المقالات

اصبع على الجرح ..القنّاص الفاشل .

2196 2020-12-16

 

منهل عبد الأمير المرشدي ||

 

بينما كانت المعارك محتدمة في إحدى الحروب جاء آمر اللواء يتفقد قواته في الخطوط الأمامية . فشاهد الجندي القنّاص وهو يتربع في موضعه يلتقط بين الفينة والأخرى جنودا من العدوا ويرديهم قتلى  فأشاد به وأثنى عليه وسأله هل يوجد لدى العدو قناص ماهر شجاع كفوء مثلك فأجابه . كلا يا سيدي إن قنّاص العدو فاشل وغبي وهو يرمي عليَّ يومياً ويخطئ ولا يستطيع إصابتي .

فقال له ما دمت تراه وتعرف انه غبي ويرمي عليك لماذا لا تقتله وتنتهي منه ؟ فأجابه القناص : أخاف أن أقتله فيستبدلونه بقناص جيد كفوء فيقتلنا . حكاية صغيرة في مفرداتها بسيطة في محتواها لكنها بليغة في مضمونها رائعة في فحواها فالقناص الفاشل كالمسؤول الفاشل كالنائب الفاشل كالوزير الفاشل كالمدير الفاشل كالرئيس الفاشل كالقائد الفاشل الغبي وغير الكفوء يحافظ عليه اعداء الوطن ويحمونه ويؤمنون له دوام كرسي الحكم وسدة المسؤولية حيثما يستطيعوا بكل الوسائل شعبيا واعلاميا وأمنيا والى الأجل الذي يتمكنون فهو يخدمهم بقدر ما يؤذي شعبه ومعيته ورعيته ويحقق للعدو ما يريد وما يطمح وما يخطط ومن حيث ما يكون عائقا  لكل ما  هو خير ومفيد ونافع ومنقذ لشعبة وناسه وأهله. نعم فالعلّة واضحة جلية شفافة مكشوفة يعرفها القاصي والداني والصغير والكبير والعاقل وحتى المعتوه لكن المشكلة فينا نحن المعلولين الذين نعاني من آلام علّتنا وتداعيات نزيفها الراكنين الصامتين التائهين النازفين الخانعين القابعين في متاهاتنا وفوضيتنا الراضين بمل فينا وما يجري لنا وما يخطط ويجري لتدميرنا وتمزيقنا وتفتيت وحدة وتدمير عناصر قوتنا .

 المؤلم حقا وما يؤرق ويدفع الغيض في لقلب ويملأه حسرة وحرقة في أمة تحب الحسين عليه السلام وتبكي عليه وتزوره وتمشي لزيارته على أقدامها ولا تفهم من هو الحسين وكيف تحيه او تنتمي اليه . المشكلة الأكبر والأدهى والأقسى والأفضع إنها بعد كل ما تعيشه من ذلّة وهوان وضياع ودمار تهتف بأعلى أصواتها (هيهات منّا الذلة ) !!!

ــــــــ

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك