بقلم الدكتور حسين ابو سعود
فُجع العراق بل فُجع العالم بخبر استشهاد كوكبة جديدة من الشباب التركماني من اهالي قرة تبة ومعهم اثنان من الشباب الكرد ، وقد ظنّ القتلة والسفاحون انهم بذلك سيعرقلون مسيرة الامة ، وانهم سيجعلون اهالي الشهداء يسيرون بلا هدى في وادي الانتقام ، ولكن ظنونهم خابت كما ان محاولاتهم اليائسة ستجد لها مكانا في مزبلة التاريخ ولن يبقى الا الحق والخير . وقد اثبتت طهارة هذه الدماء البريئة ان السفاحين القتلة أو من يسمون انفسهم زورا وبهتانا بالمقاومة انما يقاومون الله والانبياء ويقاومون الخير والفطرة والجمال والطبيعة والبراءة والا فما ذنب مجموعة من الطلبة في مقتبل اعمارهم الغضة يتوجهون لاداء الامتحانات الوزارية تتبعهم عيون امهاتهم ودعاء ابائهم وشوق اخوانهم واخواتهم ، وما ذنب هذه الاحلام الوردية ان تتلطخ بالدماء ؟ وما ذنب الكتب والكراريس ان تسقط من ايدي اصحابها على التراب ؟لماذا كل هذا الجنون ؟ ومن يقف وراء هذه السادية المفرطة ؟ ولمصلحة من ؟ولايخفى بان قتل 22 شابا لا يعني ادخال الحزن والاسى الى عشرات البيوت من اهالي واقارب الضحايا فحسب بل ويعد اسفينا جديدا في جسد عراقنا الجريح يتطلب من الحكومة ان تقوم بمسئولياتها كاملة وبشكل جدي لحماية ارواح المواطنين وممتلكاتهم ،و الا فان هذه الاحداث المؤسفة ستتمخض عن عواقب وخيمة قد تخرج عن سيطرة الدولة والقوات متعددة الجنسيات .كما يجب على الدول العربية والاسلامية والمجتمع الدولي ان تهب لمساعدة العراق في حربها ضد الارهاب الحاقد وحماية القوميات المهمشة من جور القتلة والسفاحين. ولاباس هنا بمناشدة منظمة المؤتمر الاسلامي ذلك الهيكل الصامت الذي لم نسمع له صوتا يخص العراق وان كانت جامعة الدول العربية قد قامت ببعض المحاولات الفاشلة لنزع فتيل الازمة ، وعليه فانه يتوجب عقد مؤتمر لوزراء خلرجية الدول الاسلامية لبحث قضية العراق لانقاذ ما يمكن انقاذه وقبل ان يبلغ السيل الزبى .وبقي ان نقول بان هذه الدماء الطاهرة ستزهر مستقبلا مشرقا وواعدا للاجيال ، وان التركمان وبفضل القيادات الحكيمة لفصائلها لن تنجر الى الانتقام والقتل العشوائي ، وان هذا الحادث الطائفي البغيض الذي استهدف الشيعة قد ادمى قلوب التركمان جميعا سنة وشيعة داخل العراق وخارجه ، فيا ايها الشهداء انتم الى روح وريحان وجنة ورضوان ونحن على الدرب سائرون حتى تحقيق اماني الشعب ، وليشهد العالم اجمع على عظم التضحيات التي يقدمها التركمان لهذا الوطن والذي يقابله ومع الاسف الشديد تهميش متعمد من قبل مراكز القوى بقصد حرمانهم من حقهم المشروع في المشاركة في ادارة البلاد كونهم القومية الثالثة في البلاد.اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha