اسعد عبد الله عبد علي
بعد سقوط الموصل, واقتراب داعش من اربيل, أعلنت أمريكا عن تحالف دولي غريب التكوين, ضد داعش, بحرب استعراضية, عبارة عن ضربات جوية, ضد عصابات إرهابية, وتستمر الغرابة بالإعلان أنها حرب طويلة الأمد! مع أنها بين القوى العظمى مع عصابات هزيلة, غرائب عالمنا العجيب لا تنتهي, فإذا بالقوى الداعمة للإرهاب تعلن الحرب على الإرهاب, في تصرف مسرحي اضحك الجمهور طويلا, وكان احد إطراف التحالف دولة الإمارات.
الإمارات تعلن انسحابها, من الحملة الجوية ضد داعش, بعد حرق داعش للطيار الأردني معاذ الكساسبة, وقد علقت الإمارات مشاركتها في الضربات الجوية, خوفا على سلامة طياريها! مطالبة من أمريكا تحسين جهود البحث والإنقاذ, عبر استخدام طائرة في-22 آوسبري.
قطر والإمارات وتركيا, دخلت التحالف بعد ضغط أمريكي كبير, حيث تسير هذه الدولة بمنهج واضح, وهو دعم التطرف والإرهاب في المنطقة, فكان القرار الأمريكي غريبا, مما جعل هذه الدول تتحين الفرصة للانسحاب, من التحالف الدولي, فكانت قصة حرق الطيار الأردني, الذريعة الأفضل للإمارات للانسحاب.
الإمارات تشعر بالخوف, فبعد إحداث مجلة شارلي, واتساع ظهور داعش في السعودية واليمن, استشعرت الإمارات خطر المشاركة في حرب داعش, فإذا ظهر في الإمارات يعني خسائر اقتصادية جسيمة, لذلك الإجراءات الوقائية, هي الشغل الشاغل للإماراتيين, فكان الإجراء الوقائي الأهم, هو استغلال أي خبر للانسحاب من التحالف, وعدم المشاركة في ضرب داعش.
الإمارات تملك علاقات سرية مع التنظيمات, حيث تعتبر ممول هام للحرب في سوريا, لكنها لا تعلن عن نفسها مثل قطر والسعودية وتركيا, بل تتخفى لتحقق أمرين, الاطمئنان من إن داعش لن تقترب منها ما دامت تدعمهم, وثانيا خشيةً على صورتها البيضاء, إمام الرأي العام الغربي, باعتبارها دولة عصرية داعمة للقيم الإنسانية,وهو خلاف باطنها النتن.
داعش خلط الأوراق, حتى للحلفاء, فالتخبط هو سمة دمى الخليج, فلا تعرف أين تتجه, قد فقدت الرؤيا للبعيد, وداعش بنفس الوقت, يحقق مكاسب غير متوقعة لأمريكا والغرب, عبر إشعال المنطقة بصراع غريب, بأكثر من لون, الطائفية مرة, والقومية تارة أخرى, والدين ثالثة, فأنتج حصون مرعبة, ترسم خطوط وهمية, على جغرافيا تتشكل حديثا.
https://telegram.me/buratha