✍🏻ضياء الدين الخطيب ||
من الادبيات المحمدية والرسالية الثورية التي ربينا عليها منذ نعومة الأظافر أن أنفسنا قد بيعت منذ الأزل لله ومن ارتضاه وهم أهل البيت عليهم السلام.
نفتقد هذا التثقيف بهذا الفكر الأصيل والضروري في ديمومة المناعة والممانعة في كل أشكال الاستدراج والتغذية العكسية التي تريد كسب السواد الأكبر من أمة المسلمة إلى جانبها لتضعف كفت تصدير الإسلام المحمدي الأصيل.
ابدلت هذه المبادئ والقيم بأقوال وحكم من بعض المفكرين والفلاسفة الغربيون وما يطرح من الحداثويين من أفكار تمسخ الأصالة وتقطع الصلة بترابط الأجيال الصالحة.
اليوم تعاني الأمة الإسلامية في بلداننا الحاضنة للإسلام الأصيل من تبدل الأفكار واختلاط النافع منه مع الضار وصعوبة الفرز وقلة واختلاف المتصدين.
فانتجت لنا ضياع شريحة مهمة (الشباب) الصاعد من كل جيل الذي يعقد عليهم الأمل في حمل مشعل الانعتاق والحرية ونصرة دعوة الحق وكثير السواد في وجه العدو.
المشكلات التي نعاني منها في عراقنا المضطرب أن الكثير من المسؤولين عن توعية المجتمع بمبادئ الإسلام اكتفت بأساليب وطروحات محدودة من الممكن أن يتكفل بها الفرد نفسه ليتكون لديه بذرات التحصين.
اليوم العدو اخذ منا شبابنا وأساليب ناعمة وقريبة لاهوائهم ورغباتهم وطموحاتهم وغدى الابن يعمل بالضد مع انتمائه لدينه وحضارته وبلده واهله.
سوق لنا الإسلام الأمريكي بعد الإسلام الأموي والاخواني والسلفية الوهابية بصورة ناعمة واتخذ الصراع في ساحتنا بأسلوب المدافع وهو اسلوب المأخوذ الضعيف ( ما غُزي قوم في عقر دارهم الا وذلوا).
والمؤسف جدا أن الذي تُعب عليهم من حاكمين العراق اليوم انطبق عليهم عنوان المقال هذا.
(شر الناس من باع آخرته بدنيا غيره)
لماذا يأمرنا الإسلام بمراجعة أنفسنا ومحاسبتها في كل لليلة ويحذرنا دائما في أن أعمالكم تعرض في يومي الاثنين والخميس على أمام كل زمان حتى يكون المرء منا في حالة رقابة وتصحيح وتغيير دائم
{يَا أَيُّهَا الْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ} الإنشقاق- آية (6)
المسيرة التي تقطع بالمراقبة والمحاسبة والتصحيح ستنتج الفرد الصالح والمجتمع الصالح الذي بُني على الثقافة الصحيحة والهادفة.
بعكس بناء الأمة على العجلة والخوف والتهاون والاستهتار بالقيم والمبادئ التي تعب في إيصالها الأنبياء والمرسلين والاوصياء والعلماء الصالحين منهم والمصلحين.
المسؤولية كبيرة اليوم علينا جميعا في زمن الفسحة والفرصة التي اختبرنا الله بها وكانت نتائجها ضياع الكثير من قيادات المعارضة وبيعهم لدينهم واخرتهم بدنيا غيرهم وخدمتهم لمشاريع الأعداء من حيث يشعرون أو لا يشعرون. حتى بات الدفاع في الحفاظ وحفظ القادة من الانحراف قبل انحراف الأمة وما يستتبع ذلك ضياع الاتباع أيضا.
لماذا لا يسلط الضوء على فكر وأحاديث أهل البيت عليهم السلام التي تغذي وتنمي وتبني كل جوانب حياتنا بشكل سليم وصالح.
لاحظوا ماذا يعمل رسول الله صلى الله عليه وآله مع وصيه وابن عمه:
يا علي !.. أوصيك بوصية فاحفظها ، فلا تزال بخير ما حفظت وصيتي ....
💡يا عليّ !.. شرُّ الناس من باع آخرته بدنياه ، وشرٌّ من ذلك من باع آخرته بدنيا غيره....
💡يا عليّ !.. مَنْ لم تنتفع بدينه ودنياه فلا خير لك في مجالسة...
هذه الوصايا هل تعمل في الفرد دون المجتمع؟
وهل تعمل فقط عند رجال الدين دون رجال السياسة؟
بالطبع لا فإنما بعث الأنبياء للناس كافة.
{ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَـمُونَ} سبأ- آية (28).
ينبغي علينا الاستدراك لما فات وإعادة حساباتنا مع أنفسنا وفيما بيننا وننظر نحن إلى أين متجهون وماذا يدور حولنا وما يحاك لنا واين وضعنا أقدامنا في أي ركاب وقد ضاق الوقت وقرب الأجل ونزلت النوازل وتبرء كل قريب ومحب بعد البلاء الذي نعيشه اليوم فأصبح مريضنا وميتنا بالوباء كابي ذر سلام الله عليه حينما خاطب رسول الله صلى الله عليه وآله : فقال له: يا أبا ذر رحمك الله تعيش وحدك، وتموت وحدك، وتبعث وحدك، وتدخل الجنة وحدك، يسعد بك قوم من العراق يتولون غسلك، وتجهيزك، ودفنك.
[بحار الأنوار للعلامة المجلسي: 21/215].
وللحديث تتمة أن شاء الله وبسلامتكم.
٢٥ / ٦/ ٢٠٢٠ م
https://telegram.me/buratha