المقالات

كلية الفقه العلامة الفارقة في جبين جامعة الكوفة بين الواقع والطموح – الحلقة الأولى

1666 17:14:27 2014-09-21

حركة إصلاحية قادها الشيخ المظفر ليعلن انطلاقة كلية الفقه كنموذج إصلاحي جديد في عالم الثقافة والمعرفة وطريق الإجتهاد – أوان لم تكن الطرق آنذاك معبدة له من محيطه الداخلي ناهيك عن غيره – صرحاً علمياً شامخاً يسلكه الواعون المثقفون من الإسلاميين بمسلك حوزوي أو غيره ؛ ليرفد الدعاة ويرفدوا .
يرفدهم بإشعاع المعرفة الثاقب الأصيل بنحو الموسوعية النسبية وفق متطلبات العصر حينها . ويرفدوا العالم المكتسب المتعطش بكل أصقاع العالم .
مدخلات أتعبت الكثير في نواح شتى لكن ظهر منها مخرجات يفتخر التاريخ بمثلها كالدكتور محمد بحر العلوم والسيد محمد الصدر والسيد عدنان البكاء والشيخ أحمد الوائلي والشيخ فاضل المالكي والسيد كمال الحيدري وغيرهم عشرات من المتألقين في ساحات الإبداع ومئات من المبلغين في أصقاع العالم وملايين الشخصيات التي سلكت مجال التعليم لترفد الجيل هنا وهناك كيف لا والقائمون على سدة المشروع أعلام في مستوى المعمورة . دأبهم العطاء . منهجهم الإبداع والارتقاء ، حملوا أعباء سنين عجاف ولم يملوا أو يتململوا ولم يسعوا للقمة سائغة يكتسبونها - من تقلد إدارة جرداء أو منصب لا يفقه محتواه أو يرفد لجنة ومنهج لا يعرف كيف يمنهج إليه الطريق كي يصل غايته - ؛ لذا اعتلت وتألقت ونافست صروح ضخمة كأزهر مصر وزيتونة تونس والقرويين في المغرب فصدعت وكانت فقه النجف الأشرف مناراً يحتذا به .
في هذا المقام لا يسعني إلا الإطلالة فقط بهذا المقام – وسأزيد البيان في حلقة ثانية - فالقلم يأبى أن يتخطى من هم أوضح من الشمس وأبين من الأمس وأجلى من اليوم ؛ فذاك السيد الحكيم كان رمزاً لعنوانها ، ليخلف الأمر لفياضها يفيض عليها بحسن التدبير لتقف السفينة على مدى عقد من الزمن بل يزيد عند سماحة السيد عدنان البكاء عميداً لها يصاحبه الأفذاذ ممن كان ومن التحق لاحقاً : سلفاً ومعية وبعداً .
إنَّهم رجال العلم والمعرفة الحقيقية رواية ودراية ، فذاك الشيخ محمد تقي الإيرواني والشيخ كاظم شمشاد والشيخ مهدي مطر والشيخ هادي حموزي والشيخ عبد الهادي الفضلي والشيخ أحمد البهادلي – الذي وضع لكلية الفقه حينها 12 منهجاً مقرراً منذ أواخر الستينات ومطلع السبعينيات من القرن المنصرم والذي تلاقفته الأيدي يوم كانت الأرض عطشى وذاك النظام البعثي يتصيد بماء عكر محارباً سراً وعلناً محاولين تسنين الفقه ؛ ليشمِّر عن ساعديه موصلاً الليل بالنهار ؛ ليمثل النجف الأشرف نقطة التشيع ويواجه المصاعب يوم أمرت الدولة العراقية توحيد منهجي كلية الشريعة في جامعة بغداد وكلية الفقه في النجف الأشرف ، متحملاً بتلك الأيام وعاديات الأزمان بعد أن بانت تلك الهوة ورفض الإنقياد بعد أن بانت المسألة بينونتها الكبرى من كل ما ليس له مساس بالتشيع نصيب ، ويتخطى بدعم الحابين لينهض بمشروع الدراسات العليا مترئساً لها عام 1987م – . ثم ليعمل الركب سوية في انطلاقة الدراسات العليا يؤسسوا ويخططوا كيف يغتنموا الفرص التي تمر مر السحاب ليبذروا بذرة علمية أخلاقية نائية عن الأنا الحاكمة فيها ، ونعم ما بذروا من عناوين أصبحت مصادر في عالم اليوم من كافيها وتهذيبها وعاملها ومال قاصريها .... الخ ،وشواهد العصر عند شيخنا الدكتور الصغير في أسسه التفسيرية ومحاضراته القرآنية التي أستلبت من أسماء معروفة اليوم علناً آثر حينها أن ينشر العلم ولا يهمه أكان التعريف باسمه أو بأمر آخر ما دامت المنفعة سارية ... فكان مدرسة لها نصيب من الدعوة الصادقة ليترجم للطلبة حسن الحلم مع قدرة اللسان. ودكتورنا الكاظم البكاء ذاك فصيح اللسان عذب الخاطر متواضع الجنب ، وسيدنا الدكتور الحكيم حسن المثال في الخلق الرفيع والباع الطويل ، متصفحاً نظرة الأبوة الهادئة والعلم المتمايل لثقله مع أستاذنا الراحل شيخنا الظالمي ناثراً له ورود الرحمة بمثواه متحلياً بأنشودة العطاء المترامي الأطراف حليها حازماً بمراده واصلاً عطائه ، وغيرهم كثير يعجز عن وصفهم القلم بعجالة الوقت ليتصدى لذكرهم ، فالشمس أوضح من أن يشير لوهجها شعاعها وهو منها . وليس من أثر اليوم لواحد منهم.
إطلالة ترابية على مسلك هذا الصرح لتحل عقدة النقص من نظام لم يعرف للعلم هوادة بمشارب عدة فهو لم يكتف بمنع مصادرها وتجفيف مناهجها والسيف المعلق على الأعناق وقتها ، وما أن رأى الصرح العملاق ينمو ويتألق عمد إلى هدم كادرها بالتشهير بدعوى حب النساء تارة والاعتقال أخرى والرمي بالجنون ثالثة والانتماء لهم رابعة والتهديد بالفصل خامسة ، وهكذا دواليك ، لكنهم صمدوا وكانوا كالحديد كلما ازدادوا عليه بالطرق ازداد صلابة ، وكالسفن الكبيرة المثقلة لا يتعبها الإبحار البعيد الطويل ولا تعلوها موجة عابرة ؛ ليطفئ السراج عليها ويلقى بكادرها وطلابها وتراثها هنا وهناك يتلاقفون مغنمه بين بابل وبغداد وشظاظ الكوفة ، لكنهم غفلوا أنًّ التشيع حين حورب والقي أهله في أطراف العالم شيَّع العالم .
ثم تعود الفقه من جديد بعد غياب سنين طوال ويؤسفني القول وبصراحة العبارة كوني الشاهد فيها إنَّ تلك الترابية بذاتها لابستها نداوة فلم تنهض كما كانت ولم تحلق وأثقلت حتى لازمت السكون والاجترار ولا غرابة أن يزداد الجهل حين تكون مكتسبة متأثرة حسب لا كاسبة مؤثرة فهل يا ترى ستشرق عليها شمس صارخة وحرارة صيف قيض هادر ليذهب بخريفها الجارد و بقرص شتائها وسبات أحلامها وتجفيف ركودها ، وريح صرصر تنحت درن الأنا المتعالي فيها حتى تسلق أكثرهم قمم الجبال وقالوا أنَّ الناس صغار لا يستحقون وغفلوا كيف نراهم ونحن في سفح الجبل .
متى يحل الربيع ويحط رحله فيها ببهجة الرحمة والتسامي وطيف المحبة وسمو الذات ليورق من جديد ويعود الوحل تراباً ليتطاير من جديد ولا يعرف له هوادة . ومتى تجتمع فيها الأشعة المتناثرة من جديد لتبادر بانطلاقة حاسمة لقطف ثمار السلف بيد الخلف وتأبى الرماح إذا ما اجتمعن تكسراً .
إنَّه زخرف القول والأكاذيب الباطلة يلقونها هنا وهناك بعد أن تغلغلت فيهم شائعات البعث من حيث لا يشعرون فقالوا ساحر أو مجنون ، محب للنساء متكبر ، لا يفقه شيئاً ، دعونا وشأننا فإنها لقمة سائغة نقضمها قضم الإبل لنبتة الربيع ولا تحسبن الله غافلاً عما يفعلون .
إنّه البلاء أو الإبتلاء فتخيل الناس أنَّ التواضع ضعف والتسامح ذلة ومد يد العون بالانحناء والنزول للآخر خسة ولم يعرفوا أنَّ الساقط على الأرض يحتاج من ينزل إليه قليلاً كي يرفعه فتعالت الصيحة من الجهلاء يوماً بعد آخر ونحن نعلم ما توسوس لهم النفس والأمة بعلمائها حسب ولا يخفى على اللبيب ما نعني .
والصرح كلما أبحر وسار أبعد تهاوى وتهاوى ليعاد ترتيب الأوراق من جديد وقلنا مراراً إنَّها عاديات الزمان فرأينا هوان الدنيا على الله تعالى فمتى ينبعث أشقاها ليخضب هذه من هذه وتنتهي الحكاية ؟؟ .
أيفاتح وتد من أوتادها وأس من أسسها من رعيل رعيله ليحكموا أنَّ منهجاً كتب قبل عقود أنَّ لغته الفقهية قديمة أيا لله وللشورى هل على الأئمة (ع ) أن يعيدوا حديث أحكامهم بلغة العصر أو على أبي حنيفة وسائر أئمتهم أن يعيدوا صياغة أحكامهم ليفقهها المتفقهة اليوم ؟ . ألم يكن في منهجهم درس الكتاب القديم مبررين أنه لغة الرسالة والفقه يؤخذ من القدماء ؟ .
ألم نطرح كتاباً أصولياً بلغة عصرية جديدة مطابقة بسلاستها ما تقتضيه حاجة الأساتيذ – للأسف – فضلاً عن طلابها لكنهم ما طفقوا حتى لبى أحدهم لا حاجة لنا به وعندنا القديم وهو التراث الخصب وغفلوا أنَّ أصول الفقه يؤخذ بعرفنا من المتأخرين أو أنًّه الحسد والبغض ليس إلا ؟ يا له من تناقض يضحك الثكلى .
سمعنا ودرسنا الحديث بل ولدينا إجازة من مشاهير الرجال برواية الكتب الأربع وملحقاتها ، ودرسنا الحديث رواية ودراية أعواماً ومررنا بتاريخه ولكن أقول للتاريخ أنَّ التدوين أمر وتاريخه شيء آخر لا يتجاوز ذكر مساره صفحات قلائل لا تتجاوز الأيدي فكيف نجعله مقرراً سنوياً ؟ هل هي التخمة أو اللامعرفة أو الإجترار بالعنوان وأضاعة الوقت وهدر العمر والتغطية الشكلية بأسماء عملاقة ؟؟ .
الله الله في تراث الأمة وصروحها . أيها القائمون على الأعتاب إليكم نصيحتي وأرشدكم بحكم الأخوة والوفاء الذي لم أعهده منكم وعهدتموه مني أن تسير العجلة في طرق معبدة ليسهل الوصول للغاية المتوخاة وتبتعدوا عن الطرق الوعرة خشية إملاق فالله يرزقكم وإياهم وإلا فان عتاب أمير المؤمنين (ع ) حاضر بين ظهرانيكم بعد أن ألقيتم اللحم المسموم للأسود لترحل من بينكم فاعلموا انًّ الشمس حين تعتري الغيوم أشعتها لا تقف عن العطاء فيبقى انتفاع الناس بها رغم غيابها عن الأنظار وسيأتي اليوم الذي تنجلي به تلك الغيوم .
ما أوحشنا بهذه الأيام لاتصالات هاتفية كالتي سبقت منذ أشهر وقلبت الأمور رأساً على عقب في ليلة ظلماء يفتقد فيها البدر واضطربت فيها الخطوب كلٌ سعى حينها أن يتشبث هنا أو هناك خشية أن يكون مرمى من المرامي القادمة وكأني أرى نداء قريباً يلوح في الأفق سيهز العروش لتنقلب الآية وتصح بنحو التطبيق مقولة : ( لا يصح إلا الصحيح ) وتذهب مقولة : ( إذهب لا حاجة لنا بك ) .
رحمك الله تعالى أيها الشيخ المؤسس وحفظ الباقين والسائرين على نهجه ورحم الراحلين وسدد من حمل اللواء بحق محمد وآله الطاهرين .والسلام.20/9/2014
حركة إصلاحية قادها الشيخ المظفر ليعلن انطلاقة كلية الفقه كنموذج إصلاحي جديد في عالم الثقافة والمعرفة وطريق الإجتهاد – أوان لم تكن الطرق آنذاك معبدة له من محيطه الداخلي ناهيك عن غيره – صرحاً علمياً شامخاً يسلكه الواعون المثقفون من الإسلاميين بمسلك حوزوي أو غيره ؛ ليرفد الدعاة ويرفدوا .
يرفدهم بإشعاع المعرفة الثاقب الأصيل بنحو الموسوعية النسبية وفق متطلبات العصر حينها . ويرفدوا العالم المكتسب المتعطش بكل أصقاع العالم .
مدخلات أتعبت الكثير في نواح شتى لكن ظهر منها مخرجات يفتخر التاريخ بمثلها كالدكتور محمد بحر العلوم والسيد محمد الصدر والسيد عدنان البكاء والشيخ أحمد الوائلي والشيخ فاضل المالكي والسيد كمال الحيدري وغيرهم عشرات من المتألقين في ساحات الإبداع ومئات من المبلغين في أصقاع العالم وملايين الشخصيات التي سلكت مجال التعليم لترفد الجيل هنا وهناك كيف لا والقائمون على سدة المشروع أعلام في مستوى المعمورة . دأبهم العطاء . منهجهم الإبداع والارتقاء ، حملوا أعباء سنين عجاف ولم يملوا أو يتململوا ولم يسعوا للقمة سائغة يكتسبونها - من تقلد إدارة جرداء أو منصب لا يفقه محتواه أو يرفد لجنة ومنهج لا يعرف كيف يمنهج إليه الطريق كي يصل غايته - ؛ لذا اعتلت وتألقت ونافست صروح ضخمة كأزهر مصر وزيتونة تونس والقرويين في المغرب فصدعت وكانت فقه النجف الأشرف مناراً يحتذا به .
في هذا المقام لا يسعني إلا الإطلالة فقط بهذا المقام – وسأزيد البيان في حلقة ثانية - فالقلم يأبى أن يتخطى من هم أوضح من الشمس وأبين من الأمس وأجلى من اليوم ؛ فذاك السيد الحكيم كان رمزاً لعنوانها ، ليخلف الأمر لفياضها يفيض عليها بحسن التدبير لتقف السفينة على مدى عقد من الزمن بل يزيد عند سماحة السيد عدنان البكاء عميداً لها يصاحبه الأفذاذ ممن كان ومن التحق لاحقاً : سلفاً ومعية وبعداً .
إنَّهم رجال العلم والمعرفة الحقيقية رواية ودراية ، فذاك الشيخ محمد تقي الإيرواني والشيخ كاظم شمشاد والشيخ مهدي مطر والشيخ هادي حموزي والشيخ عبد الهادي الفضلي والشيخ أحمد البهادلي – الذي وضع لكلية الفقه حينها 12 منهجاً مقرراً منذ أواخر الستينات ومطلع السبعينيات من القرن المنصرم والذي تلاقفته الأيدي يوم كانت الأرض عطشى وذاك النظام البعثي يتصيد بماء عكر محارباً سراً وعلناً محاولين تسنين الفقه ؛ ليشمِّر عن ساعديه موصلاً الليل بالنهار ؛ ليمثل النجف الأشرف نقطة التشيع ويواجه المصاعب يوم أمرت الدولة العراقية توحيد منهجي كلية الشريعة في جامعة بغداد وكلية الفقه في النجف الأشرف ، متحملاً بتلك الأيام وعاديات الأزمان بعد أن بانت تلك الهوة ورفض الإنقياد بعد أن بانت المسألة بينونتها الكبرى من كل ما ليس له مساس بالتشيع نصيب ، ويتخطى بدعم الحابين لينهض بمشروع الدراسات العليا مترئساً لها عام 1987م – . ثم ليعمل الركب سوية في انطلاقة الدراسات العليا يؤسسوا ويخططوا كيف يغتنموا الفرص التي تمر مر السحاب ليبذروا بذرة علمية أخلاقية نائية عن الأنا الحاكمة فيها ، ونعم ما بذروا من عناوين أصبحت مصادر في عالم اليوم من كافيها وتهذيبها وعاملها ومال قاصريها .... الخ ،وشواهد العصر عند شيخنا الدكتور الصغير في أسسه التفسيرية ومحاضراته القرآنية التي أستلبت من أسماء معروفة اليوم علناً آثر حينها أن ينشر العلم ولا يهمه أكان التعريف باسمه أو بأمر آخر ما دامت المنفعة سارية ... فكان مدرسة لها نصيب من الدعوة الصادقة ليترجم للطلبة حسن الحلم مع قدرة اللسان. ودكتورنا الكاظم البكاء ذاك فصيح اللسان عذب الخاطر متواضع الجنب ، وسيدنا الدكتور الحكيم حسن المثال في الخلق الرفيع والباع الطويل ، متصفحاً نظرة الأبوة الهادئة والعلم المتمايل لثقله مع أستاذنا الراحل شيخنا الظالمي ناثراً له ورود الرحمة بمثواه متحلياً بأنشودة العطاء المترامي الأطراف حليها حازماً بمراده واصلاً عطائه ، وغيرهم كثير يعجز عن وصفهم القلم بعجالة الوقت ليتصدى لذكرهم ، فالشمس أوضح من أن يشير لوهجها شعاعها وهو منها . وليس من أثر اليوم لواحد منهم.
إطلالة ترابية على مسلك هذا الصرح لتحل عقدة النقص من نظام لم يعرف للعلم هوادة بمشارب عدة فهو لم يكتف بمنع مصادرها وتجفيف مناهجها والسيف المعلق على الأعناق وقتها ، وما أن رأى الصرح العملاق ينمو ويتألق عمد إلى هدم كادرها بالتشهير بدعوى حب النساء تارة والاعتقال أخرى والرمي بالجنون ثالثة والانتماء لهم رابعة والتهديد بالفصل خامسة ، وهكذا دواليك ، لكنهم صمدوا وكانوا كالحديد كلما ازدادوا عليه بالطرق ازداد صلابة ، وكالسفن الكبيرة المثقلة لا يتعبها الإبحار البعيد الطويل ولا تعلوها موجة عابرة ؛ ليطفئ السراج عليها ويلقى بكادرها وطلابها وتراثها هنا وهناك يتلاقفون مغنمه بين بابل وبغداد وشظاظ الكوفة ، لكنهم غفلوا أنًّ التشيع حين حورب والقي أهله في أطراف العالم شيَّع العالم .
ثم تعود الفقه من جديد بعد غياب سنين طوال ويؤسفني القول وبصراحة العبارة كوني الشاهد فيها إنَّ تلك الترابية بذاتها لابستها نداوة فلم تنهض كما كانت ولم تحلق وأثقلت حتى لازمت السكون والاجترار ولا غرابة أن يزداد الجهل حين تكون مكتسبة متأثرة حسب لا كاسبة مؤثرة فهل يا ترى ستشرق عليها شمس صارخة وحرارة صيف قيض هادر ليذهب بخريفها الجارد و بقرص شتائها وسبات أحلامها وتجفيف ركودها ، وريح صرصر تنحت درن الأنا المتعالي فيها حتى تسلق أكثرهم قمم الجبال وقالوا أنَّ الناس صغار لا يستحقون وغفلوا كيف نراهم ونحن في سفح الجبل .
متى يحل الربيع ويحط رحله فيها ببهجة الرحمة والتسامي وطيف المحبة وسمو الذات ليورق من جديد ويعود الوحل تراباً ليتطاير من جديد ولا يعرف له هوادة . ومتى تجتمع فيها الأشعة المتناثرة من جديد لتبادر بانطلاقة حاسمة لقطف ثمار السلف بيد الخلف وتأبى الرماح إذا ما اجتمعن تكسراً .
إنَّه زخرف القول والأكاذيب الباطلة يلقونها هنا وهناك بعد أن تغلغلت فيهم شائعات البعث من حيث لا يشعرون فقالوا ساحر أو مجنون ، محب للنساء متكبر ، لا يفقه شيئاً ، دعونا وشأننا فإنها لقمة سائغة نقضمها قضم الإبل لنبتة الربيع ولا تحسبن الله غافلاً عما يفعلون .
إنّه البلاء أو الإبتلاء فتخيل الناس أنَّ التواضع ضعف والتسامح ذلة ومد يد العون بالانحناء والنزول للآخر خسة ولم يعرفوا أنَّ الساقط على الأرض يحتاج من ينزل إليه قليلاً كي يرفعه فتعالت الصيحة من الجهلاء يوماً بعد آخر ونحن نعلم ما توسوس لهم النفس والأمة بعلمائها حسب ولا يخفى على اللبيب ما نعني .
والصرح كلما أبحر وسار أبعد تهاوى وتهاوى ليعاد ترتيب الأوراق من جديد وقلنا مراراً إنَّها عاديات الزمان فرأينا هوان الدنيا على الله تعالى فمتى ينبعث أشقاها ليخضب هذه من هذه وتنتهي الحكاية ؟؟ .
أيفاتح وتد من أوتادها وأس من أسسها من رعيل رعيله ليحكموا أنَّ منهجاً كتب قبل عقود أنَّ لغته الفقهية قديمة أيا لله وللشورى هل على الأئمة (ع ) أن يعيدوا حديث أحكامهم بلغة العصر أو على أبي حنيفة وسائر أئمتهم أن يعيدوا صياغة أحكامهم ليفقهها المتفقهة اليوم ؟ . ألم يكن في منهجهم درس الكتاب القديم مبررين أنه لغة الرسالة والفقه يؤخذ من القدماء ؟ .
ألم نطرح كتاباً أصولياً بلغة عصرية جديدة مطابقة بسلاستها ما تقتضيه حاجة الأساتيذ – للأسف – فضلاً عن طلابها لكنهم ما طفقوا حتى لبى أحدهم لا حاجة لنا به وعندنا القديم وهو التراث الخصب وغفلوا أنَّ أصول الفقه يؤخذ بعرفنا من المتأخرين أو أنًّه الحسد والبغض ليس إلا ؟ يا له من تناقض يضحك الثكلى .
سمعنا ودرسنا الحديث بل ولدينا إجازة من مشاهير الرجال برواية الكتب الأربع وملحقاتها ، ودرسنا الحديث رواية ودراية أعواماً ومررنا بتاريخه ولكن أقول للتاريخ أنَّ التدوين أمر وتاريخه شيء آخر لا يتجاوز ذكر مساره صفحات قلائل لا تتجاوز الأيدي فكيف نجعله مقرراً سنوياً ؟ هل هي التخمة أو اللامعرفة أو الإجترار بالعنوان وأضاعة الوقت وهدر العمر والتغطية الشكلية بأسماء عملاقة ؟؟ .
الله الله في تراث الأمة وصروحها . أيها القائمون على الأعتاب إليكم نصيحتي وأرشدكم بحكم الأخوة والوفاء الذي لم أعهده منكم وعهدتموه مني أن تسير العجلة في طرق معبدة ليسهل الوصول للغاية المتوخاة وتبتعدوا عن الطرق الوعرة خشية إملاق فالله يرزقكم وإياهم وإلا فان عتاب أمير المؤمنين (ع ) حاضر بين ظهرانيكم بعد أن ألقيتم اللحم المسموم للأسود لترحل من بينكم فاعلموا انًّ الشمس حين تعتري الغيوم أشعتها لا تقف عن العطاء فيبقى انتفاع الناس بها رغم غيابها عن الأنظار وسيأتي اليوم الذي تنجلي به تلك الغيوم .
ما أوحشنا بهذه الأيام لاتصالات هاتفية كالتي سبقت منذ أشهر وقلبت الأمور رأساً على عقب في ليلة ظلماء يفتقد فيها البدر واضطربت فيها الخطوب كلٌ سعى حينها أن يتشبث هنا أو هناك خشية أن يكون مرمى من المرامي القادمة وكأني أرى نداء قريباً يلوح في الأفق سيهز العروش لتنقلب الآية وتصح بنحو التطبيق مقولة : ( لا يصح إلا الصحيح ) وتذهب مقولة : ( إذهب لا حاجة لنا بك ) .
رحمك الله تعالى أيها الشيخ المؤسس وحفظ الباقين والسائرين على نهجه ورحم الراحلين وسدد من حمل اللواء بحق محمد وآله الطاهرين .والسلام.20/9/2014

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك