المقالات

قضية الحسين متجددة بامتياز

1341 19:00:53 2015-10-18


قال العزيز الحكيم جَلَّ شأنه في محكم كتابه المجيد: "كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ" من الآية 110سورة آل عمران.

يُشيرُ رَبُّ العِزة الى الأمة الاسلامية, بالآية الكريمة أعلاه إنَّها خير امة, إلا أن هذه الخيرة مشروطة, بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, إضافة للإيمان المطلق بالخالق, فلكل عمل له شروطه وأساسياته, فهل التزمت أمة الإسلام بما انيط بها؟

تلك الصفات هي المقومات الأساسية, لبناء الأمة الخيرة, التي ارادها الخالق, أن تكون الأمة الحاملة لآخر الأديان السماوية, مبلغاً بها خير البشر محمداً, صلوات ربي عليه وآله, حيث السماحة وعظيم الخُلق والنسب الرفيع, وبالنتيجة فإن من لا يملك تلك المقومات, ليس من الامة الخَيرة.
خرج الإمام الحسين عليه السلام, مع عياله رجالاً ونساءً وأطفالاً, ثم انظمَّ اليه ثلة من المؤمنين, بسبب انحراف قيادة الامة, والفساد الذي انتشر وبدأ ينخر في جسد الأمة؛ لقد قال الإمام قولته الخالدة: " ما خرجت أشراً ولا بطراً, غنما خرجت لأجل الإصلاح في أمة جدي".

يرى بعض المفسرين, أن المقصود بالأمة في الآية الكريمة, هم الصحابة من المهاجرين, وهذا التفسير يثير الاستغراب! كونه يشمل فئة محدودة, بينما نرى آية أخرى يقول فيها جلَّ شأنه:" إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ * وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ * فَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهوَ مُؤْمِنٌ فَلَا كُفْرَانَ لِسَعْيِهِ وَإِنَّا لَهُ كَاتِبُونَ" سورة الأنبياء:92-94. 

مما تقدم يثبت لنا بما لا يقبل الشك؛ أن المقصود عامة الأمة الاسلامية, ولكون الفساد قد نخر القيادة الظاهرة, وامتد للقاعدة العامة, فقد كان واجباً على الحسين عليه السلام؛ الخروج لإصلاح الأمة التي أسس أساسها, محمد صلوات ربي وسلامه عليه وآله, بأمرٍ من الخالق جَلَّ شأنه.

إذا فإن الحسين عليه السلام, لم يخرج طلباً للحكم, كما يصوره بعض الباحثين, طمراً منهم للحقائق! وهم على شاكلتين, إما ان يكونوا خائفين من قول الحقيقة؛ او إنهم من الملتصقين بالقيادة الفاسدة, ومستفيدين من امتيازات معينة.

بما أن الإصلاح, يحتاج إلى حزم في المحاسبة لإظهار الحق, ولا يستثنى منه, كبير شأن أو صغير, فما أحوجنا ونحن نعيش معمعة الفساد, لمصلح يؤمن إيماناً تاماً, بما قام به ابن بنت الرسول, صلوات الله عليهم.

ومن أمثلة واقعة الطف الخالدة, عمر بن سعد, الذي اختار قتل الحسين عليه السلام, والحر بن يزيد الرياحي, وعلى المتصدي أن يختار, بمحاربته للفساد, إما ان يكون سعداً, او يختار ما اختاره الحُر.

لقد قال رسول الأمة, عليه وعلى آله الصلاة والسلام:" الساكت عن الحق شيطانٌ أخرس".

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك