المقالات

العراق من افتعال الأزمات إلى إعادة الثقة

1814 01:11:14 2014-10-09

قبل أكثر من أربع سنوات،بدأت الأوضاع السياسية في العراق تسير باتجاه التازيم وخلق الفجوات بين مكونات الشعب العراقي،ولم تنفع جهود المصالحة الوطنية وملايين الدولارات من راب صدع المجتمع،الذي بدا يتوسع باطار طائفي، شجعت عليه أطراف داخلية وخارجية،من اجل مصالح وحسابات طائفية وانتخابية.

ولم يتوقف الأمر عند حدود التازيم،بل امتد على مدار السنوات الاربع الماضية الى خلق الازمات والاعتياش عليها،سواء من قبل الحكومة،او من قبل اطراف في الحكومة تدعي المعارضة والتهميش والإقصاء،ادى الى تداعيات كبيرة أصابت المجتمع العراقي بمقتل وتسببت بانهيار الوضع الأمني وانعدام الخدمات وتراجع في كافة الملفات.

هذا الافتعال للازمات والاعتياش عليها،لم يقدم للبلد غير المزيد من التراجع ومزيد من التمزق في اللحمة الوطنية والتنافر بين السلطات الثلاث،لان امور البلد تدار وفق التركيبة السكانية ،وبالتالي فان هذه التركيبة منحت السلطات لمكونات الشعب العراقي"القومية والطائفية"،ومعها تزايدت الفجوة،وكثرة الخلافات،ولم يمر يوم دون ازمة ودون مشكلة ،فكان البلد يدور في افلاك مشاكل الرئاسات الثلاث،دون ان يكون للشعب حق في زمن الازمات.

ان المرحلة الحالية التي جاءت على أنقاض المرحلة السابقة ،تتطلب من الجميع مغادرة إرهاصات ومشاكل الزمن الماضي،خاصة مع التغيير في الرئاسات الثلاث الذي دعت اليه المرجعية الدينية العيا،ومع الدعم الدولي والعربي والإقليمي والمحلي الذي حظيت به الحكومة الحالية .
ان التوافق بين الرئاسات الثلاثة،من شانه ان ينسحب على الوضع السياسي برمته في البلد،ومن شانه ان يبدل احوال البلد من حال سيء ومتازم الى حال من الاستقرار والوئام ،خاصة وان معظم مشاكل العراق سياسية اكثر منها امنية،وقد وصلنا الى حالة من الاستنزاف السلبي ،وبات من الضروري على الجميع استخلاص الدروس والعبر من تجربة السنوات الماضية ومن الاحتماء بالأطراف الأخرى ،التي لم تجلب للبلد غير الموت والدمار. 
ان أزمة الثقة بين الفرقاء السياسيين يجب ان تكون من الماضي،ونحن نعيش توحد مكونات الشعب العراقي في اروع تلاحم ،وهي تدافع عن الأراضي العراقية المقدسة ضد تنظيم داعش الإرهابي،كما هو الحال في الضلوعية وامرلي والرمادي وفي سامراء وبلد والدجيل ،بعد ان انكشف غطاء النوايا السيئة والجهات التي تقف ورائها،وبعد ان اختلطت دماء جميع مكونات الشعب العراقي في خندق الدفاع المقدس ضد العصابات الاجرامية.
ليس معيبا ان يحذو قادة الكتل السياسية حذو أبناء الشعب العراقي في مغادرة الأزمات،لكن المعيب ان يستمر بعض القادة السياسيين بمنهج اثارة الازمات والبحث عن المناصب والمغانم والاحتماء خلف الحدود.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك