تركة ضخمة من المشاكل في وزارة النفط, خلفتها ثماني سنوات من الضياع, مشاكل مع الداخل عبر صنع أزمات لا تنفع ,مشاكل مع الإقليم ,مشاكل في المؤانى , مشاكل في المصافي , مشاكل في علاقتنا مع الشركات العالمية, ضعف في السياسة النفطية, تداخل عميق بين العلاقات السياسية وأداء الوزارة النفطي, ومشكلة مرور النفط عبر المناطق الشمالية.
المشاكل ليست مستحيلة,بوجود قيادة جديدة تمتلك رؤية وبرنامج.
ان مشكلة الإقليم كانت مرتبطة بسياسة المالكي المتشنجة, واعتماده على التهريج الإعلامي قدر الإمكان, سعيا للتحشيد الجماهيري معه, مما أضاع على العراق فرصة الانجاز النفطي, وتحقيق صادرات مستقرة, بالإضافة للدفع بالطرف الأخر نحو سياسات متشنجة مماثلة كردة فعل, هذا الأمر يجب أن يكون من أولويات الوزارة الجديدة, لإيجاد حل خصوصا طبيعة ما يتميز به من مقبولية لكل الأطراف خصوصا الجانب الكوردي, ومن هذه النقطة ينطلق الأمل, في لملمة أزمة المالكي النفطية والشروع بسياسة نفطية جديدة مع الإقليم.
الأمر الأخر متمثل في الأزمات الأخيرة التي حصلت, مع الإقليم ومع دخول داعش للموصل والوضع الجديد لكركوك, كلها وضعت البلد إمام تحدي جديد, وهي استقرار الإنتاج, وكيفية الاستمرار بالحفاظ على تصدير الحصة العراقية في منظمة الأوبك, حيث يحتم الأمر على الوزارة أولا الاهتمام الأكبر بالمحافظات الجنوبية, ووضع خطة لإنشاء شبكة متكاملة للإنتاج والتكرير والتصدير, بحيث يمكن إن تغطي حصة العراق كاملة مع أفكار للإنتاج الأكبر.ومن ناحية أخرى السعي لحل مشاكلنا مع الإقليم بما يخص الإنتاج النفطي في الحقول الشمالية.
إما منافذ التصدير فألاهم حل المشاكل مع الإخوة الكورد, بالإضافة لفتح سياسة جديدة مع الجارة تركيا تضمن حقوق العراق, تلك الحقوق التي تم التفريط بها طيلة الفترة الماضية, بالإضافة لتشكيل رؤية جديدة في كيفية الوصول لأسواق جديدة تضمن بيع الزيادة في الإنتاج.
جانب مهم يجب عدم تغييبه كما حاصل ألان, وهو الغاز العراقي المتسرب للفضاء,جراء عدم تشكل إرادة للإنتاج, فيضيع مع عمليات التكرير للفضاء, مبتعدا حاملا معه ملايين الدولارات يوميا, الغاز اليوم عصب الاقتصاد , ومشاكل الغرب والشرق الأوربي هو أساسها , فلما لا يكون لنا خطة لإنتاج الغاز وتصديره, والأسواق العالمية راغبة جدا بالغاز للحاجات المتزايدة ,وكذلك للهروب من الاحتكار لمنتجين معدودين, الأفكار كثيرة بشان الغاز وكلها تصب لصالح البلد.
ولابد للإشارة إلى أهمية تغيير المدراء العامين الذين مر عليهم أكثر من أربع سنوات, بقرار شجاع يغير الصورة القاتمة, ويلغي شبكات العلاقات والفساد التي تم بنائها بالاعتماد على مدراء فاسدين, ليس صعبا على أدارة حكيمة تسعى لتغيير الواقع الفاسد.
هذه الأفكار أكيد ليست غائبة عن السيد الوزير, فالوزير نأمل منه خيرا, خصوصا انه من كتلة المواطن ذات البرنامج والرؤيا والقيادة المتكاملة, وننتظر منه الانجازات التي ستغير الكثير من البقع السوداء, التي تراكمت بفعل الفساد والكسل والغباء.
نعم ستكون المواجهة الحقيقية مع منظومة الفساد, التي أوجدتها ثماني سنوات من الضياع, تيار جارف من المفسدين قيادات ضخمة, وبقايا البعث لازالت تتحكم ببعض مفاصل المصافي والوزارة.
وكما قيل قديما السمكة القوية هي التي تستطيع العوم ضد التيار, في حين يستطيع حتى السمك الميت إن يعوم مع التيار.
https://telegram.me/buratha