المقالات

إصبع على الجرح تشابه الثور علينا ..  

1547 2020-07-07

منهل عبد الأمير المرشدي||

 

كان الناس في ارياف جنوب العراق بثلاثينات القرن الماضي من الطيبة والفطرة والبساطة بما لا يمكن وصفه حيث يخرج الرجال مبكرين صباحا الى الحقول للزراعة والسقي فيما يبقى الصغار والفتيان في المضايف لإستقبال الضيوف وتنصرف النساء بعد خلاص شغل البيت ليسبحن في النهر بمكان معزول كأنه مخصص لهن فهو مستور ولا يقترب منه احد من رجال القرية .

في يوم من الأيام كانت بنت شيخ العشيرة الأكبر تسبح مع صاحباتها وعندما انهين السباحة أسرعن على ملابسهن الموجودات على جرف النهر فوجدن ثمة شيء بعثرها او داسها وكانت بنت الشيخ قد أخفت ( صيغتها) مجوهراتها في احدى قطع ملابسها ملفوفة فلم تجدها .

فتوقعن إن لصا ما قد قام بذلك  وعند خرجوهن شاهدن رجل من القرية فريب منهن يدعى مزعل فأتهمنه بسرقة المجوهرات وأخبرت بنت الشيخ والدها فقرر ان يأتي مزعل وأعمامه للفصل العشائري وبعثوا له (كوامة) بإعتباره هو الحرامي . إضطر المسكين مزعل ان يرضخ لطلب الشيخ فلا حول له ولا قوة الا بالرضوخ لما يريد الشيخ وجاء مع اعمامه الى المضيف وبحضور مشايخ المنطقة ورجالها في كعدة الفصل .

 أراد الشيخ  ان يرحب بهم فصاح على واحد من رعيانه وقال له ( تعال وليدي  .. اختار اكبر ثور واذبحه غده لضيوفنه) .

ذهب الراعي وذبح الثور وصلخه فوجد مجوهرات بنت الشيخ في كرشة الثور فجاء مسرعا الى الشيخ وهمس في اذنه ( يا محفوظ ذهبات المحروسة بنتك ماكلهة الثور )  . صمت الشيخ وأسرها في نفسه الى أن  تناولوا الغداء وشربوا الشاي فأراد السيد الذي معهم أن يتحدث عن الفصل وبدأ بالتسابيح والآيات ولكن الشيخ رعاقل وصاحب بخت ووقار قاطع السيد وقام بنصف المضيف وقال ( يا جماعة الخير حچينه مأكله الثور اشربوا الگهوة وتوكلوا على الله  فدوة الكم الذهب ) .

ولأن لكل حكاية ربطاها وارتباطها ودليلها وشاهدها وشهيدها نقول ونسأل ونتسائل في بطن اي ثور نجد أموال العراقيين المنهوبة وهذا الشعب المظلوم والمسكين والمستكين  لا يدري ما يفعل وقد كثر الثيران فتشابه الثور علينا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك