المقالات

عزيز العراق ... الراحل الذي ظلموه

2205 05:11:06 2015-06-23

ست سنوات مضت في رحلة الفراق التي سجلها الزمن الرقمي لرحيل السيد عبد العزيز الحكيم عن أهله ومحبيه وأنصاره ومريديه وحتى عن خصومه وأنداده ومنافسيه في رحلة كانت مفاجئة وقاصمة ومحزنة لأنها كانت في زمن استثنائي وصعب وسريع..

ان ما يمكن ان تسجله الذاكرة عن عزيز العراق وما يمكن مراجعته في سجلات الخالدين والعظماء من مواقف ومحطات نيرة سجلت باحرف من نور للراحل العزيز كشفتها الايام وتحدث بها الخصوم قبل المحبين بعد ان ايقنوا ان الحلول والعلاجات التي كانت تطرح من قبله انما هي بلسم شافي لكل جراحات العراق واحزانه وانها ابعد من مداركهم وتصوراتهم وانها تسبق زمنهم بسنوات وسنوات وانها لو طبقت كما ارادها الراحل في وقتها لكنا قد تجاوزنا الكثير من المحطات الصعبة والخطرة ولكان الشعب العراقي اليوم يرفل بالعز والخير والامان في زمن شح فيه الخير والامن والامان والاستقرار.

ومع ان للمواقف التي سجلها الفقيد الراحل عنوانا واحدا وهو انها مواقف واقعية وحقيقة ونابعة من علاجات صادقة لمشاكل متاصلة ومزمنة الا ان ما يضاف لسفره الخالد هو قدرته الفائقة على القيادة وتشخيص الاخطار ووضع الحلول والعلاجات الحقيقية واستيعاب الجميع بقلب كبير لا يعرف الحقد والكره والاقصاء.

ان رؤية عزيز العراق للوضع الامني والسياسي والاقتصادي للبلد كانت قائمة على محاور ومرتكزات واضحة قوامها اللامركزية في الادارة والفدرالية كنظام حكم محلي ،اما ما يتعلق بتحقيق الامن والاستقرار فكان يعتقد ان تشكيل اللجان الشعبية لكل منطقة ومدينة ومحافظة وتحت امرة الحكومة هي الضمانة الحقيقية لتحقيق الاستقرار الامني ورد خطر المعتدين بينما كان يرى ان فك العراق من ارتباطاته والتزاماته وقيوده الدولية هي المعركة المصيرية من اجل استقلال القرار العراقي وانهاء تبعيته بعد ان كبلت القرارات الدولية البلاد بقيود والتزامات في زمن النظام البعثي الصدامي وجعلته رهينا للقوى الدولية الكبرى.

ايضا فان معركة عزيز العراق مع الايام لم تكن سهلة فقد حاول بشتى الوسائل والطرق تثبيت المرتكزات الاساسية للتجربة الديمقراطية العراقية وترسيخ مبادئها وقد نجح الى حد كبير خاصة في فترة ترؤسه للتحالف الوطني العراقي والتي تعتبر فترة ذهبية في زمن الدولة العراقية.

ان كل ما طرحه عزيز العراق من مشاريع ومبادئ ورؤى عن العراق ومستقبله والتي وقف الجميع بالضد منها اثبتت الايام صحتها وكشفت قصور الرؤية والتفكير لدى منافسيه ومناوئيه ومعارضية ،وهكذا يعود التاريخ ليخلد عزيز العراق بعد مماته وليس في حياته كما هو التاريخ على مر العصور بعد ان تعرض للظلم الكبير من اقرب حلفاءه وشركائه.

ان ما قدمه عزيز العراق من تضحيات في سبيل العراق والعراقيين دونت بحروف من الدماء الغالية والجهود المضنية والسهر المتواصل والخوف على المشروع ولم ينكر هذا الفضل والتضحيات حتى الاعداء ..والفضل ما شهدت به الاعداء.

 

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك