عدم ايمانهم بدولة العراق الفيدرالي التحرري وعلى كافة الفرقاء السياسيين اتخاذ مواقف صريحة ومعلنة بتحريم الدم العراقي ومعالجة هذا النفر الذي لا يقر بوجود الانسانية على الاطلاق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك