واثق الجابري
رفعت معظم القوى السياسية شعار التغيير في حملاتها الإنتخابية؛ تماشياً مع رغبات جماهير، تهفو لإنتاج طبقة سياسية تمارس دورها الفكري والإجتماعي؛ لتحسين الخدمات ومعدل دخل الفرد؛ الذي صار هبوطه أكثر من صعوده، وكذلك تكريس الأعمال لحكومة تعبر عن مصالح الدولة؛ بساسة يقاتلون على بناء مرتكزات وحدة البلاد.
التغيير هو تبديل للنمط الفكري، وإكتشاف نقاط الخلل والإختلاف، وتنحية طبقة سياسية جاثمة، تمارس التصعيد لإستدرار دموع المواطن وهي تتلاعب بعواطفه؟!
يعتقد بعض الساسة إنهم مختارون من السماء، وهم من أخرجنا من الظلمات الى النور، وبدونهم يموت العراقيون جوعاً وذبحاً بسكاكين الإرهاب، ولهم الفضل في إستنشاق هواء الوطن، والفقر والحرمان وجرائم الإرهاب والفساد، أفضل من المقابر الجماعية في العقود الماضية، ومن يخالف توجهاتهم متآمر داعشي؟! وكل ناصح هو من أخوة يوسف؟!
تعبر التحركات الذهنية السياسية خلال السنوات المنصرمة، عن تصاعد وتيرة التعنت السلطوي، وتسابق الى مسك قبضة السلطة، والإبتعاد عن سياقات الديموقراطية ونظريات العقد الإجتماعي، التي تنسجم مع تطلعات الجماهير، وبروز ظاهرة حلول لا تحقق مصالح الشعب؟!
أرتكزت هذه التحركات على سياسة المحاور وتقسيم أدوار تقاذف الإتهامات، بعيد عن أيدلوجيات حزبية وشعارات قوائم إنتخابية، يحوكها من إستحوذ على القرار و من كان أطولهم لساناً وأكثرهم صلافة، ولم تتوقف عجلة الإستعداء على بقية القوائم، بل صارت أشبة بالحشرات المريضة التي تأكل نفسها، وعادت لنفث السموم في التحالف الوطني؟!
نشأة الأحزاب ومفهوم قبولها للعقد الإجتماعي، على أساس أنها تنطلق من قواعد الجماهير، التي تبلوها لمطالب وأهداف تسعى لتحقيقها، ويحصل التقارب فيما بينها لتقارب الأهداف والجماهير، وللتحالف الوطني قاعدة إنطلاق واحدة وهمْ مشترك، تُعد من الواجبات المسلمة، التي تناط بالقوى السياسية تحقيها من خلال وجودها بالسلطة، ولم تطلب الجماهير أكثر من حقوق بسيطة؛ كالخدمات وتساوي الفرص والضمان الإجتماعي وحماية الأرواح، وإيجاد مسكن يليق بالإنسان في بلد نفطي وزراعي وافر الخيرات.
ينتظر من التغيير، تبديل وجوه كالحة، إمتدت جذورها في أحشاء الجسد العراقي، وسرت كالمرض الخبيث في كل مكان له وكالة تدافع عنه.
التغيير المأمول كان يقصد منه؛ إستئصال قوى تجردت عن ثوبها المتمثل بالتحالف الوطني، وبناءه بشكل مؤسسي بقيادة مقبولة بين أطراف التحالف، ثم التأثير على القوى الآخرى داخلياً وأقليمياً، وتكوين فريق منسجم متكامل الأدوار مع الحكومة، بين الإصلاح والإرشاد والتقويم، فقد طال إنتظار تحقيق مطالب لا تُعد سوى واجب مسؤول، تجاه مواطن كان يأمل من التغييرإقتلاع الحلقات الفاسدة التي ما تزال تقود المؤوسسة، وبقاءها يعني مزيد من الإستنزاف لثروة العراق وشبابه؟! والمطلوب وقفة مسؤولة، لأن الدولة نخرها الفساد وقتلها الإرهاب، والتحالف الوطني يشكل جزءها الأكبر؟!
https://telegram.me/buratha