المقالات

والعاقبة للإمام الحسين عليه السلام / عباس الكتبي

1924 17:00:33 2015-12-01

عباس الكتبي

من دعاء الإمام الصادق"عليه السلام"، لزوّار جده الامام الحسين"عليه السلام":(اغفر لي ولإخواني وزوّار قبر أبي الحسين بن صلوات الله عليه، الذين أنفقوا أموالهم، وأشخصوا أبدانهم رغبة في برّنا، ورجاءً لما عندك في وصلتنا، وسروراً أدخلوه على نبيّك محمد ـ صلواتك عليه وعلى آله ـ وإجابة منهم لأمرنا، وغيضاً أدخلوه على عدوّنا).

كان وسيبقى الإمام الحسين"عليه السلام" ثورة على الظلم والطغيان، والأستبداد والتجبر، وعلى الفساد والمفسدين في الارض حياً وميتاً، لإنه العنوان الأكبر، للحق والعدل، والقيّم والمبادئ، والأخلاق، عبر العصور والدهور.

كل الحكام الجائرين، كانوا يفزعون ويرتعبون من أسم الحسين"عليه السلام"، ومن زوّار قبره الشريف، مما جعلهم يسعون في محاربته ومحاربة شعائره، والمنع من زيارته، وقتل زؤاره، الشيخ"باقر شريف القرشي"، يذكر لنا في مؤلفاته، نماذج من الحكام الذين حاربوا الحسين ومنعوا من زيارته، لنأخذ بعض من هذه النماذج:

هارون الرشيد: ضاق ذرعاً حينما سمع جماهير المسلمين تتهافت بشوق على زيارة مرقد ريحانة رسول الله ـ صلواته تعالى عليهم ـ، فأمر بهدم المرقد العظيم، وهدم الدور المجاورة له، وأقتلاع السدرة، وكان يستظل تحتها الزائرون، كما أمر بحرث أرض كربلاء، ليمحوا بذلك كل أثر للقبر الشريف، وقد أنتقم الله تعالى منه، فلم يدر عليه الحول حتى هلك.

المتوكل العبّاسي: أقام المسالح والمراصد لملاحقة الزائرين، وإنزال أقسى العقوبات الصارمة بهم، من القتل وقطع الأيدي وسائر ألوان التنكيل، وبالرغم من الإجراءات القاسية، فأن المسلمين لم يمتنعوا عن زياراته، في سنة 247هج، بلغ المتوكّل أن حشداً كبيراً من المسلمين، قد مضوا إلى زيارة المرقد العضيم، فأنفذوا إليهم جيشاً مكثفاً وأمر مناديه ان ينادي أن برئت الذمّة ممن زار مرقد الحسين"عليه السلام".

تذمّر المسلمون من المتوكل، وسبّوه في الأنديه والمجالس وكتبوا سبّه على جدران المساجد، حتى أنتقم الله منه فقتله ولده وهو سكران، وقطّع الجيش جسمه بسيوفهم، حتى صارت كؤوس الخمر مليئة بلحمه.

صدّام التكريتي: سلك مسلك المتوكّل العبّاسي، في المنع عن زيارة سيّد الشهداء، وأشاع الخوف والارهاب، ونشر القتل وملأ السجون بالزائرين، شباباً وشيوخاً، نساءً واطفالاً، وفي زيارة الأربعين، قرا محافظ النجف مرسوم جمهوري على الزوّار، في المنع من زيارة الإمام مشياً إلى كربلاء، لكن الزوار أصروا وواصلوا المسير نحو قبره الشريف.

لاحقتهم القوات الصدامية في منتصف الطريق، بانواع الأسلحة الثقيلة، والطائرات والدبابات، وقامت الهيئة الحاكمة بأعدام كوكبة من الابطال القائمين على الزيارة، وقد أنتقم الله من صدّام شرّ أنتقام، عليه أمريكا، فوجدوه في حفرة لا يتمكّن الكلب أن يعيش فيها، فأخرجوه منها مهان الجانب، وسلّط قبيح الشكل، فحكمت عليه المحكمة بالأعدام. 
ثم دفن وأخرجه من قبره أرحام حسين كامل، فداسوه بأحذيتهم، ثم أحرقوه، وكانت هذه النتيجة جزاء له على ما فرّط في زوّار قبره الإمام الحسين عليه السلام.

انطوت سنوات ملك الظالمين الغاشمين المتجبّرين، والمستكبرين في الأرض، وخاب وخسر سعيهم، وباءوا بالخزي والعار، وأمسوا في مزابل التاريخ، وبقى قبر الإمام الحسين"عليه السلام" شامخا خالداً، وقبته تتلألئ بنور الله تعالى، وها هي اليوم الجموع المليونية الزاحفة صوب قبره الشريف، تحمل معها رايات الخلود، مكتوب عليها( لبيّك يا حسين)، بدماء الشهداء الذين ضحوا في سبيل خدمة أبا عبدالله الحسين عليه السلام.

(إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا ۗ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُون).

َ

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك