واثق الجابري
ما لا يقبل الشك أن مخالفة الأعراف السياسية؛ عزلة دائمية وأفعال إرتدادية طبيعتها إنتقامية، تدور بأحلام مريضة مزعجة، متغيرة خاضعة لسيناريوهات معدة سلفاً وأخرى نتائج أفعال عشوائية.
السياسة تحتاج عمق التفكير والحكمة ودرء المخاطر، بإدارة صحيحة تعتمد العمق الثقافي، دون إستغلال المشاعر والأحداث.
إختلاجات هوس السلطة، فرضيات وتفاهات تعتلي عواطف الجماهير، لإثارة قطيعة تتفق فيها مباديء السلطوية مع الإرهاب، بالإعتراض على الديموقراطية بكلام حق يراد به الباطل، وتأجيج الطعن بين المكونات، لإعادة سياسة النظام المباد للسيطرة على المجتمع منقسماً.
مخطط تقسيم العراق يبدأ بإتهام الشيعة بالصفوية والسنة بالوهابية والكورد بالقومية والإنفصال، وسقوط ثلث أراضي العراق، جزء من سلسلة تفكير البعثية والإرهابية، التي لا تقبل بالنظام الجديد والتبادل السلمي للسلطة، من تدبير قيادات فاسدة وإدارات الوكالة وتوريث سوء التخطيط، والتهاوي الى درك التراجع البلاد وادي مظلم لا يعرف قعره.
حقيقة أن الشعب مصدر السلطات وصاحب الحق في إدارة شؤونه، لا تنكر رغم تضليل فوضوية الإدارات السلبية، بعيدة عن سياق بناء الدولة كما يقول سقراط (إذا غابت الحكومة فسوف تعم الفوضى وإذا إنحرفت الحكومة فسوف يسود الإستبداد)، بينما يرى ديزرائيلي (أن السياسة فن حكم البشر عن طريق خداعهم)، والثاني ما تعتمده المنظومة العربية والعراق بالتحديد، الّذي توارث خداع وتضليل الإعلام بأدوات السلطة؟! للحوادث الكارثية من نتاج إدارة سيئة طيلة 8 سنوات، تشكو من التركة الثقيلة، وسوء العلاقات الخارجية والمؤامرات الداخلية، كشماعات يقودها جوق الأبواق والمرتزقة والمعتاشين على الأزمات.
جرائم كبيرة حدثت منذ سقوط الموصل وتكريت وسبايكر وبادوش وسنجار وووو.. الى اليوم، لا توصف بشاعتها، ولم تُنقل تفاصيلها بدقة، إنها جرائم شرف تثير غيرة الإنسان، أشعرت كل شعوب العالم بالخطر.
حادثة الضلوعية إمتداد سيناريو الإرهاب والتسلط، ومن الجرم إستغلال الدماء لتحقيق المأرب السياسية وإسقاط الحكومة، ولا أحد بمنأى عن المسؤلية، لكن أنفاس بعضهم لا تزال تدير أشاعات الرعب وتنشر بوجود جنود محاصرين، وتقود حملة تشهير على القوى السياسية، وهي نفسها من كانت تعطي تقارير مزيفة عن القدرات العسكرية، وبطولات المتخاذلين، والتبجح بصدارة المؤوسسة الامنية؟!
غباء سياسي إستمرار البحث عن عودة عجلة الزمن الى الوراء، بعد سلسلة فشل التجربة، ونحر علني للوطن أن ينساق فريق لأشاعة الرعب والتشكيك والتخوين، ليُقدم جنودنا فريسة سهلة للإرهابين؟!
كلمة باطل يراد بها باطل، دعوات التظاهر في مواقع التواصل الإجتماعي، تنسجم مع توجهات الإرهابين التي تدعو لإسقاط النظام الديموقراطي؟! وطعن بكفاءة أفضل الوزراء الحاليين، بإصرار على نظر الحقيقة بعين الأعور الدجال المخادع، يطالب بمحاسبة حكومة، لا تستطيع خلال شهرين إقتلاع فساد تجذر من 8 سنوات، بأيادي فاسدة لا تختلف مأربها واهدافها ونتائجها عن الإرهاب، وقد إتفقت الدكتاتورية والإرهاب وحب التسلط، على إبادة شعب كامل، ومن الغباء أن يكون شريك في الحكومة، ويضع الشراك لإسقاط تجربة قدمت قوافل شهداء من أجل وطنهم.
https://telegram.me/buratha