المقالات

الإسلام السني؛ التناقض بين الواقع والمثال..! / قاسم العجرش

2207 07:50:03 2016-06-13

قاسم العجرش   qasim_200@yahoo.com

لا نحتاج الى جهد كبير، كي نحفر في تربة التطرف والإرهاب، فهذه التربة التي لا تحتوي على عناصر صلبة، ما علينا إلا أن نزيح عنها الغبار، حتى ينكشف وجهها الكالح..

هذه التوطئة تقودنا لأسئلة مباشرة، تحتاج الى اجابات وتوصيف مباشر، فرغم قلة المتطرفين اذا ما قورنوا ببقية المسلمين، فإن ما نشهده من تطرف وارهاب، يشكل الصورة النمطية للعالم الاسلامي والمسلمين، فما هي أسباب تشكل هذه الصورة المؤسفة؟!

لقد أنتج استيطان الاستبداد في العالم الاسلامي، الركود والجمود والتخلف والفقر، وهي العناصر الأربعة المغذية لطفيليات التطرف، في بيئة هشة أساسا، ومع العجز عن الإصلاح، وعدم توفر أدواته؛ خلت الساحة للمتطرفين فاختطفوا الإسلام السني، وساعدتهم ثورة الإعلام، ليصبحوا هم المتصدرين للأمة، والناطقين باسمها، وكانت النتيجة أن تشوهت صورة الاسلام والمسلمين، بالشكل المؤسف التي هي عليه اليوم.

 التطرف المنتشر في عصرنا الراهن، في البيئة الإسلامية السنية، يعد تراجعا في مسيرة المسلمين، ونكوصا إلى الجاهلية، الذي جاء الاسلام كنقيض وبديل لها، والتطرف الراهن بأشكاله ونماذجه المختلفة،  تعبير عن الحالة المضطربة، التي يعيشها العالم الاسلامي السني؛ جمهورا ودولا وأمة ورجال دين، بسبب التناقض بين الواقع والمثال.

عصر الرسالة الأول، الذي وإن لم يكن خاليا من نوازع الشر، إلا أن التسامح هو السمة السائدة، هو المثال الذي تدعي أمة الإسلام الراهنة الإنتماء له، لكنها ناقضت ذلك "العصر الجميل" بكل شيء، بعدما فشى فيها التطرف والظواهر الهوجاء، الى حد غدت فيه تهدم ولا تبني وتقتل ولاتحيي.

كي نمحي هذه الصورة السوداء، من سجلات تاريخ الإسلام، فإن الحقيقة التي يجب الإعتراف بها، هي أن البنية الفكرية للتطرف، متجذرة بشكل عميق، في عدد من المدارس الفكرية الاسلامية، ولا سبيل من اقتلاعها؛ الا باقتلاع هذا الفكر نفسه،

ثمة من يوصفون بالدعاة، لكنهم بالواقع قضاة، يصدرون الافكار والاحكام والفتاوي، التي تمنح العنف وصناعته شرعيتها، وحمامات الدم في العراق وسوريا، وليبيا وأفغانستان والصومال ونيجيريا، وفي كل مكان في العالم، وصلته ثقافة السيف الوهابي، هي الحصيلة المرة، لإسلام نبي الوهابية محمد بن عبد الوهاب.

كلام قبل السلام: ثقافة السيف الوهابي؛ هي التي ولدت التطرف والغلو، وخلقت إنفصاما بين الأصل والواقع، وإذا أردنا أن نقعد الأمور على قواعدها السليمة، ونتخلص من هذا العبيء المخجل، لابد من التوفيق بين الكتاب المقروء "القرآن" ككتاب مقروء، و"الحياة" ككتاب معاش بكل تجلياتهما، ولا بد من الوعي بالحكمة الإلهية؛ في خلق الانسان حرا عاقلا..                                          

سلام...

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك