لا يمكن لنا ان نصدق ما حدث في الموصل وتكريت ومناطق أخرى، ولا عقل لمن يقول أن داعش تمتلك تلك القوة التي تهزم جيش بحدود أربعة فرق في سقوط دارماتيكي مدوي، ولا يمكن ان تكون قوة غير نظامية تدير تسيطر وتدير معركة مساحتها الاف الكيلومترات، بينما التقارير العسكرية الى منجزات خلال السنوات السابقة، وإنفق على المؤسسة العسكرية بحدود 25 مليار دولار؟!
داعش لم تحتل الموصل وتكريت، وليس مصادفة جريمة سبايكر وسجن بادوش وقرى بشير وسنجار والصقلاوية، لولا عملية الشراء والبيع والخيانة؟! للمدن والناس والجيش بسعر بخس، لتحصل داعش على الأرض والمال والعرض.
سنوات ونحن نشاهد الضحية ينادي ولا أحد يستجيب، بُحّت الأصوات ولم يحاسب قائد أمني عن تقصير ولا ضابط عن رشوة، ولم يعتذر مسؤول عن خلل ونحن نفقد مئات الضحايا يومياً، ولا تبرير لزيادة السيطرات في الشوارع دون نتائج ملموسة، ولا أسباب لإذلال عوائل الشهداء والجرحى في حصولهم على حقوقهم، بينما يتمتع المجرمون في أفضل أجواء الراحة في السجون المكيفة ووسائل الإتصال بعلم المرتشين.
صفقة نفذها الكبار ودفع ثمنها الصغار، وحالوا أن يلطخوا بعارها كل المجتمع، تمت وقُبضت أرخص الأثمان، وطبعت أسوء وصمة عار في جبين المتخاذلين؟! عملية بيع وشراء بنذالة، لا قتال بشرف المسؤولية.
يستمر الداعشيون بلحاف العشائر وثورة ثيرانها البعثيون في مؤسسات الدولة، ينخرون البلاد كالأرضة داخل المنزل، يحيطون بنا كالنار،فأما الحريق اأو التلطخ بسخامها؟! بعد شراء ضمائر وذمم كبار القادة بالمليارات في الغرف الحمراء؟!
العالم كان صمتاً، ربما لأنه أشاع أن ما يحدث حرب محلية، وأنهار القاذورات إستمرت تنهال على الإرهابيين من كل مكان، حتى تتفاخر داعش إنها اليوم تملك الأرض والمال وأبار البترول والأتاوات، ولا تحتاج للإستجداء من بنوك الخليج، منصبة لنفسها دولة وحكام شرعين، لا تحتاج الى فتاوى النكاح وقص الرقاب وبيع وشراء النساء.
إنهالت علينا القرارات الدولية؛ حتى سكتت أصوات البعران والثيران عن الضربات الأمريكية، فتحرك البعثيون من جانبين أحدهما إتهام العبادي بالخضوع للمطالب، والثاني بقايا حرس صدام يقودهم عرب وجنسيات مختلفة ومرتزقة، لفتح جبهة جديدة في جنوب بغداد والوصول الى أطرافها والبساتين الكثيفة، والإلتفاف على قوى الحشد الشعبي والجيش العراقي كما في حوادث سابقة.
مَنْ يبيع المناصب ويُهرب النفط والمخدرات، ومعتاشاً على الجنود الفضائيين؟! هو من فرط بأرض العراق وترك الجنود في ساحة المعركة بلا سلاح ولاغذاء وماء، ولا يتردد من بيع سرايا الحشد الشعبي بقطع الإمدادات الطعام والرواتب.
الحشد الشعبي لم يأتوا الى ساحات القتال والتضحية بالنفس طلباً للوظيفة والمال، ولا يعاملون كموظفين أو تجار ينتظرون الأرباح لإطعام عوائلهم، ومن الغريب في هذه الظروف الحساسة تظهر مشكلة توقف رواتب الحشد الوطني، نعم لم يستلموا رواتب لحد الأن بذرائع إختلاف السجلات وكثرة الأسماء، ولا نستغرب من تلك الأدوات التي تنخر المؤسسة العسكرية والحكومية وباعت ثلث العراق وألاف الشهداء من أبنائه؛ أن تُحرِم هؤلاء الفقراء وتريد تثبيط عزيمة المتحمسين لخدمة وطنهم، و تقصد إفقارهم ليعودوا من جبهات القتال، ويقبض الخونة الدولارات المتبقية من صفقاتهم المشينة؟!
https://telegram.me/buratha