المقالات

الإمام زين العابدين قائد الجموع المليونية/ عباس الكتبي

1755 18:51:16 2015-12-02

عباس الكتبي

عن زرارة عن أبي عبدالله"عليه السلام": أن السماء بكت على الحسين ـ عليه السلام ـ أربعين صباحاً بالدم، والأرض بكت عليه أربعين صباحاً بالسواد، والشمس بكت أربعين صباحاً بالكسوف والحمرة، والملائكة بكت عليه أربعين صباحاً، وما أختضبت أمرأة منا ولا ادهنت ولا اكتحلت ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيدالله بن زياد، وما زلنا في عبرة من بعده. [مستدرك الوسائل للنوري]

يقول السيد عبد الرزاق المقرّم:(
هذا الحديث يؤكد العادة المستمرة بين الناس من الحداد على الميت أربعين يوماً فإذا كان يوم الأربعين أقيم على قبره الأحتفال بتأبينه يحضره أقاربه وخاصته وأصدقاؤه لم يختص بها المسلمون، فإن النصارى يقيمون حفلة تأبينية يوم الأربعين من وفاة فقيدهم. 
يجتمعون في الكنيسة ويعيدون الصلاة عليه، المسماة عندهم بصلاة الجنائز، ويفعلون ذلك في نصف السنة وعند تمامها، واليهود يعيدون الحداد على فقيدهم، بعد مرور ثلاثين يوماً وبمرور تسعة أشهر، وعند تمام السنة، كل ذلك إعادة لذكراه وتنويهاً به، وبآثاره واعماله إن كان من العظماء ذوي الآثار والمآثر).

لمّا وصلت إلى العراق، قافلة السّبايا بعد رجعوهم من الشام، قالوا للدليل: مر بنا على طريق كربلاء، فوصلوا إلى مصرع الحسين، فوجدوا جابر بن عبدالله الأنصاري، وجماعة من بني هاشم، ورجالاً من آل رسول الله قد وردوا لزيارة قبر الحسين"عليه السلام" فتلاقوا بالبكاء والحزن واللطم، وأقاموا في كربلاء ينحون على الحسين ثلاثة أيام.

لم يجد السجاد"عليه السلام"بداً من الرحيل من كربلاء إلى المدينة، بعد أن أقام ثلاثة أيام، لأنه رأى عماته ونساءه وصبيته، نائحات الليل والنهار، يقمن من قبر ويجلسن عند آخر.
لما قرب من المدينة نزل علي بن الحسين وحط رحله، وضرب فسطاطه وأنزل نساءه، خرج الناس يهرعون ولم تبق مخدرة إلا خرجت تدعوا بالويل والثبور، وضجت المدينة بالبكاء، فلم ير باكٍ أكثر من ذلك اليوم، وأجتمعوا على زين العابدين يعزونه، فخرج من فسطاطه وبيده خرقة يمسح بها دموعه، وخلفه مولى معه كرسي، فجلس عليه وهو لا يتمالك من العبرة، وأرتفعت الأصوات بالبكاء والحنين، فأومأ إلى الناس أن أسكتوا فلما سكنت فورتهم قال عليه السلام:

الحمد لله رب العالمين،… أيها القوم، إنّ الله تعالى وله الحمد أبتلانا بمصائب جليلة، وثلمة في الإسلام عظيمة، قتل أبو عبدالله الحسين عليه السلام وعترته، وسبيت نساؤه وصبيته، وداروا برأسه في البلدان، من فوق عامل السنان، وهذه الرزية التي لا مثلها رزية.

أيها الناس، فأي رجالات منكم يسرون بعد قتله، أم أي فؤاد لا يحزن من أجله، أم أي منكم تحبس دمعها،… فلقد بكت السبع الشداد لقتله؛… أيها الناس، أي قلب لا ينصدع لقتله، أم أي فؤاد لا يحن إليه، أم أي سمع يسمع بهذه الثلمة التي ثلمت في الإسلام ولا يصم.

أيها الناس، أصبحنا مشردين مذودين شاسعين عن الأمصار، كأننا أولاد ترك وكابل، من غير جرم ولا مكروه أرتكبناه، ولا ثلمة في الإسلام ثلمناها، ما سمعنا بهذا في آبائنا الأولين، إن هذا إلا أختلاق، والله لو أن النبي تقدم إليهم في قتالنا كما تقدم إليهم في الوصية بنا لما زادوا على ما فعلوا بنا، فإنا لله وإنا إليه راجعون من مصيبة، ما أعظمها وأفجعها وأكظها وأفظها وأمرها وأفدحها، فعند الله نحتسب ما أصابنا، وما بلغ بنا، فأنه عزيز ذو أنتقام.

المصدر:(مقتل الحسين للمقرّم).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك