المقالات

درب الياسمين, فيه اشواك ايضا

1436 2019-04-24

خالد الناهي 

" لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" الآية الكريمة نزلت بحق الرسول الكريم (عليه واله وسلم أفضل الصلوات )..و تشبه كثيرا توصيف ما يمر به البلد, وهذه الحكومة تحديدا. 

الجميع غير راضي عنها, وفي نفس الوقت لا يدعها تعمل وفق رؤيتها التي تعتقد من خلالها أنها قد تستطيع أن تنهض بالعراق, وكأنهم يطبقون عليها المثل الشعبي" باكة لا تحلين وعيشة لا تثلمين, واكلي لمن تشبعين" 

فأن ذهبت بإتجاه السعودية, قالوا باعت الوطن لداعش, وتحرك الشارع المبغض للسعودية, وإن ذهبت باتجاه إيران, قالوا ذهبت باتجاه الفرس, وبيع العراق لإيران, وتحرك الشارع المبغض لإيران. 

يبدو أن الحكومة قررت أن ترفع شعار "لا شرقية ولا غربية, جمهورية عراقية" فتراها تعقد صفقات إستثمارية مع السعودية, لتعود وتعقد صفقات أخرى مع إيران. 

الإيرانيين والسعوديين متفهمون الوضع العراقي، ومتفاعلون معه، بل على العكس هم يدفعون بأن يكون العراق مكان تتحقق فيه مشتركاتهم، وبالتالي هو الطريق الأقصر لتقارب وجهات النظر بينهما.. على الاقل هذا ما يبدوا لحد الان.. 

الغريب أن هناك من العراقيين الذين إرتضوا لأنفسهم أن يكونوا ذيولا لهذه الدولة أو تلك ممتعضين جدا، ويحاولون تحريك الشارع، مرة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي، وأخرى من خلال الظهور الإعلامي بالقنوات التلفزيونية التي تعتاش على الفتنة. 

ليس على رئيس الوزراء، إلا أن يترك التمحور، ويسارع بخطواته بإتجاه الإنفتاح، وبناء علاقات متينه مع الجميع، يكون اساسها الإحترام المتبادل، والمصالح المشتركة، وجذب جميع القوى الوطنية التي تؤمن بأن العراق سيدا لا تابع، وعندها سيلتف الشعب خلفه، ولا تستطيع الاصوات الفاسدة والتابعة أن تنال منه، أو تفرض إرادتها عليه، كما هو الحال الأن، بل سوف يستطيع أن يسقط عروشهم واحد تلو الاخر. 

لن ترضى الاطراف المتصارعة عن الحكومة، ما دامت تنظر إلى مصالحها الخاصة، لذلك ستبقى تحاول تلوح في كل مرة بأسقاط الحكومة، أو سحب يدها عنها، وتحريك الشارع عليها، إن لم تستجب لرغباتها. 

ما على الحكومة سوى أن تفعل كما فعل رسولنا الكريم، عندما أمره سبحانه بتحويل القبلة من القدس الى مكة المكرمة، ليكون للإسلام خطه السماوي، بعيدا عن إدعاءات اليهود أو النصارى. 

خطوات جريئة ومحسوبة لحكومة عبد المهدي, وهي في الإتجاه الصحيح, الذي يعيد للعراق مكانته ودوره المحوري, وهذا ما أكدته كل من السعودية وإيران, لكن تبقى هي خطوات أولى, تحتاج لخطوات لاحقة أخرى.. في طريق الألف ميل المليء بالأشواك.. لكن خاتمته ستكون وطن الياسمين.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك