واثق الجابري
أنتظر العراقيون وعلى أحر من الجمر ساعات إنطلاق عمليات الفلوجة، وقد كان مخطط لدخولها قبل شهرين؛ لولا الإضطرابات السياسية حسب وصف رئيس الوزراء، وها هي تنظلق وغداً سينجلي غبارها ودخانها، وتبيض وجوه وتسود أخرى.
شاهدنا الدكتور العبادي يرتدي بدلة عسكرية لجهاز مكافحة الإرهاب، والمشهد أبكاني وأفرحني وذكرني ونساني.
السلام على المرجعية والأبطال، سلام على وطن المعجزات والآهات، سلام على الآباء والأمهات والشباب والزوجات، سلام على من عانق السماوات وأشعل نفسه شموعاً على طريق الإنسانية، وسيتوقف التاريخ بألف تحية وأحترام وتمزق كتب الخرافة والأساطير والحكايات، وسيقول من هنا مَرّ الفاتحون والمجددون والقامعون للإرهاب والوحشية والهمجية، نعم انها ارض الخير والحضارات ووطن سيتذكر كل من وقف معه ومن عاداه ومن دعم الإرهاب ومن ناصر السلام ولو بحرف.
هو النصر بعينة والإباء والشهامة والكرامة والعزة، هو شعب صانع الحياة والمجد والتاريخ والدروس؛ شعب تدرع بالوطن وتصدى للرصاص والمفخخات بصدور عارية؛ جردتها السياسات من كل شيء إلاّ حب الوطن المزروع بين الخفقات، شعب قبض على الجمر وتحدى الألم وأرغم أنوف المنحرفين على البكاء على عارهم وشنارهم، وصنع من المستحيل نصر مؤزر؛ بل لا مستحيل أمام شعب يحب السلام والحياة.
من حقنا أن نبكي ونفرح وننسى ونتذكر؛ نبكي على الدماء التي سالت بدون ذنب، وعلى لوعات الأمهات والزوجات والأطفال والآباء، نبكي على الأشلاء في الطرقات، وعلى أرواح الأبرياء التي إستباحها الطغاة والغزاة، ونفرح لأننا أنتصرنا ولم ننحرف، وإنطلقت عمليات تحرير الفلوجة ونهاية داعش، وننسى كل خلافاتنا وعيوب بعضنا وأعيننا موجه الى عدو يُريد سلب حياتنا وحريتنا وكرامتنا وشرفنا، وعلينا أن قف صفاً للمعركة بكل ما تستطيع إمكانياتنا، وتذكرنا الأصوات النشاز التي اعطت المبررات للإرهاب، أو من شاغلت الدولة عن القيام بمهماتها تجاه الإرهاب، وحاولت إضعاف معنويات رجال؛ لا يحملون في عيونهم سوى حب العراق وشعبه، ولا يهمهم المكتسبات.
إنها معركتنا ومن لا يقف معنا فهو ضدنا؛ نحن مع الحق وضدنا الإرهاب، نحن الوطن ومخالفنا يبحث عن مكاسب ومتاجرة بالتضحيات، وسيدفع من بالفلوجة ومن ساعد بأي وسيلة ثمن كبير من الدماء، وسنوات من جراح العراق النازفة، وسيضحي شباب بدمائهم ومستقبلهم من أجل مستقبلنا، وتصحيح أخطاء شراذم منحطين؛ إقترفوا الجرائم الوحشية بدم بارد وهمجية، وزايد معهم المزايدون وتراهن على دمائنا المتراهنون.
جيشنا وشرطتنا وحشدنا فخر لنا، وجهاز مكافحة الإرهاب وكل عراقي شريف مثلنا، ونصرنا بوحدتنا.
السلام على المرجعية الرشيدة، وحشدها الشعبي المقدس، السلام على الجيش والشرطة والعشائر وكل الثوار، وسلام على العراق بلاد الرافدين والأنبياء والأوصياء، أنها معركة الشرف بلا مزايدة، وصفحة مشرقة في تاريخ العراق، وسيكون نصرنا بالفلوجة طي لصفحات الظلام والإرهاب، وسينجلي الظلام، ويظهر المتصارعون على المكاسب ما هم إلا ثلة قليلة بائسة، وأكثر العراقيون محبون لوطنهم مدافعون عن شرف بلادهم، وسنقف صفين منهم من يكون معنا، وآخرون أعدائنا، وسنرفع الأيادي بالنصر، ونقول من هنا مرّ شبابنا الفاتحون.
https://telegram.me/buratha