المقالات

الحسني بين الأسباب والدوافع

1318 2019-04-24

رضوان العسكري 

إذا أردت أن تعرف، ما يضمر المرء في قلبه للآخرين، تحدث مَعَه وكأنك غير مطلع عما تسأل عنه، أو جاهلٌ لما يتحدث به، اظهر له الاستغراب من حديثه, على رسمات وجهك، سيفضي لك حينها ما يضمره في داخله من حب أو كره اتجاههم، عندها تعرف الأسباب والدوافع من وراء حديثه الذي يهاجمهم به. 

منذ فترة طويلة لَم يتوقف الحسني عن مهاجمة المرجعية الدينية بطُرِقه الملتوية، يتفنن بها تارة ويستخدم البساطة معها تارة أخرى لإقناع المتلقي. 

ان ابتداعه الأساليب الجديدة في مهاجمة المرجعية، وإلحاحه على ان الشواهد التي يقدمها شواهد حقيقية، ووقائع صادقة, ما هو الا دليلٌ واضح، ان الفشل الذي مني به ما زال يلاحقه. 

تربى (علي سنبه) المدعو بـ (سليم الحسني) في أحضان حزب الدعوة، قبل ان تتلقفه أيادي المخابرات الأجنبية، التي نجحت بتوجيه قلمه ضد شيعة العراق، ومرجعيتهم الدينية، التي ما زالت تتصدى لمشاريعهم التسلطية في المنطقة، التي يعتبرها حزب الدعوة عدوه المستديم، الذي لا ينتهي كرهه لها مهما طال به الزمن، وما زاد الطين بِلَّة وقوفها ضد مشروع الولاية الثالثة، وموقفها الأخير الرافض لحكمهم العراق، الذي جن جنونهم اتجاهها. 

بعدما امتنعت المَرجِعية من دعم (حزب الدعوة الإسلامي)، في ثمانينيات القرن الماضي، اخذوا يبحثون عن مرجعية أخرى تحتضنهم, لتكون أباً روحياً لهم، لتشرعن عملهم الحزبي والسياسي، فكان الأقرب لهم المغفور له السيد ( محمد حسين فضل الله)، من حيث الانسجام بين أفكاره وأفكارهم. 

كثيراً من المتابعين يجهلون أسباب لجوء رجالات الدعوة الى مرجعية (قم المقدسة) بعد سقوط النظام، السبب بسيط وواضح: لأنهم يعرفون جيداً ما هو موقف مرجعية النجف منهم، لمعرفتها بهم أكثر من أنفسهم... تفكيرهم, أسلوبهم, طريقة تعاطيهم مع الاوضاع, موقفهم الحقيقي من النجف, وغيرها من الأمور الخافية على عامة الناس. 

حب الناس للمرجعية الدينية المتمثلة بسماحة السيد (السيستاني) والمراجع الآخرين وأطاعتهم لها، جعل الحسني ومثاله ممن يدعون الانتماء للعراق وللشيعة في حذر شديد، ومهاجمتها المستمرة بالمباشر وغير المباشر، ومهاجمة كل من ينتمي لها بدون استثناء، ابتداءً من طلبة الحوزة ثم المعتمدين والوكلاء وصولاً الى أبناء المراجع، وهذا هو مشروعهم الذي يعملون عليه منذ فترة طويلة، لأنهم يعلمون جيداً ان من ذكرناهم أعلاه، هم أجنحة المرجعية التي تحلق بها، فمتى ما تكسرت تلك الأجنحة قلت وضعفت المساحة التي تتحرك بها. 

عندما تتحدث مع أفراد تابعين للدعوة، او من أغوتهم الافتراءات والادعاءات الزائفة، وكتابات الحسني وأمثاله، سيقولون لك ما اعتاد المتلقي على سماعه... "المرجعية لا مثيل لها، لكن السبب في الحاشية المحيطة بها" او "لو تستبدل وكلائها لتغيرت الأمور كثيراً" او "ان أبناء المراجع هيمنوا على برانيات آبائهم، ولولا ذلك لكان الوضع مختلف"، تلك العبارات التي يعزفونها ليطربوا مسامع الناس بها. 

الحسني ما زال يطرق على هذه الأفكار، ويروج لها عن طريق كتاباته المستمرة، لو رجعنا الى الوراء قليلاً لم نجده يهاجم المرجعية بهذه الكيفية والاستمرارية وبهذه الحدة، الا بعد عزل أصحابه عن الحكم في الفترة الأخيرة. 

رب سائلٍ يسأل الم تدعم المرجعية حكومات حزب الدعوة؟ الجواب كلا، المرجعية دعمت العملية السياسية بمجملها وستبقى تدعمها سواء كانت عند الدعوة او عند غيرهم. 

لن يتوقف الحسني وأمثاله من الأقلام المأجورة من مهاجمة المرجعية, ومن يؤيدها او يقف في صفها, سواء كانت شخصية سياسية او مجتمعية، ولن يقتصر الامر عليها فقط، بل سيهاجمون كل من يأبى الخضوع للأجندة الخارجية التي تقودهم, او من يطرح داخل العملية السياسية مشروعاً إنقاذيا بعيداً عن أهوائهم، او يكون مخالفاً لإراداتهم الخارجية، وهناك شواهد كثيرة يمكن ان يراجعها القارئ بمجرد معرفة خصومهم ومخالفيهم في الرؤيا السياسية. 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك