المقالات

إصبع على الجرح ..الكاولية ... 

2006 2020-09-30

  منهل عبد الأمير المرشدي ||   آخر حكاية سمعتها من المرحوم أبو عدنان الذي فارق الحياة بعمر ناهز التسعين عام هي حكاية جميلة عن (الكاولية) يمكن لنا الإستدلال منها والقياس لما نمر به اليوم في العراق .  يقول رحمة الله عليه في أربعينات القرن الماضي جائت لمنطقتنا عوائل من طائفة (الكاولية) وهم لا وطن لديهم ولا ارض ينتمون لها. يتنقلون في رحاب الله الواسعة لهم في كل شهر عنوان وفي كل سنة بمنطقة وليس عندهم عملا او مهنة غير الرقص والغناء. ولما وصلوا المنطقة نصبوا خيامهم  في اطرافها حيث يساعدهم الناس وينصبوا لهم مسرح كبير لإداء عروضهم به .  يقول أبو عدنان قبل بدأ العرض جلس الناس على شكل نصف دائرة حول المسرح واغلب الجمهور من الرجال والشباب الكبار ولا مجال لجلوس الأطفال الذين يمنعوهم أن يتفرجوا على (الكاوليات) وهنّ يرقصن بثياب فضاضة تبين منها ابدانهن لأن الناس سابقا سابقا (في قديم الزمان) كانوا يحافظون على اخلاق ابنائهم وحيائهم .  بدأ الحفل والرقَص منهن والحركات تتوازن مع نغمة ال(چنبارات) الموجودة بأصابع الراقصة ويخرج منهن صوت غاية في الجمال . كانت ملابس الكاوليات محتشمة بعض الشيء وتغطي كل جسمها ويضعن على رؤوسهن قطعة قماش من الحرير بلون الثوب الذي يرقصن به فالغاية عندهم تُبرر الوسيلة حيث ينبري أحد من هنا وآخر من هناك من الرجال (الزواحف) لمن تعجبه من الكاوليات الراقصات ويرغب بأن تجلس قربه فيقوم هذا (الزاحف) برفع الغطاء مقابل بعض الخردة يضعها فيه فتأتي لتجلس معه .  في ذلك الوقت كان العراق مُحتل من الأنكَليز ومعهم جنود هنود وباكستان. تفاجأ الحضور بأن صوت الكاولية الجميل بما فيه من بّحة بدأ يعلوا بالغناء بأغاني وطنية وحماسية وتطلب من الناس أن تدافع عن العراق وتطرد المحتلين الأنكَليز منه فكانت كلمات الأغاني  تلهب المشاعر وتبث روح الحماسه في النفوس وكانت تلك الحفلة بعد أيام من وفاة الملك غازي بسنة 42 وكانت كلمات أغنية الكاوليه تقَول .. ((اگعد يا غازي وشوف طبوا وطنه... سوجر وكركه وسيخ ما هم مثلنه)) .كانت كلمات الأغنية أمضى من السيف وأشد من القنبلة.  أختتم حكاينه المرحوم ابو عدنان وهو يقول ( تريد الصدك أني بقيت أفكر بهاي الكاولية، ليس لها وطن ولا لها ارض وحتى جنسية مثل الناس لا تملك  وكانت تشعر بالوطن الذي تعيش به وتشعر بمعاناته تحت الاحتلال وهذا شعور وطني ليس له مثيل ... يا سبحان الله كاولية تحب الوطن,)  أخيرا وليس آخرا اقول أي صنف من البشر تسلط علينا لقد أحترنا بهم فلم ترتقي غيرتهم على الوطن حتى لغيرة الكاولية التي اخذتها الغيرة على تراب العراق الذي يأويهم فغنّوا له وطالبوا العراقيين بطرد قوات الإحتلال . المشكلة ليس بهم فقط انما بالبعض الذي يأتيك ويعرف نفسه بناشط او ثائر وهو منذ سنتين لم يغسل شعره المخلل ويقول لك لا تتحدث عهن فلان لأن فلان خط احمر وحينما تسأله عن جمع كلمة ثائر يقول ثيران ! . حيث تبيّن إنه يتكلم بلغته .
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك