المقالات

عندما نعود إلى عصر الجاهلية


يروي ما نقل لنا من تاريخنا, أن العرب وصلوا مرحلة من التراجع, الأخلاقي والإجتماعي, خلال فترة ما قبل الإسلام, تجاوزوا فيها, حتى حدود الفطرة الإنسانية, وأتوا أفعالا ربما لم تفعلها حتى الحيوانات. 

هكذا تاريخنا يسجل.. ورغم أن العرب لم ينفردوا بهكذا فترات تمر بها الأمم, لكن هذا لا يبررها أو يجعلها مقبولة أو صحيحة, خصوصا إن تذكرنا, أننا أبناء أولى الحضارات وأقدمها, وأجدادنا من قدم الكتابة والعلوم الأولى, وغيرها كثير.. لكن تاريخنا مما لا يمكن نكرانه, بحسناته وسيئاته. 

إنتشرت خلال فترة الجاهلية, عبادة الأصنام.. وكانت ترتكز على إختيار كل فرد وعشيرة, إلها مشهورا ليعبدوه ويقدسوه, ويجعلون له القدرات الخارقة, وأحيانا ربما يخترعون لهم إلها.. وهذه القضية, قليلا ما ترتبط بالعبادة أو التدين, إنما ترتبط أكثر بمكانة القبيلة ونفوذها, ورغبتها بالسيطرة على الأخرين, وجوانب إقتصادية وتجارية, ويتبعهم عليه البعض جهلا. 

رغم أن الإسلام, أزال كل تلك الألهة وصارت العبادة للواحد الأحد, لكن جانبا من فكرة عبادة وتقديس الأصنام لازال موجودا فينا.. ألا تظنون ذلك؟! 

عندما يرى أحدنا فكرة أو شخصا, على أنهما الحق, فهو يراهما وهما فقط, الصواب المطلق, لا يحتملان الخطأ أبدا, وكأن رب العزة لم يخلق غيرهما, ويسفه ويهاجم ويشتم ويسب كل من يختلف معهما ولو جزئيا, بل وربما يكفره ويخرجه عن الملة! 

أغلبنا يفعل ذلك بطريقة أو أخرى, فنقدس بشرا مثلنا, وننزههم عن الخطأ تماما, فصاروا مقياسنا, للصواب والخطأ, رغم أن ديننا, وسيرة أهل بيت النبي الكريم, عليه وعليهم أفضل الصلوات, علمتنا أن نعرف الرجال بالحق, لا الحق بالرجال.. فأين نحن من ذلك؟! 

إحترام وتقدير, ذوي العقول والأفكار النيرة, وقادة الأمة والمجتمع, شيء حسن جدا, بل وواجب, فالأمة بلا قادة مخلصين, تسير على غير هدى.. لكن أن نقدسهم, ونعصمهم من الأخطاء, ليس من الدين أو العقل في شيء. 

فهل بعضنا عاد هذه الأيام إلى عصر الجاهلية؟ فصنع صنما له, وصار يقدسه؟! 

ألا تظنون, أن تصور شخص بأنه, زينب العصر, وأخر مختارا العصر, وغيره المصلح الأكبر, وغيره القائد الفذ ومنقذ الأمة, نموذج لعبادة الأصنام بثوب جديد؟! 

هل من أغراض أخرى خلف ذلك؟ أم هو جهل مطبق.. معتاد؟! 

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
يوسف عبدالله : احسنتم وبارك الله فيكم. السلام عليك يا موسى الكاظم ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
زينب حميد : اللهم صل على محمد وآل محمد وبحق محمد وآل محمد وبحق باب الحوائج موسى بن جعفر وبحق ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
دلير محمد فتاح/ميرزا : التجات الى ايران بداية عام ۱۹۸۲ وتمت بعدها مصادرة داري في قضاء جمجمال وتم بيع الاثاث بالمزاد ...
الموضوع :
تعويض العراقيين المتضررين من حروب وجرائم النظام البائد
فيسبوك