واثق الجابري
تتحمل الحكومات والشعوب واجب إلزامي ، بالبحث عن طاقات تحت ركام الفساد، وهم شباب بمعنى الثروة الحقيقية؛ لحاضر ومستقبل الإصلاح السياسي والإجتماعي والإقتصادي، وإلزالة شِحّة الفرص وضيق المشاركة، التي يشغلها عناصر المحسوبية والحزبية، وفساد دفن إمكانيات نوعية بخطط مدروسة لوقف عجلة الدولة.
ترك طاقة الشباب هي وسيلة تخريب تعتمد نظرية التجربة والخبرة، وتكافح الإبداع والحيوية؛ من خلال سيطرة مجاميع تعمل بين الشخصية والحزبية.
طاقات الشباب تفجرها الضغوط الداخلية المأزومة، وعينهم على عالم التطور والتكنلوجيا والتغيير، الذي وسع مفاهيم بناء مجتمع منفتح وحكومات من صنع أيديهم، وتشعر بمعاناتهم.
الحرمان الذي يعيشه الشباب؛ يشعرهم بالخسارة الشخصية، ويفقدهم أمل التطلع الى التقدم السياسي والإجتماعي والإقتصادي، وسوء توزيع الموارد الطبيعية والبشرية ورأس المال، ويفعل أجواء التوتر بعدم الإصغاء لصوتهم.
أغلقت الأبواب بوجه الشباب، وفتحت التكنلوجيا والتواصل الإجتماعي أبواب مشرعة للمقارنة مع العالم المتحضر؛ فأشعرهم بالإحباط وحرك حافز الإعتراض والإستهزاء بالطبقة السياسية، وهم يدركون في أنفسهم طاقات تتفجر ومستقبل ينتظر، ويكاد يفقد السيطرة؛ مالم يبعدوا عن اليأس وفقدان الطموح والإستسلام واللامبالاة، الذي يدفع للتطرف والخضوع للتوجهات المعادية.
العراق من البلدان التي تشهد إرتفاع نسبة الشباب(60%)، ومن يشارك 78% منهم بالتصويت الإنتخابي؛ بينما لا يشاركون في القرار والمراكز الحكوميةإلاّ نسبة متدنية جداً، وترتفع نسبة العاطلين منهم الى 31%، ويكاد يكون داء فتاك وسم يسري في جسد المجتمع، وتعطيل لأهم مورد ومشغل لطاقة الدولة.
الشباب فترة عمرية يضع فيها الإنسان أساس حياته، ويرسم خطوطها العريضة، إذ لا يقبل الإعتماد على الآخر، وإنحطاط الكرامة والقيمة الأنسانية، في وقت تزاحمه متطلبات التأسيس الشخصي؛ كالدراسة والعمل والسكن وتكوين الأسرة والمكانة الإجتماعية، وشهدت ثمانية دول من بين عشرة نسبة البطالة فيها 16% صراعات أهلية، وإتجاهات حدي سلاحهم بالسلبية،
غزو التكنلوجيا، فتح ما يقارب نصف مليار موقع ألكتروني، شارك فيها مئات ملايين الشباب بشكل يومي، وهم في حالة إنبهار لما تتناقله من صور وأحداث من أقصى العالم بثواني، وأدخلت على المنظومة الفكرية صراعات وأرقام ومعلومات، تحرر في نفس الشباب آفاق التعبير عن خلجات الصدور، وتفاعل سياسي ضاغط بصورة مباشرة، في تسابق لإدخال معلومات متعددة الإتجاهات؛ بلا دقة وتفقد القيود، ما يحفز تطلع المستقبل، وإكتشاف الغبن وضياع الفرص.
الشباب على يقين أن أصابعهم البنفسجية، هي من وضع ساسة على مقاليد الحكم، ولم يلتفتوا لهم، بتصرف يشعرهم بالتهميش وإضعاف الإنتماء وفقدان الفرص.
تغيب دور الشباب الواعي يدفعهم للتساؤل، مقارنين واقعهم مع ما تنقله حواسيبهم وهواتفهم؟! وتجعل منهم بركان معد للإنتفاض وقلب الموازين، لطلب الإصلاحات الشاملة، والإعتراض على الفساد والمحسوبيات، التي هدرت ميزانيات 10 سنوات، ووضعت العراق في الهاوية، وأوصلته لأسوء فتراته التاريخية، بفساد يدار من الدرجات الخاصة، واليوم لا تريد التغيير الذي يتبناه العبادي؟! وقد تمارس ضغوطات من داخل قائمته للإبقاء على نفس الشخوص، وهذا ما يعني الإنصياع للضغوطات الحزبية، ووقوعه بنفس أخطاء سابقه، وبقاء مؤسسة الفساد هي الحاكمة؟!
https://telegram.me/buratha