بقلم: ولاء الصفار
برز في الآونة الأخيرة الكثير من المصطلحات التي يتداولها ساستنا الكرام أمثال( الديمقراطية والديمغرافية والشفافية والقبضة الحديدية وغيرها) وهي تتكرر على أفواه مسؤولينا عند كل لقاء أو تصريح صحفي لهم، وفي مقابل ذلك نجد ان الإرهابيين عندما يسمعون بتلك العبارات تنطلق من أفواه المسؤولين يزدادون عنفا ورعونة، وتتصاعد وتيرة التفجير والقتل والإرهاب..
وقد راودتني حادثة لطيفة وهي إن معاوية لعنه الله بعث ذات يوم لأحد الحدادين البارعين في المدينة وطلب منه ان يصنع له سيفا أشبه بسيف الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، فما كان لهذا الحداد إلا ان يستجيب لأمر معاوية، وصنع له ذلك السيف فإذا بمعاوية يأمر حاشيته ان يأتوه ببعض الأشخاص ليجرب جودة السيف في رقابهم، ولكنه فوجئ بان سيفه ليس بجودة سيف الإمام علي عليه السلام، فأرسل بطلب ذلك الحداد معاتبا إياه عن سبب رداءة السيف قائلا له: ألم اطلب إليك ان تصنع لي سيفا أشبه بسيف علي بن أبي طالب، فلماذا لم تصنعه؟ فأجابه الحداد قائلا: نعم أنت طلبت مني ان اصنع لك سيفا كسيف علي بن أبي طالب، إلا إنني لا استطيع ان اصنع لك ساعدا كساعد علي بن أبي طالب .
ومن هذه الحادثة استنتجت بان سواعد مسؤولينا أصبحت خاوية وضعيفة لا تقوى على ضرب الإرهابيين بهذه القبضة أو اليد الحديدية التي كثرت المناداة والتلويح بها دون ان يرى لها اثر في الساحة العراقية، التي كثرت خناجرها للقضاء على الحكومة المنتخبة أو عرقلة ما يمكن عرقلته من مخططاتها، وليتها كانت من الأعداء فقط بل لقد أصبحت من العدو والصديق وحتى الأخ الذي يعاني ذات المعاناة من الظلم والاضطهاد، والقتل والتهجير.. ويعود هذا الأمر في رأيي لسببين:
السبب الأول: هو ان بعضا من مسؤولينا كان يحلم بان يرتقي كرسي موظف عادي في أي دائرة من دوائر الدولة، ليتمكن من العيش بنوع من الاستقرار، وتامين مستقبله ومستقبل أطفاله، وإذا بالحظ يحالفه ويبتسم له تلك الابتسامة العريضة، ويرتقي كرسي البرلمان في الدولة العراقية، وحينها حاول جاهدا ان يتمسك به ويعمل على ان لا ينزل عنه مهما كلفه الأمر مما أدى به ان يترك أمور البلد وينشغل بأموره الشخصية محاولا تعويض ما فات من سني عمره، واللحاق بأقرانه الذين كونوا أنفسهم وارتقوا سلالم الغنى والثراء، وأصبح الجري وراء الإرهابيين يعكر مزاجه فضلا عن انه قد يعرض حياته إلى الخطر لذا اخذ عهدا على نفسه ان لا يشغل نفسه بتلك الأمور الخطيرة والمزعجة وبمعنى آخر( لا أدوس على الجن، ولا أقول بسم الله).
أما السبب الثاني: هو ان بعض مسؤولينا يطمح ان يكون من أصحاب الأملاك في المجتمع فاخذ يتعامل مع الإرهابيين بلغة (كم تدفع وأنا أطلق سراحك) فأصبح الإرهابي يتعامل مع تلك التصريحات وفق منطوق (اليد الحديدية تلين أمام دفاتر الدولارات)وربما تكسرها في يوم من الأيام!!.
باعتقادي ان تلك العبارة بات يستخدمها مسؤولونا لغرض تخدير المواطن العراقي وتهدئته وإقناعه بان المسؤولين جادون بعملهم.. لكن أبناء الشعب العراقي أصبحوا اليوم أكثر وعيا وذكاء من مسؤوليهم، وهم قادرون- كما أثبتت الأحداث الكبيرة السابقة- على تغير من يجدونه غير مناسب للمرحلة أو للعمل في ميادين خدمة الشعب على طول الدرب.
أيها السادة المسؤولون الكرام.. كفاكم مجاملة على حساب الدم العراقي.. واحذروا الحليم إذا غضب.. ولقد اعذر من انذر!! بقلم: ولاء الصفار
https://telegram.me/buratha