المقالات

اللاجئون العراقيون ....أزمة أم مؤامرة

1319 15:11:00 2007-08-10

بقلم: محمد علي الاعرجي

حتى من محنة اللاجئين المفتعلة أبى أبناء عمومتنا العرب إلا أن يستفيدوا ماديا من هذه المحنة ... ولو كان بإمكانهم أن يمتصوا دماءنا لفعلوا ...فأين العروبة والأخوة والمصالح المشتركة، هل نسوا يوم كان العراق مرتعا لكل العربان الجائعة والتي لم تكن تعرف طعم اللحم وبطونها الخاوية لم تشبع من الخبز حتى وصلت ارض العراق وعملت واستقرت وتملكت وتعلم أبناءها في مدارس وجامعات العراق المدنية والعسكرية، بوقت كان أبناء العراق (الصفويون) وقودا لحروب طاغية بغداد الأرعن، ومن سلم منهم طمر تحت التراب أو ترك بلاده لاجئا لينعم بها المصري والأردني والفلسطيني والسوداني والسوري والموريتاني .. وشقق شارع حيفا والصالحية الفخمة في قلب العاصمة بغداد التي سكنها هؤلاء خير دليل على ما نقول، وليس بعيدا عنها منطقة (حي التنك) وهي بيوت معمولة من صفيح الزيت الفارغ، سكنها العراقي ابن البلد أمام مرأى ومسمع طغاة الأمس الغابر(لعنهم الله وأسكنهم قعر جهنم) .

كذلك شقق الصحفيون (ببغاوات صدام ) في عمان الأردن وملايين براميل النفط المجاني لعيون ملكهم الزرقاء ومثيلاتها من الدولارات المودعة في بنوكهم وممتلكات العراق المنهوبة من أسلحة ومعدات وطائرات وعجلات وآثار، كلها استقرت في سوريا والأردن ومصر بعد احتلال العراق عام 2003 من قبل قوات غازية عبرت إلينا من أراضيهم وأجوائهم ومياههم، والآن يذرفون دموع التماسيح على ما تبقى من عراقهم !!!

ولو أردنا أن نعرّف اللاجئ الآن، فمن هو ؟في زمن الطاغية صدام وهروبا من القمع والاستبداد، غادر العراقيون بلدهم واستقروا في ارض الله الواسعة لدول الجوار وغيرها دون أن تكون هناك أزمة، علما إن عدد اللاجئين آنذاك وصل إلى أكثر من ثلاثة ملايين، أما الآن فما هو مبرر اللجوء، هل هو لغرض الحماية والأمان والعيش الرغيد الذي أصبح مستحيلا في العراق، فهذه سياحة وليست لجوءا وأصحابها لديهم ما يمكنّهم من العيش والعمل في الغربة .

وهناك آخرون مطلوبون للقانون، كأزلام النظام السابق من الحرامية والجلادين، فضلا عن عائلة صدام وأقربائه، وهؤلاء أحوالهم ممتازة وبنعيم دائم طالما لم تنفذ من أيديهم بعد مليارات الدولارات التي نهبوها .وغير الذين ذكرنا، لا يوجد مبرر لغيرهم لمغادرة العراق، فان فقد احدهم الأمان في منطقة معينة، يمكنه الانتقال إلى مدينة أخرى آمنة داخل البلد لحين انفراج الوضع الأمني، وهو خير له من التسول في شوارع عمان ودمشق والقاهرة مزاحما أهلها على رغيف العيش ولفة الفلافل العنقودية التي لاتكاد تشبع جياعهم فكيف بالعراقي !على هذا الأساس، لابد للحكومة أن تنتبه لهذه المؤامرة القذرة التي تفوح منها رائحة العمالة ومحاولة الاستئثار بالأموال المخصصة لما يسمى باللاجئين، فالأهم من هؤلاء، هم العراقيين الموجودين داخل بلدهم الذين يتحملون معاناة الإرهاب وانعدام الكهرباء وشحة الوقود، التي انعكست على كل مفردات الحياة اليومية، وأبناء هؤلاء هم من يجب أن تهتم بهم الدولة وتوفر لهم الأمان ليكملوا الدراسة على ضوء الشموع، لا أبناء من تركوا بلادهم وقت الشدّة ويريدون مدارس وبطاقة تموينية وجوازات سفر فئة (ج) تمنح للقتلة والمطلوبين وتجار الحروب ومقاولي الاعمار الوهمي !

فوالله إن التاريخ يكتب وهو شاهد، على من بقوا بداخل العراق فهم أحق بكل دينار من أموال بلدهم، وهو حرام على كل من غادر العراق طلبا للامان والراحة وسعة العيش، وهذا ينطبق على الجميع بما فيهم رجالات الدولة اليوم وكبار موظفيها وصغارهم ممن أوفدوا عوائلهم للخارج ويطالبون بحصص التموين وإعانات مالية لتعليم أبنائهم، في وقت تفتقر مدارس العراق لتيار كهربائي يدير اذرع مروحة سقفية تحرك الهواء فوق رؤوس طلابنا في صيفنا الذريّ .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
thamer
2007-08-11
المقال مع الاسف يحمل الكثير من المغالطات الوضع في العراق مزري ومطلوب من الحكومة ان ترعى العراقيين في اي مكان من العالم ماداموا من رعاياها كنت اتمنى ان ابقى في بلدي لكن الوضع الامني السيء اجبرني على مغادرة البلد وليس بختياري خوفا من القتل على الهويه وخوفا من الاختطاف والابتزاز والسرقه ولم اشعر ان الحكومة قادرة على حمايتي داخل البلد , اني ارى من واجبي الشرعي هو المحافظة على نفسي واهلي ومالي واجبرني على المغادرة فلاتقسو على العراقيين لانهم اجبروا على ترك بيوتهم واموالهم وما رايناه من الفساد الاداري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
عمر بلقاضي : يا عيب يا عيبُ من ملكٍ أضحى بلا شَرَفٍ قد أسلمَ القدسَ للصُّ،هيونِ وانبَطَحا بل قامَ يَدفعُ ...
الموضوع :
قصيدة حلَّ الأجل بمناسبة وفاة القرضاوي
ابراهيم الجليحاوي : لعن الله ارهابي داعش وكل من ساندهم ووقف معهم رحم الله شهدائنا الابرار ...
الموضوع :
مشعان الجبوري يكشف عن اسماء مرتكبي مجزرة قاعدة سبايكر بينهم ابن سبعاوي
مصطفى الهادي : كان يا ماكان في قديم العصر والزمان ، وسالف الدهر والأوان، عندما نخرج لزيارة الإمام الحسين عليه ...
الموضوع :
النائب مصطفى سند يكشف عن التعاقد مع شركة امريكية ادعت انها تعمل في مجال النفط والغاز واتضح تعمل في مجال التسليح ولها تعاون مع اسرائيل
ابو صادق : واخیرا طلع راس الجامعه العربيه امبارك للجميع اذا بقت على الجامعه العربيه هواى راح تتحرر غلسطين ...
الموضوع :
أول تعليق للجامعة العربية على قرار وقف إطلاق النار في غزة
ابو صادق : سلام عليكم بلله عليكم خبروني عن منظمة الجامعه العربيه أهي غافله ام نائمه ام ميته لم نكن ...
الموضوع :
استشهاد 3 صحفيين بقصف إسرائيلى على غزة ليرتفع العدد الى 136 صحفيا منذ بدء الحرب
ابو حسنين : في الدول المتقدمه الغربيه الاباحيه والحريه الجنسيه معروفه للجميع لاكن هنالك قانون شديد بحق المتحرش والمعتدي الجنسي ...
الموضوع :
وزير التعليم يعزل عميد كلية الحاسوب جامعة البصرة من الوظيفة
حسن الخفاجي : الحفيد يقول للجد سر على درب الحسين عليه السلام ممهداً للظهور الشريف وانا سأكمل المسير على نفس ...
الموضوع :
صورة لاسد المقاومة الاسلامية سماحة السيد حسن نصر الله مع حفيده الرضيع تثير مواقع التواصل
عادل العنبكي : رضوان الله تعالى على روح عزيز العراق سماحة حجة الإسلام والمسلمين العلامة المجاهد عبد العزيز الحكيم قدس ...
الموضوع :
بالصور ... احياء الذكرى الخامسة عشرة لرحيل عزيز العراق
فيسبوك