المقالات

محكمة أمام المرآة..

1234 00:41:59 2016-01-24

لطال ما وقفت أمامها أطالع نفسي بتمعن على إنفراد,مرآتنا التي ألتصقت على جدران بيتنا الطينَي بلا إطار وحبيبات سوداء بجوانبها تشوب صورتي من الأطراف. بيتنا الذي لم يدخل رئته أوكسجين الحداثة,عجوزا هرم شاخ بملامحه لكنه لم يدرك شيخوخة العصر,جلس تحت شمس الشتاء اللذيذة,يستل خيوط الضوء البيضاء ليدخلها عبر ثقوب الطين وفتحات البناء ألى حيث تجلس أمي وهي تدير رحى الطحين,ودخان سكائر التبغ الملفوف تحاكي أسطحه القصبية الملونة بالسواد تماشيا مع رغبة الدخان المسافر هرباً من معركة النيران بين الحطب والحرارة.
لا تنسوا اني مازلت واقفاً.... 

زاحمتني نفسي بالوقوف الى جنبي،إستدرجت موقعي وفجأة أيقنت إن حربا ً ستحصل بيننا،إستجمعت أدوات قواي( أصابع يدي،اطراف عيني،رخاء أعصابي،مؤخرة رأسي ) لعلي أطفئ تلك الحرب لكنني لم أستطع.
الهواجس إتخذت قرارها، ومخيلتي إستحضرت معسكر التأنيب،ووزعت رايات الجيش على خلجاتي،وأوكل للضمير قيادة الحرب. 
آه: كم أنا مُخطئ لقد غيروا خطتهم لم تعد حرب، بل (محكمة) ... 
نعم مرآتنا تتحول ألى قاعة محكمة،ما أشبه مرآتنا بالبحر الذي أغرق فرعون وحزبه، سأبحث عن من ينجيني، أو لم ينجى الخالق فرعون ببدنه؟ لم أصل فرعون وطغيانه.

يارب؛ أه لقد عرفته،أيها المدعي العام أني رأيتك من قبل،أني أعرفك ذاكرتي لا تخونني فيك أولست العراق؟ نعم انت هو بلا شك،وهل مازلت تذكرني؟
ههه: حسبت ان جنسيتك الجديدة وانتماءك انسوك اسمي؛ لا بلدي انت مخطئ انا لم انساك.

نعم أنت لن تنساني فأن نسيتني على من تعتاش؟ لكنني لست مخطأ ولست ببلدك،لا تتعب نفسك معي،لاالقاضي يداهن في صاحب حق ولا صاحب الحق يراهن على السكوت عنه،انت في محكمة الاجيال ومقصلة التأريخ ..
آه: يا له من كلام لا أفهمه،إلا إنه كلام مخيف،كم تمنيت لو كسرت مرآتنا منذ زمن،لعلي لا أقدم للمحكمة،كم أتمنى لو ترجع الأيام قليلاً،عندها سأغتال المدعي العام،ماعدت مثل قبل،اذا كان القاضي صديقي والسارق ولدي وأنا المدعي,(أنا الرئيس وأنا الوزير وأنا القائد )
أين يخبئون عصى موسى التي أفكت سحري؟سأستأجر مُنَجِماً أو ساحراً لعله يسرقها لي،لم يصل بي المقام أن اكون سليمان النبي (عليه السلام )لأكلف الهدد بإحضارها،(هدهدي السنيد) لم يغب لكنه مازال نائم،لا فائدة أتعب نفسي بالتفكير،العصى لاتعمل معي،لها (ابن بار مؤتمن) يعقوب مازال يعشق يوسف (أبن المرجعية ألبار) نعم البئر موجود لكن كذبة الذئب مفتضحة،سأحتاج ألى صياد من البر أذبحه لكي أتاجر بدمه أمام يعقوب،أنا امتلك صياداً،سأذبح (صيادي)لا فائدة الوقت يداهمني للمحاكمة.

(محكمة)؛ صراخ بداخل رأسي، كم أجفلتني وأخافتني هذه الكلمة، سأتشبث بمقعدي لأنه لم يعد كرسياً،لن أبرح مكاني،أخاف أن تهتز بي الأرض،سأصمد حتى النهاية، ما أتعس العزة بالإثم لكنه قد يكون حلاً بالنسبة لي،سأكسر كل المرايا لم أعد أعشقها كما كنت،لم تعد خزينة صالحة ارى فيها تفردي وتسلطي وحكمي، باتت شبح يطاردني بين صورة الامس ورسم اليوم.
قادتني الدفوعات عن نفسي الى نفق مظلم تلئلئ بين حبيبات ظلامه صورة لحبل معقود بهيئة (المشنقة )،وكرسي خشبي صغير تحتها،لا يشبه الكرسي الذي كنت أتحكم عليه،أدركت أن نهايتي ستكون هناك.

أنفجر صوتي في فمي من شدة الخوف من تلك الصورة والظلام،فكأن الانفجار أطلق العنان لضوء الشمس أن يعانقني لأجد نفسي أمام المرأة التي كانت في بيتنا الطيني قبل أعوام خلت،يا لها من رحلة مخيفة مع مرأة بائسة،ماكنت أعلم إن الإمور بهذه النهاية ولكي أقتل الخوف بداخلي لابد أن أعمل جاهداً لكي يرجع لي القرار فتكون جملته الأولى (ممنوع استيراد المرايا بالبلد)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك