قاسم العجرش
أثير منذ أكثر من شهر موضوع خطير، أهتزت على أثره ثقة المواطن والمجتمع الدولي بدولتنا، وكان بمستوى زوبعة لكن ليس في فنجان!
لقد ألفنا الزوابع السياسية في العراق، فنحن ما إن نخرج من واحدة حتى ندخل في أخرى، والذي يفهم في موضوع الزوابع السياسية، أنها تثار عادة لأسباب أربعة تنحصر في: أما أنها تثار من أجل التغطية على أمر يراد تمريره تحت غبارها، أو أن بأثارتها يتم الحصول على مكاسب، لا يتم الحصول عليها بالوسائل الأعتيادية، أو أنها تثار من أجل النيل من الخصوم السياسيين، أو أنها تخدم أجندات معينة، سواء كانت تلك الأجندات خارجية أو داخلية!
تتحدد خطورة الآثار المترتبة على الزوابع السياسية بثلاثة مديات، أولها المدى الشخصي، وهو أهونها تأثيرا وأثرا، ويليه بالأهمية المدى السياسي الموضعي، كأن يكون موجها ضد قوة منافسة، وهو المستوى المتوسط من التأثير، والمدى الثالث هو المدى الوطني، وهو أخطرها على الإطلاق..
لكن في موضوع قضية الفضائيين، هذه الآفة التي فشت في الدولة العراقية، وغدت عنوانها العريض، فإنها من نمط الزوابع، ذات التأثير الكبير، على العملية السياسية في قابل الأيام.
المثير في هذه الزوبعة، أنها شأن معروف على نطاق واسع ليس اليوم، بل منذ أن شرعنا ببناء وضعنا الجديد، عقيب زوال نظام صدام، أي منذ أكثر من احد عشر عاما، فلماذا جرى السكوت عنها كل ذاك الوقت؟ وما سر إثارتها في هذا الوقت؟ !
التساؤل المشروع، الذي نثيره في هذا الصدد، هو لماذا جرى التستر والصمت على أمر بهذه الخطورة؟ وألا يمكن أن يتحول هذا السؤال الى قصية رأي عام؟
بمعنى؛ وماذ بعد أن تم إعلان تفشي الظاهرة الفضائية؟! هل سيقف من أثاروها عند حد الإكتفاء بإثارتها والكشف عنها؟ ويقولون لا طاقة لنا بأكثر من ذلك، وعند ذاك سيتضح أن قدرتهم تنتهي عند الكشف عنها فحسب، وأن مقصدهم الحقيقي هو إثارتها كزوبعة سياسية بوجه الخصوم، وأن سكوتهم عنها، لم يكن أكثر من إحتياطي مضموم، في معركة الخصومات السياسية، جرى إشهاره في الوقت المناسب، لإخراس الخصوم عن إثارة زوابع مقابلة؟
أم أنهم سيكونون أحرارا حقا، ويمضون بشأنها الى نهاية الشوط، وبأثر رجعي؟ بمعنى أنهم سيعملون، على إستخراج كل ما أكله العنز من جوفه؟ وعن ذاك سيكون مقصدهم الوطني مؤكدا!
كلام قبل السلام: ثمة خبثاء يقولون؛ إنها زوبعة من طراز خطط لها بعناية، لتكون لها إرتداداتها، ليس على المدى القصير، لكن الى أمد يتعدى أربع سنوات، حيث يأتي ألأستحقاق الإنتخابي القادم؟!
سلام....
https://telegram.me/buratha