المقالات

السيارات المفخخة.. السياسات الصحيحة المعطلة، كالسياسات الخاطئة، لا فرق

3201 07:52:43 2016-07-04

عادل عبد المهدي

مرة اخرى تضرب "داعش" منطقة مكتظة في الكرادة الشرقية بعد منتصف ليل يوم امس، ليسقط عدد مرعب من الضحايا، وذلك باستغلال استعداد الناس لنهايات الشهر الفضيل، وتزاحمهم في المتاجر والمحلات للتبضع استعداداً لعيد الفطر المبارك.. ومرة اخرى تتم الجريمة عبر سيارة مفخخة يقال انها فُجرت في وسط الشارع، لتوقع اكبر عدد ممكن من الخسائر بالمواطنين.. كتبنا مراراً مذكرات رسمية لاهمية السيطرة على حركة العربات، وكتبنا مقالات علنية.. وهذا الامر بات واضحاً وجلياً، فالعربات هي أقدام الارهاب وحمله وقذيفته، ان قطعت، قطعت قدراته واسقط في يده. ولعل ما حصل من عمليات للقوة الجوية وطيران التحالف لاحباط عملية الهروب الجماعي لـ"داعش" واسلحتهم وقياداتهم هو خير دليل على اهمية العربات في المعركة. وادناه مقاطع لواحدة من المذكرات الرسمية المقدمة في19/10/2006، بعنوان "سيارات النقل والسيطرة عليها في اطار الحل الامني"، وأهمية ايلاء الامر الاهمية القصوى:
["لماذا العربات.. انها اداة الخطف، والاغتيال، والمفخخات، ونقل الانتحاريين والاسلحة والهاونات والارهابيين..الخ.. لذلك نرى انه كلما فرض منع التجول على العربات، كلما توقفت العمليات والضحايا.
والمركبات انواع.. الخاصة، والاجرة، والنقل العام، والشحن، وقوات الامن من منشآت وحمايات وشرطة وجيش، والحكومية للمسؤولين والعمل والاسعاف، ومن نفس المحافظة ومن المحافظات الاخرى، والاجنبية والسفارات والمتعددة الجنسيات (في حينها)، والدراجات النارية.. التي يجب فرزها عن الملغومة والمزورة." ومن جملة المقترحات..
1- معابر محددة للدخول والخروج للمدن والمناطق تمسكها قوات مدربة مخلصة، بالتعاون مع الاهالي.. ومناطق يحظر دخول العربات الا باجراءات مشددة، واخرى يمنع وقوفها فيه.. وهكذا..
2- استخدام النظم المرورية والامنية الالكترونية للتعريف بهوية العربة "موجياً".. ترتبط بمراكز رصد يسهل تدريبها تتجاوز خروقات السيطرات.. وهي نظم شاع استخدامها. ولعلها اسهل، وستكون اضافة لتسجيل اللوحات بتعقيداته وفوضاه رغم ضرورة استكماله.. فهي كالجوال للهواتف الثابتة.  
3- كاميرات في المقاطع الرئيسية، والزام المحلات بوضع كاميرات تسجيل (يمنع التصوير الان لاكثر من 15 متراً!!).. والاشتراك باقمار صناعية تصور حركة الشوارع..
4- سيارات "السكانر" الثابتة والمتحركة والكلاب البوليسية.. الخ.
باختصار لدينا مشكلة في الادارة والعامل البشري، ولعل الوسائل الحديثة قادرة بعدد اقل وكفاءات اعلى ان تسد الكثير من الثغرات."].
ان الكشف عن هوية السيارات واستخدام المجسات الالكترونية والكاميرات باتت من الوسائل الاساسية لمنع الارهاب واستباق عملياتهم وعرقلة خططهم، وعند وقوع الجريمة امكانية القاء القبض على الفاعلين بتتبع مصدر حركتهم، وهو ما تقوم به جميع دول العالم، فتقلل من العمليات الارهابية التي تستخدم العربات التي يمكن وضع كميات كبيرة من المتفجرات فيها، ولكن ايضاً تقلل الانتحاريين.. فهؤلاء لا يأتون من مسافات بعيدة سيراً على الاقدام، بل تنقلهم ايضاً عربات سيسهل تعقبها ورصد اماكن انطلاق الارهابيين منها. علماً ان إعداد سيارة مفخخة يتطلب، كما يذكر الخبراء، ستة اسابيع من العمل، واكثر من 30 شخصاً بين سائق ولحام واستطلاع ومفخخ وميكانيكي، الخ.
لقد طُبق نظام الهوية الالكترونية للعربات في العديد من مناطق بغداد، فقلت فيها كثيراً السيارات المفخخة والانتحاريين على حد سواء. وهناك اليوم خلافات داخل المؤسسات الرسمية لتطبيق هذه المنظومة. اذ لا يعقل ان يستمر نقاش هذه المسألة لعقد من الزمن، رغم انها العلاج الاكثر جدوى للسيطرة على اهم وسيلة يستخدمها الارهاب لايقاع الخسائر بابناء شعبنا.. لذلك نقول ان السياسات الصحيحة التي تبقى على الرف ولا تجد طريقها للتنفيذ، لا تقل مسؤوليتها عن السياسات الخاطئة، ان لم تكن مسؤولتها اعظم واخطر. فالثانية عن عجز، والاولى عن دراية. وإنا لله وإنا اليه راجعون.
 
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك