المقالات

هل أفل نجم البارزاني وأنتهى زمانه؟


 

يختلف الغرب, في تقييمه للقادة, عنا نحن العرب.. فهم يقيّمون زعمائهم بما يقدمونه من برامج ومشاريع ورؤى, ومقدار ما ينجزونه من تلك المشاريع.. فيما نحن نتعامل معهم بشكل عاطفي, مغلف ربما بإطار عشائري أو تاريخي وربما عائلي .. يضاف لها بعد قومي وطائفي. 

حضي البارزانيون بتقدير الكرد, لنضالهم القديم للمطالبة بالحقوق الكردية, وكبر وأهمية دور العشيرة البرزانية, في الحياة العامة الكردية, وبحكم كون الراحل, الملا مصطفى البارزاني, كان زعيما لتلك القبيلة, صار هو الزعيم السياسي للكرد. 

ما حصل خلال الستينيات والسبعينيات, من إنتفاضات كردية وفشلها كلها, وفاة الملا الكبير وأبنه أدريس, جعل قيادة العائلة, تصل صافية للسيد مسعود, دون وجود منافس حقيقي له داخل العائلة البارزانية, وكذلك حصل على زعامة المناطق, التابعة لحزبه, بحكم زعامة العائلة للحزب. 

زعامة الكرد كان ينافسه عليها, الراحل جلال الطالباني, وهو حكاية أخرى.. لكن هذا التنافس, وقوة علاقات وإعتدال وإنفتاح الطالباني, أحدث توازنا في القرار الكردي.. لكن مرض الطالباني المستمر, والإنشقاقات التي عانى منها حزبه, جعل الساحة الكردية تخلوا للبارزاني. 

إستغل السيد مسعود تلك الفرصة, فبنى شبكة علاقات دولية, حاول فيها, أن يجعل دولة كردستان, واقعا عمليا, ليسهل عملية المطالبة وإعلانها لاحقا.. ومما سهل عليه هذا, هو ضعف الحكومة العراقية, ودخول داعش كعامل جديد في المعادلة, أتاح له, التقدم بإتجاه أراضي لم يكن ليحلم يوما التمكن منها, فصار إعلان الدولة أيسر وأسهل, أو هكذا ظن.. فاقدم على خطوة الإستفتاء. 

لكن الوضع الإقليمي والدولي, كان يعطي قراءات تختلف عما تأمله السيد مسعود, وقوة العامل الإيراني- التركي, مع ضعف وتذبذب موقف حليفه المعتمد أمريكا, وحكمة وذكاء الحكومة العراقية, جعل التجربة تؤد في بداياتها.. فتخلى عنه من كان يظنهم حلفائه, وتبرأ منه من كان يعاني من سطوة مسعود وتفرده بالحكم.. فصارت نكسة كبيرة, لحكمه وقيادته للكرد.. فكيف سيكون وضع زعامة مسعود للكرد الأن؟ وماهو مستقبله السياسي؟ 

من الواضح أن الحكومة العراقية, لن تتعامل معه قريبا, وكذلك الشق الثاني من الكرد, هم أتباع حزب الطالباني الراحل وعائلته, وتأكيداته المتكررة أنه, سيتحمل المسؤولية كاملة عن نتائج الإستفتاء, وكانت النتيجة إنكسارا كبيرا, ضيع ليس حلم الدولة, بل وكل المكتسبات التي حققها الكرد منذ عام 2003 ولحد الأن,, ولا ننسى الخسارة الكبيرة, بفقدان حليفهم الأكبر داخليا, وهم الشيعة.. كل هذا, جعله فريسة سهلة لخصومة, وربما يسهل إستبداله. 

قضية إستبدال الزعماء, ليست بتلك السهولة, إلا أن قروا هم ذلك, أو أرادت قوى كبرى إسبتدالهم عند وجود البديل المناسب.. وحاليا هناك أكثر من بديل, قد يبدوا مقبولا, كأبن أخيه نجيرفان, أو ربما أبنه مسرور, رغم ما يحاول إعلامه أن يظهره كزعيم تاريخي حاول تحقيق الحلم الكردي, لكن الكرد باتوا مقتنعين, أن عناده وتفرده بالقرار, سبب خسارة ربما لن تعوض للكرد.. فما الذي سيقرره مسعود البارزاني حول مستقبله؟ وماهو رأي حزبه وعائلته؟ 

وما الذي ستقرره أمريكا بخصوصه؟ 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك