أمل الياسري
أمامنا قافلتان الشهداء والنازحون, وأولياء الشيطان, يحتاجون الى عملية جراحية سريعة, فالمظلومون أدركوا, أن الإقتناع بالأكاذيب والأباطيل, مجرد حلم زائف, لا يمت للواقع بعلاقة, وهم يتظاهرون بالصلاح والإصلاح, رغم أن لكل قاعدة شواذاً, لكننا نرى الوضع من زاوية مختلفة, فالعراق مازال الأول, في القتل والنزوح والذبح, والمقابر تنادي هل من مزيد؟.
المواطنة ضرورة عقائدية, وطنية ملحة في هذا الوقت, لأن العبث الهائل, الذي يجري في مفاصل الدولة, لا يحدث إعتباطاً, وإنما يتم على مرأى الساسة وبقوة, وبغطاء قانوني مشرع, وفق نظرية الحدود لا ترسم إلا بالدم.
نريد أن نعيش بأمان, بعيداً عن مطامع الشيعة والسنة والأكراد, فهذا المثلث الطائفي رسم, عندما تناسى العراقيون هويتهم, وبات الإسم واللقب والعشيرة, من تشكل مثلث وحدة العراق, وتحدد من يبقى ومن يفنى, في غياهب الطرقات.
النظام الدكتاتوري المقبور أبدع في إقناع الشعب, بأنه لا سبيل لحكمه إلا بالقوة والبطش, والحقيقة أننا نحن من روجنا لهذه التغريدة, على مواقع السيارات المظللة, ومن خلال تصرفات الساسة, الذين لا هم لهم إلا أحزابهم.
خطة فرض القانون, والأحداث الطائفية, أخذت منا الأحباب والأصحاب, وخلفت الأرامل والأيتام, فهلا نكون على قدر المسوؤلية, ونصرف وقتنا للمصالحة, بقدر الأموال المخصصة لها, على شرط أن يتصالح الساسة أولاً, وبشكل حقيقي.
الشهداء والنازحون, أصبحت أحلامهم, كالأصوات الخاوية, الحائرة بين مقدار التضحية, وبين أن يرتب الساسة أوراقهم, لتنظيم البيت العراقي, لئلا تصبح الأعداد أكبر, والمشاكل أكثر, فلملة الجراح ووحدة الصف, الغاية الأسمى, لتسعد هذه القوافل الخالدة.
إن الحرب مع الأعداء لم ولن تنتهي, فالعراق أضحى ساحة, لتصفية الحسابات اليهودية العالمية, بحجة القضاء على التطرف, والإرهاب والتكفير, مع أن الإسلام ليس مرسوماً, وفق هذا المثلث المقيت الجاهلي بإمتياز.
المؤمنون إذا أنعم عليهم الخالق شكروا, وإذا أبتلوا صبروا, وإذا أذنبوا إستغفروا, وهذا ما قرأناه في إسلامنا الحنيف, أما ساستنا, فإنهم لا يفقهون المعنى, بحيث يخيل إلينا أنه, لم يكن هناك صوت, سوى ألم النشيج, وفرقة النسيج, وهو ما يطربون له .
لقد زعم العرب قديماً, أن للشاعر الأعشى شيطاناً, يدعى (مسحل )يلهمه الشعر, وكانت له تابعة, تدعى (جهنام )يتراميان حوله, فينشد أروع القصائد, في حين أن الواقع السياسي في العراق, يلهم الشهداء والنازحين, على نشيد مدو مفاده, معادلة واقعية موضوعية, وهي إستنزاف الشياطين الجدد, لمقدرات العراق, تحت مظلة التغاضي والتراضي, فيدونوا أجمل المقطوعات الشعرية, على حساب الأشلاء والدماء, دون فتح ملفات الخونة والفاسدين.
توزيع الأدوار, والثقة بهمة أبناء القوات العراقية, والحشد الشعبي والعشائر الشرفاء, والعمل بروح الوحدة والتسامح, وإحتواء الأزمات, والحزم في إتخاذ القرارات, لمصلحة الوطن أولاً, هو من سيجعل العراق منتصراً, ويطرز قصيدة رائعة, بأحرف من نور, على خريطة الصمود والتحدي.
https://telegram.me/buratha