اسعد عبد الله عبد علي
الأسابيع الأخيرة كانت عنيفة جدا ضد الدواعش, فقد تعرضوا إلى هزائم متوالية, نتيجة قوة ضربات الحشد الشعبي, وفقدانهم مساحات واسعة, حتى وقت قريب كانت محصنة لهم, فها هم مجاهدوا الحشد الشعبي, يدخلون معاقل داعش العصية, ويبحثون عنهم وسط أكوام النفايات, كي يطهروا الأرض من بقاياهم النتنة, بمساعدة أبناء المناطق الأخيار, الذين ذاقوا المر تحت سطوة الدواعش.
هدف الدواعش ألان, الاستمرار بالبقاء, لذلك لجئوا إلى صناع القرار ( المحرك الخفي), ليرشدهم إلى طريقة البقاء, فكانت سمكة الصحراء.
سمكة الصحراء , هي إستراتيجية عسكرية جديدة, أعلن التنظيم الإرهابي عنها أخيرا, حيث ربط التسمية, بنوع من أنواع الزواحف , السحلية حيث تعتمد إلى الاختباء في الرمل, عن طريق الغطس, شانها شان السمكة في البحر, وتعتمد في تنقلها, على هذا الأسلوب بشكل عام, بالمحصلة سينتهجون أسلوب التخفي, هربا من الضربات العراقية, كي يحافظوا قدر الإمكان على بقائهم.
كذلك نشر تنظيم داعش صورة, تحمل أسماء الولايات الخاضعة له, حيث بلغ عدد الولايات الداعشية 24ولاية, وظهر في الصورة 16 ولاية فقط من العراق وسوريا, وذكر منها اليمن والجزائر وسيناء المصرية, إضافة إلى برقة وفزان وطرابلس الليبية, وبلاد الحرمين السعودية, وخراسان الواقعة غرب العراق, هذا الأمر كي يبرهنوا على وجودهم واتساعهم جغرافيا.
بعد هزيمة تكريت القاصمة لظهر الدواعش, أصبح لزاما على الدواعش, ومن يقف خلفهم, انتهاج أسلوب جديد, كي تدوم الحلقة الداعشية, وحسب البرنامج الزمني المعد سلفا, من قبل المحرك الخفي, إلى يوم تنتفي الحاجة من تواجدها, عندها يقوم ( الكيان الغامض), بالقضاء على داعش نهائيا, وينقسم الأسلوب الجديد إلى محورين أساسيين:
المحور الأول: كان التحرك الأخير لداعش, في تونس واليمن ومصر, ليبرز وجودهم إقليميا, وليصنع صورة مرعبة عن وحش كبير, يمثل تهديد مزعوم لكل منطقة في العالم, وبالرعب يمكن إن يكسبوا الأرض, هكذا كان انتصارهم الأول في الموصل, عبر رسائل الرعب , التي دفعت السكان للهجرة بعيدا, لكن بدأت صورتهم تهتز, بفعل الضربات الموجعة, من قبل إبطال الحشد الشعبي, الذين تمكنوا من تقليص نفوذ الدواعش, قد حان وقت الغطس في الرمال , لينجوا من الزوال.
فكانت عمليات تونس الإرهابية, في متحف باردو, المجاور لمجلس النواب التونسي, التي تبناها التنظيم, ثم الإعلان عن عملية استهدفت مسجدين في اليمن, وسبقها أعلن تنظيم بوكا حرام البيعة لداعش.
المحور الثاني: بعد انحسار نفوذهم في ديالى وتكريت, وتوضح إمكانية القضاء عليهم بزمن قياسي, وبجهود عراقية خالصة, كان اللجوء إلى سمكة الصحراء, كي ينقذوا ما بقي من التنظيم, عبر شن عمليات في أماكن أخرى, وفتح جبهات جديدة, لفك الخناق عنهم في تكريت, فحصلت تفجيرات في بغداد, ومناطق متفرقة من الانبار, ليس السعي لكسب شيء ما, بقدر محاولة تشتيت الانتباه, وخلق فوضى تمكنهم في العودة من جديد.
الإستراتيجية ستكون نحو إيجاد مصادر تمويل جديدة, بعد انكفاء العديد من مصادرهم, نتيجة الملاحقات الأممية, وكذلك بعد تحرير أبار النفط, من قبل الحشد الشعبي, مما يعني قرب إعلان الإفلاس, فجاءت سمكة الصحراء, كطوق نجاة للدواعش, كأن مبتكرها الشيطان.
هل ستكون سمكة الصحراء, عملية ولادة جديدة لداعش, أم ستخيب من جديد خطط محور الشر؟
https://telegram.me/buratha