المقالات

بين الحضارة والحاضر درس للتحالف الوطني/ واثق الجابري

1112 18:06:44 2015-01-25

واثق الجابري
تفتخر الشعوب دائماً بحضاراتها، وحدثنا التاريخ عن بلاد الرافدين، إنها موطن بزوغ أول إشعاع،شأنها شأن الحضارات القديمة الأخرى، كحضارة وادي النيل وغيرها: الإغريقة، الرومانية، الهندية، الفارسية، الصينية وهكذا.
تعلمنا درساً من كل الأمم؛ بأنها تركت أثار وعمران ما يزال قائم الى اليوم.
إعتقدت الحضارات أن إرثها وقوتها لا يضاهيها أحد، وإعتمدت البناء الهرمي من زقورة أور السومرية وإهرامات مصر، وحضارات آخرى على هياكل بناء عالية، وفي عمومها كان للهندسة والتخطيط وطبيعة القواعد، وأستمر البناء مئات السنين، بتكاليف بشرية ومادية، وإستعبدت شعوب تحمل صروح غيرها؟!
إستطاع الإنسان بعد آلاف السنين، وبالنضوج الفكري، أن يعتمد على عقله أكثر من عضلاته، ويستطيع تشييد بناء أعلى من الأهرامات وبدون تدخل مباشر، بإستخدام المكائن الرافعة والكمبيوتر والوقود المستخرج من باطن الأرض، وناطح بذلك السحاب، ووصلت سرعة القطارات الى 500 كم في الساعة، ويستطيع شراء العلوم بأموال الدولة.
ضرب العراق أسوأ مثل في التعامل مع الحضارة، والأموال التي تتدفق من أراضيه، وساقته سياسات رعناء الى الإنحراف عن جادة الصواب وتوجهات شعبه، وتركت قواعد البناء الصلدة، وراح ساسة الصدفة ينهبون من كل جانب، ويبنون لأنفسهم شواخص وشعبهم في العراء والتخلف؟!
إرتكزت العملية السياسية بعد 2003م على التحالف الوطني، وكان اللبنة الأولى في الديمقراطية والتبادل السلمي، وإستمرعلى هذا الحال في البداية، وحفاظ على الوحدة الوطنية من التشضي؛ وفي أحلك الظروف إستطاع منع الحرب الطائفية.
تعرض التحالف الوطني الى إهتزازات أرتدادية لأفعال مشينة؛ بدوافع شخصية وسلطوية، وفرضت شخصيات لا سياسية نفسها على مشهد القرار، حتى جالوا في وسائل الإعلام، وهم لا يبالون ولا يتراجعون من خداع الناس والتلاعب بمصير المساكين؟!
الحضارة في العراق حبر على ورق، وكتب على رفوف النسيان، وكان المفترض أن يكون البلد الأول في السياحة، ويجني واردت لكثرة المواقع الأثرية، وللسياحة وزارة مجرد تسمية، ومنصب تشريفي لا أكثر؛ لكن ما بالك بمن يرشح الى هذا المنصب ولا يحظى بالقبول والثقة، فهل يصح أن يكون رئيس لتحالف وطني، والعراق يمر في أخطر مراحله؟!
الحضارة علمتنا أن الصعود بسرعة يتبعه سقوط أسرع، ومن ينظر الى الأعلى؛ تنكسر رقبته؟!
إعتاد العالم منذ أقدم الحضارات عن ثراء الراقصات والغانيات على حساب الأدباء والمثقفين والعلماء، وعرف فيما بعد أن البقاء للأصلح، وكثيرون الآن يتراقصون على دموع الثكالى، ويتخذون من الدولة سلماً للصعود على رقاب الناس، بإشاعة الفساد والفرقة، والعراق وطن يسكن في العراء، بعد أن جرده ساسة الصدفة أمواله وروابطه الوطنية، وهو اليوم بحاجة الى خيمة عمودها التحالف الوطني، وتجتمع بها الأطراف السياسية، بقيادة قادرة على إستيعاب جميع القوى، ولا تُعاد تجارب أسقطت المصائب على رؤوسنا.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك