المقالات

العصى لمن عصى...

2100 00:03:00 2006-07-02

( بقلم مصطفى الكويي )

العصى لمن عصى قاعدة اثبتت صحتها خصوصا مع نوع خاص من البشر المؤمن بالعنف كوسيلة مثلى للتعامل مع الاخرين وفق نظرية شريعة الغاب والقوي يأكل الضعيف. هذا النوع من بشر الغاب يجهل لغة الحوار بل ويحتقرها ويفهمها على انها نابعة من ضعف في موقف المحاور وخوفا من العاصي الذي يرى في نفسه القوة طالما كان خصمه محاورا له,نابذا للعنف,جانحا للسلم,راميا العصى.

وهذا الامر ينطبق الان في المشهد العراقي حيث مدت الحكومة العراقية يدها الى معارضيها حاملتا غصن الزيتون حسبما جاء عن الرئيس المالكي. وقبل ذلك كانت الحكومة قد باشرت بأطلاق سراح العديد من المعتقلين كبادرة حسن نية. وحيث جاء في نص مبادرة المصالحة الوطنية ان عفوا عاما سيصدر عن المعتقلين غير المدانيين. وكما جاء في نص المبادرة ايضا الفقرة التالية: ان يتعهد الراغب بلحصول على فرصة العفو ان يشجب العنف ويتعهد بدعم الحكومة الوطنية المنتخية واتباع القانون. ولكن لنرى ماذا كان جواب بعض هولاء المفرج عنهم: وحسبما جاء في الاتحاد الاماراتية وبالنص الاتي: وفي وقت اعرب فيه مقاتلون عراقيون افرج عنهم ضمن مبادرة رئيس الوزراء نوري المالكي امس من عدم استعدادهم لطي صفحة الماضي,وقال احدهم ويدعى سعد الحيالي انني ارفض المصالحة التي يقترحها المالكي لان ما بني على باطل فهو باطل ورفض الاعتراف بشرعية الحكومة المنبثقة عن انتخابات ديسمبر 2005 كما رفض الدستور الجديد لان كل ذلك يندرج بلنسبة له ضمن سياق العملية الامريكية الجارية الان. انتهى ان هذا الطليق الارهابي ناقض العهد وشرط الافراج عنه هو عينة من تلك الفئة الباغية التي لا تؤمن الابسياسة القوة واتباع المخاتلة والمكر والغدر والحيلة ونقض العهود ونكث البيعات كوسيلة للوصول الى اهدافها,وما تصريحه الا خير دليل والاعتراف سيد الادلة كما يقولون. انه تعهد بما اشترط عليه كي يطلق سراحه ولكن بعد الاطلاق ينقض وينكث ويتنكر لما في ذمته من التزامات تجاه الحكومة بل ويعلن انتهاج نهج العنف وسياسة الوقوف بالضد منها! حيث سلب الحكومة شرعيتها وبذلك يشرعن استهدافها هؤلاء الطلقاء الجدد هم الحفدة الفكريون لطلقاء الامس الاوائل الذين اطلقهم رسول الله (ص) بعد فتحه مكة والذين مابرحوا ان انقضوا على عترته اهل البيت (ع) الواجبي المودة بنص القران الكريم وكان اجرهم للرسالة ان حاربوهم وفق حلف قرشي جاهلي ومنعوهم حقهم وسلبوهم ارثهم ومن ثم تطور هذا العمل الجاهلي الى اسلوب نكث البيعة ونقض العهد والسم وبعدها انتهجوا سياسة القتل والسبي المباشر ومن ثم انتهجوا سياسة استئصالية طائفية واستمر هذا الحال الى عصرنا الحاضر حيث امتزجت هذه السياسة بل السياسة الشوفينية القومية ضد كل من هو ليس بعربي. وما كان هذا الطليق الا مثل على لؤم طبع الطلقاء المتوارث جينيا. هؤلاء الطلقاء هم نتاج عصبية جاهلية وفكر طائفي وعقلية شوفينية امتزجت بدموية وفاشية النظام المقبور وبعدها لم يبل عطشهم لدماء العراقيين ويملئ اجوافهم القرحى من لحم العراقين الذين ادمنوا عليه الا الفكر التكفيري الخارجي. ومن شب على شئ شاب عليه,وهؤلاء قد شبوا على سياسة الاستئصال لمعارضيهم وفق نظرية العصى اذا ما عصاهم احد,واذا ما هم عصوا سيدهم المهزوم في مرة ما لذلك رأيناهم مطيعيين واوفياء له حاقدين ومتمردين على الوضع الجديد في العراق لعدم وجود سياسة حازمة ضدهم وتوقف العصى عن ترهيبهم. ان خلق الرادع اهم من كبر العقوبة والجدية والعزم على تنفيذها اقوى من تنفيذها اذا ما وصلنا لذلك امنا شر هؤلاء. ان اطلاق سراح هؤلاء دون وجود الية ضامنة تضمن عدم ممارستهم للارهاب سوف يشجعهم على الاستخفاف بتلك التعهدات المطلوبة منهم ومارأيناه الاخير دليل. لنرى ماذا ستفعل الجهات الامنية الرسمية تجاه هذا الطليق الذي جاهر بعدائه وكشر عن انيابه؟؟ هل سيترك طليقا يفعل ما يشاء ام القانون له ولامثاله بالمرصاد؟؟مصطفى الكويي
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
H. Al-Shaikhly
2006-07-01
Sa'ad Al-Hayali should be arrested again and placed in a confined place alone and fed like a dog
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك