ما أسهل بحث إستغلال المكاسب في موقع محوري هرمي، أو ثانوي بديل ظلّيْ؛ لكن الأصعب هو الإستطاعة على جعله حيوي تنموي مثمر، يُدير الأزمات لا يُدار بها، ينتصر للمواطن لا ينتصر عليه، يبحث في الخبايا ويلتفت للحقوق لا يلتف عليها، يتوقف ويُراجع لا يقف ويَتراجع، يَعرفْ ويَعترف لا ينكر ويتمادى ولا يُعرّف، يتملك الشجاعة والتحدي ويصارع الفساد، لا يتملك المؤسسة ولا يتمالك دنو النفس الى شهوات وغرائز وبريق كرسيها.
الإعتراف بالتقصير وجرأة إتخاذ القرارات، شجاعة تبدأ بالنفس والأقرب، لديه المشروع ولا يتنازل عن الثوابت، لأن التغيير يحتاج رجال لا يتسترون على عيوب كارثية تطيح بالوطن.
لا يوجد مجال للإستنزاف وقد يبست العروق، والحوادث تمطرنا بقوائم طويلة من الشهداء، ولا سبيل لعودة ماضي التعسف والإستفراد والدكتاتورية، وقفز المراحل وتفشي الإرهاب والفساد؛ إلاّ على أضلاعنا المحنية من نكبات الإرهاب والفساد، ونحن نقف في منتصف تقاطعات السياسة وأذناب الوحوش، مدننا يلتهمها الفقر والعوز ومخلفات البترول، وأخرى يفترسها الإرهاب، ولا يكفي التعويل على المواقف الخارجية، ولا مجال للتلاعب بالجماهير، بذريعة التقاطعات السياسية؛ وكل القوى شريكة في حكومة، ألزمت الكتل إختيار خيرة شخصياتها القيادية، لمجابة قوى شر تكالبت وهي تحمل أفكار مستنقع الرذيلة، وتخفي أصابع الجريمة تحت منديل الإسلام.
السيد عمار الحكيم وعد سابقاً بالصبر لتحقيق النصر والإستعداد للمسؤولية، وفي خطبة صلاة العيد أشار بوضوح الى أنصاره، بأنهم يقفون في مقدمة القافلة، بعد تجرعهم شماتة الشامت وخذلان الناصر؛ وصدقية المشروع صنعت النصر ووضعتهم في قلب الوطن، وهذه مسؤولية عظيمة يدعو للمحافظة عليها بأدامة زخم العمل من شعار شعب لا نخدمه لا نستحق أن نمثله ولا نحمل أسمه أو راية مشروعه.
نجاح المشروع كما يعتقد الحكيم بدعم الأكفاء الناجحين أينما كانوا وتحت أيّ مسمى، والعمل بروح الفريق الواحد المنسجم، وعدم التوقف عن النقد الذاتي والتقّيم والتَقويم واليقضة، لأن سهو المسؤول بداية فشله وإنهياره، والتصحيح والنصح سواء في السلطة أو خارجها، لمواجهة التحديات الكبيرة لإستثمار الفرص الأكبر.
لا توجد دولة فاشلة وإنما قد نجد إدارة فاشلة، والتغاضي إعطاء الشرعية والغطاء للفشل. الحكيم وجه رسالة واضحة الى مواقع المسؤولية العليا، لأن أعتاب البداية الجديدة لا تنجح إلاّ بالقفزات الى الأمام، وتجاوز السلبيات ودعم الإيجابيات والإنطلاق الى أمل جديد.
كتلة المواطن قدمت ثلاثة وزراء مخضرمين، لإستنفار إمكانياتهم وخبرتهم، لمشروع الدولة العصرية العادلة، وهذا نتاج جهود كبيرة وتضحيات، ولا يمكن أن يمرر من خلال الإنتهازيين من أجل شهوة كرسي وبريق سلطة ومنفعة وقتية زائلة، ورغم الثقة الكبيرة بتاريخهم الحافل بالعطاء، لكنه أكد سحب الشرعية والمحاسبة؛ إذا ثبت التقصير وإخلال بالمسؤولية الوطنية التاريخية.
أمنية طال إنتظارها ومسؤولية تاريخية على مَنْ يملك دور في العراق، بالوفاء لشعب صابر، وتجاوز المساحات الضيقة الى الحوار، والبحث عن حلول بسعة الوطن وصبره ومستقبل مشترك ينتظره.
تجربتنا السابقة مريرة حركها من لا يفقه السياسة، ويرتدي لثام الوطنية وحجاب الطائفية، ويعمل بالحزبية والمحسوبية، وليعرف كل الساسة أن عملهم خدمة وطنية وليست مكاسب شخصية، وتحذيرات الحكيم تضع المسؤولين أمام الإختبار، حتى نعرف من يقف مع الإرهاب والتخريب والمفسدين، ومن يقف مع المواطن ووحدة العراق، ومن الشجاعة البداية من النفس والمقربين؛ حتى نستطيع الإنتصار لحقوق المواطن.
https://telegram.me/buratha