اسعد عبد الله عبد علي
منذ اليوم الأول للتغيير, والعملية السياسية عرجاء, لأسباب متنوعة, بعضها مرتبط بالظرف الداخلي, وبعضها مرتبط بالظرف الإقليمي والعالمي, مما أننتج لنا صورة مشوهة لطريقة الحكم, تعتمد على الصفقات, وتقاسم الأموال, بعيد عن منهج ورؤية وبرنامج, يتم الاتفاق عليه, فكانت الزلازل السياسية سمة العقد الماضي, وصولا لسقوط الموصل وشبح التقسيم.
كان العامل الأمريكي يدفع بالبناء الجديد, ليكون على أسس هزيلة, كي يكون المستقبل دوما مخيف, لذا كانت خطوتها الأولى, تأسيس مجلس حكم على أساس طائفي, لا يتناسب مع الحقيقة, فتم من خلاله حصر نسبة المكون الأكبر! لتمتد باقي المكونات, ودخل البلد نفق المحاصصة من دون تواجد خيارات أخرى, نتيجة تسلط المحتل, وفرض الحاكم المدني للرؤية الأمريكية, خلافات حادة حول مجمل القضايا, بدا من الدستور, وصولا لتكوين الحكومات, وحول طريقة إدارة الدولة, ونوع الارتباط مع المحيط, مما جعل الأيام تمر بسخونة مرتفعة.
التعنت بالمواقف, وخلق الأزمات, للتسويق إعلاميا, على حساب قضايا الوطن, مزايدات فعلها ذئاب الساحة, وانطلت الحيلة على السذج.
الحلول ممكنة, لو كان هناك إرادة مجتمعة, لكل إطراف النزاع السياسي, لكن الخطيئة الأمريكية, أوجدت مصالح تعتمد على التقاسم الطائفي, والتي من دونها تزول, مصالح معقدة, وعلاقات متشابكة, من الداخل إلى الخارج, وديمومتها بسبب استمرار تدفق الأموال, والتي تجعل المستفيدين يستميتون في سبيل مصالحهم, فالحل بتفكيك هذه المصالح, عبر العمل الحكومي بخطين, الأول عملية ثورة وظيفية, وثانيا حرب لإقصاء الفساد.
الوسطية في السياسة هي الحل, والوسطية تحتاج لشخص يمثلها, كي لا تبقى مبهمة, كلمات تقال في المؤتمرات, وهذا الشخص أراه عمار الحكيم, فهو بعيد عن التشدد السني والشيعي والكوردي, وهو صاحب مشروع ممكن إن يحقق الوئام السياسي, وعمار قيادة برزت في وقت الأزمات, خصوصا في السنتين الأخيرتين, لذا يمكن إن يكون الشخص المناسب لإنقاذ العملية السياسية, خصوصا إن له مقبولية واحترام من كل الإخوة المتصارعين, بالإضافة لقبول إقليمي.
الإصلاح السياسي يحتاج, لبرنامج حكومي لمكافحة الفساد, وخطة للتطور الوظيفي, بالإضافة إلى تواجد عمار الحكيم, صاحب الرؤية المتوازنة, عندها يمكن إن نملك أحلامنا.
https://telegram.me/buratha