تنظيم داعش الإرهابي , شهور وهو يبطش بالمساكين في العراق وسوريا, والعالم يلتزم الصمت! فجاءه تحول داعش إلى عدو كبير يهدد العالم بأسره! اوباما يترك كل شيء ليحشد الصفوف, قادة الدول الغربية بنفس النسق يسيرون, فالمصالح متشابكة, أمراء الخليج يؤيدون الخطوة! فهم مجرد صدى للآخرين, كلها تعلن القلق من داعش, والسعي مع أمريكا لإسقاط الدواعش, تسارع كبير في تشكيل تحالف دولي ضد عصابات داعش الإرهابية, مؤتمرات واجتماعات لإعلان التشكيل.
إما داعش فلا يهمها الأمر ,وبعد كل هذا الصخب, تجتاح عشرات القرى في شمال سوريا في كوباني,وتمسك الأرض في العراق!
يقال إن هدف الحملة هو الحد من تقدم داعش على الأرض , مع غياب الرؤية الواضحة لتحقيق هذا الهدف, فقط تم البدا بضربات جوية محدودة في العراق وسوريا لاماكن تواجد التنظيم, عصابات باتت تهدد مصالح الغرب في المنطقة, لذا استنهضت أمريكا دول العالم للوقوف معها بوجه هذا التهديد, حتى تلك الدويلات المعروفة بدعمها للإرهاب كمملكة إل سعود وقطر وتركيا!
لكن على الأرض الأطروحة التي تتناولها الإعلام وتتمسك بها بعض الكيانات السياسية, أطروحة غريبة ومخيفة بعض الشيء! فقضية تشكيل قوة من أهل السنة فقط! تكون لحماية المناطق السنية, تحت عنوان الحرس الوطني أمر غريب!
والغرابة تأتي من إن المناطق الغربية المخترقة من قبل التنظيمات الإرهابية, وستضطر قوات الجيش العراقي مع قوات الحشد الشعبي لمغادرتها تحت المنطق الجديد الذي يروج له, حيث يفترض ان التشكيل العسكري الجديد هو من سوف يفرض الأمن ! لكن إي امن سيكون ؟مع بقاء التنظيمات الإرهابية والكيانات المحظورة خلف غطاء القوات المناطقية ومشروع التحالف الدولي في حرب داعش!
إذا تم الأمر وتشكل حرس طائفي خاص بالمناطق التي ينشط فيها الإرهاب, يعني هذا عودة قيادات البعث للنشاط والعمل بالداخل للتخريب , فالغطاء توفر لها بعد توفر الحواضن الراعية لها , مما يعني إحساسها بالأمان من إي ملاحقات قانونية , بعد منع تشكيلات الجيش من الدخول , والاكتفاء بالحرس الذي سيشكل, وعودة قيادات البعث, تنذر بخطر حقيقي يهدد البناء الذي تم.
اليوم هنالك العشرات من شيوخ العشائر الفارين خارج البلد, والداعمين للإرهاب , وبعض شيوخ دين قطع الرؤوس , وأصحاب فتاوي الدم, كل هؤلاء سيتوفر لهم غطاء امني يقيهم تلك المطاردة , يعني استئناف نشاطهم من جديد تحت حماية الوضع الجديد. فأي إصلاحا سيكون بهذه الخطوة؟
قضية تسليح هذا الحرس الطائفي قضية خطرة جدا, بل هي ذات إبعاد مخيفة على المستقبل, أولا تنذر بتشكل جيوش متعددة مختلفة الولاء, بل قد يعتبر الجيش العراقي عدوا له! لأنه في مرحلة ما كان الجندي في التشكيل الجديد يقاتل الجيش العراقي, وألان أتت الفرصة لينظم ويسلح ويكون ندا للجيش العراقي, وثانيا الجهة التي تطرح الموضوع وتتحمس له هي ( أمريكا وحلفها) , وتثير كمية من الشكوك.
ان الخطر الذي نحذر منه ,هو خطر التقسيم الطائفي والمناطقي , فالحرس مع هكذا خصائص نذير شؤم لخطة من الخارج سعيا للتقسيم, أجد إن هناك همة غريبة ولا تنتهي عند حد معين للغرب, في الشروع بعملية تقسيم العراق وعبر مشاريع متنوعة, فالهدف عندهم مهم جدا! وألان عبر تأسيس الجيوش حسب جغرافيا المناطق .
نحن نريد حلول تحفظ وحدة العراق, ونبتعد بها عن شبح الحرب, ونعمل على تمازج كل الطوائف والمذاهب تحت عنوان واحد. وهذا لا يكون عن طريق تأسيس الجيوش حسب الانتماء الطائفي, بل عبر الشروع في دعم الجيش العراقي وإبعاده عن الانتماءات وترسيخ قيم الوطنية , ثانيا إن فرض الأمر على العراقيين من قبل القوى العالمية فيجب وضع شروط وتحديد الأمر بمجموعة فقيود, كي لا يترك الأمر هكذا كمصيدة للعراقيين.
فالحذر الشديد مما يراد بالعراق وأهله .
https://telegram.me/buratha