واثق الجابري
إحتشد قادة الطوائف والإديان في العراق، ضمن إطار المفاهيم المشتركة لمواجهة التحديات، ومحاربة المجاميع المسلحة التي تنافي الرسالات السماوية، ومضمون رسالتهم أن الحوار طريق للسلام، وصناعة المستقبل ببناء الدولة، وإختيار الحياة بنبذ العصابات الإرهابية السرية والعلنية، وأن العراق بلد لا يخضع للإبتزاز، وهو مهد الحضارات الإنسانية.
حشد الحوار مكمل لحشد شعبي في ساحات القتال، ورد لجميله وتضحياته، ومكمل لمطلب الجماهير والمرجعية بمحاربة الإرهاب والتغيير الى الإدارة الإستراتيجية.
إنجازات متوالية من أقرار الموازنة في فترة تختلف عن السنوات السابقة، وللناصرية فرحة في إنشاء شركة نفط ذي قار، ومؤتمر حوار الأديان، كلها في وقت لم يتجاوز التغيير شهره الرابع، ومن الناصرية ألف حكاية وحكاية، تعبر عن مأساة مدن دفعت أبناءها ضحية الوطن، وما إستنتجت؛ سوى أرض قاحلة لا عيش فيها؟!
أجحف الأنظمة بحق أقدم مدينة في العالم، وأول إشراقة للشمس، وفيها مهبط ابراهيم عليه السلام، وحضارة سومر، وأول القوانين والسياسة، وصفها النظام المباد "بالشجرة الخبيثة"، ومدينة المليون عريف؟!
الناصرية مدينة مرهقة وشبابها حطب لمحرقة الحروب الهمجية، وشوارعها توشحها القطع السوداء، وهي تأن على أبناءها، وإفقارها موت لقلب الجنوب والوسط، فجففت أهوارها وهجر شباب من مدينة خاوية، وهم يجوبون التقاطعات، بحثاً عن لقمة عيش من مناديل ورقية، في لظى الزحامات والإنفجارات.
الناصرية بعد 2003م رغم إنها رابع أكبر محافظة؛ لكنها من بين أكثر المدن حرماناً وفقراً؟! وما تزال كسابق عهدها؛ ولادةً للشهداء والمفكرين والمثقفين والشعراء، ومنبع للحركات الفكرية والحزبية وثورات الكادحين، كسائر مدن الجنوب خاوية لا زراعة ولا صناعة، وفيها ما يقارب 1300 موقع أثري وأهوار وبلا سياحة، وصارت من المدن النفطية، بعد تجاوز إنتاجها 100 ألف برميل يومياً في 2013، وبدأ الإنتاج في 2007م بطاقة إنتاجية 12 ألف برميل يومياً.
الناصرية مدينة معطاء، وأحد أبناءها وزير النفط عادل عبدالمهدي، حقق لهذه المدينة والعراق، إنجاز تاريخي ذات مداليل إقتصادية وإجتماعية، وبعد ثلاثة أشهر من تسنمه الوزارة، وحصل على موافقة الحكومة على إنشاء شركة نفط ذي قار، وهذا الفعل يحتاج الى إرادة قوية وتخطيط إستراتيجي، سوف تتبعه بقية المحافظات، التي كانت تعاني من تسيس الإقتصاد العراقي ونقل المعامل بعيدة عن مدن الجنوب، كتصفية النفط وصناعة الأدوية والصناعات الإستراتيجية، ومنح فرص العمل لمدن دون آخرى؛ بخطط كانت ممنهجة؟!
منذ إكتشاف النفط في ذي قار، لم تقم الحكومة السابقة بإنشاء بنى تحتية وتعتمد على بنايات مستأجرة، وبتحقيق حلم المدينة المنكوبة، سوف يبدأ الإقتصاد بالنمو.
الناصرية مدينة حوار الثقافات والاديان، وإنتصارها اليوم، جزء من إنجازات التغيير، وعامل أساس في مساعدة الموازنة بزيادة الإنتاج، وإحتواء عدد كبير من العاطلين في المحافظة، ويكون شبابها طاقات لبناء وطنهم، ونستذكر من الناصرية، أن الحضارات الإنسانية جاءت للحوار والتقارب والتعاش السلمي، وأن العقول الإستراتيجية الوطنية، هي من تصنع الحياة، وتبني الدولة.
https://telegram.me/buratha