المقالات

صفين أُخرى .. وعليٌ من جديد/ وليد كريم الناصري

1586 11:47:27 2016-05-20

وليد كريم الناصري
تقاطع عقائدي، وإختلاف فكري، صبغة تخفي خلفها، فطرة برامج التواصل ألإجتماعي، لم تدع الانتماءات الفئوية والأحزاب المتهرئة، شيء إلا وأفسدته، حتى العلاقات الإجتماعية، يهددها طاعون التحزب، حيث يخفي معالم الألفة، والتواصل في المجتمع أولاً، ويزعزع الثقة بالعقيدة ثانياً، ويخلقفضاء ملؤه التشكيك حتى في مسلمات المذهب و الدين، ويتحول الشخص الى داء يفتك في نفسه والمجتمع، ويساق بيده نحو هاوية التخبط، والإذعان للبس لباس الباطل، تسوقه عواطفة المرجفة بذلك.

ألإرهاب على إمتداد مساحتة وتحركه، ورغبته بإراقة دماء الشعوب، سواء في (فرنسا ,أو بلجيكا ,أو أمريكا,والدول المجاورة) نزولاً إلى (سوريا, ولبنان, وفلسطين، وأفغانستان, ودول الخليج, وتركيا)، لم تكن حربه مفتقرة الى التخطيط، بل كسب الحرب مرتين، فتجده مرة يفجر سيارة أو حزام ناسف، وبنفس الوقت يحول الشعوب الى إنتحاريين بألسنتهم، ضد عقائدهم ومسميات مسلماتهم، ونجح الإرهاب في إكراه الإنسانيون بالإنسان، والإسلاميين بالإسلام، والمذهبيون بالمذاهب، والمرجعيون بالمراجع وهكذا.
تفجيرات سوق (عريبة والكاظمية) في بغداد، لم تكن مأساة وفاجعة بصورة محدودة، بل تعدت إلى كونها كارثة تهدد العالم بآسره، بها إعدمت الطفولة في الشوارع، والنساء تحت أنظار العالم، والرجال لا كرامة لإنسانيتهم، ولم يقتصر الإرهاب على هذا الانجاز الدموي، بل تعدى مشروعه الى ضرب أبناء البلد الواحد، بعضهم ببعض، وبعضهم بالمرجعية الكريمة، والقيادات الدينية والإجتماعية، وهذا ما يشاع جهراَ، في خلايا التواصل الاجتماعي أو ( التقاطع ألإجتماعي).
لم يقتصر السلاح على بنادق وأعتدة، هناك من سلاحه لسانه، أو سلاحه قلمه، ولم يقتصر الأجرام على قتل الناس وإراقة الدم، إكتفي بنزع الفكر، وحمل السلاح، ستتحول الى إنتحارياً، دون أن تعلم، ودون أن تعرف بنفسك مجرماً، كم إنتحاري اليوم؟ فتح بندقية لسانه على المرجعية! وصوب فوهة قلمه بوجه المرجع ووكلاءه! إرجع بنفسك قليلاً وتسأل مع نفسك، هل المرجع الأعلى راضٍ بإراقة الدماء؟ أليس تطاولك على المرجع مخطط، تخدم به داعش، بفقد الثقة بينك وبين المراجع؟.
سلسلة تفجيرات الأربعاء الدامي (السادس)، لم يسقط سهواً من مخططات الإرهاب ليفتك بالشيعة، وتطاول بعضهم على مراجعهم هو المخطط الأكبر، ولا يمكن توجيه الإتهام الى شخصية دون أخرى، عُباد الأحزاب يبعدون ممثليهم عن المسؤولية، ويلقون بلائمة الفاجعة للمراجع، أوليس قائد القوات المسلحة من حزب الدعوة؟ ووزير الدفاع من منظمة بدر؟ ورئيس هيئة الأمن والدفاع من التيار الصدري؟ سلموا مناصبكم للمرجعية، وحاسبوها إن عشتم أربعاء دامي، إكتفوا بتطبيق نصح المرجعية، لن تضطروا الى الإتهامات بينكم.
"توظيف الدماء لإراقة الدماء" عنوان وشعار، إنتهجه داعش ليس لحنكة سياسية، بل لسذاجة وجهالة شعبية عند بعضهم، فلا يقودنا الإرهاب، على الرغم من فقد أعزتنا، وأهلنا، وأطفالنا، الى القطيعة، وكره أنفسنا وإنكار ما نتفق عليه تحت مسميات الخطوط الحمراء، ولا تبعدنا عواطف التأثر، الى نسيان حواضن الإرهاب، وأهداف سياسته بالعراق عامة والشيعة خاصة، أي لا "نلعن داعش بلسان ونصافحها بكف"، عدونا واحد وشعبنا متفرق، متى ما توحد شعبنا؟ تفرق عدونا إلى الشتات.
وأخيراً؛ وعي الشعب فوق إتهامات الأحزاب والكتل، ويجب أن لا ينقاد الى تصريح، أو مؤتمر يفهم من خلاله حلحلة الأزمات، وبواطنه تبعث سموم المصلحة الشخصية، والإنقياد خلف تحالفات الدول المجاورة، مرجعية النجف صمام الامان، بها تحل الأزمات، وليس من تطاول او أذعن لتطاول حزبه أو كتلته أو عاطفته، أحرص من المرجعية على الشعب وأرواح الأبرياء.
 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك