المجتمعات تموت أحياناً في طريق الحرية، وتتعذب بالويلات قبل الموت؛ حينما تذبح غايتها قبل الوصول إليها، ومن وصل الى الرمق الأخير لا يمكن إسعافه بالكلمات الرنانة وأصدائها الطنانة، بلا نكهة طيب تراكيب بطعم العسل؛ فليس كل مرارة تعني دواء ولا كل متعصب يذود عن الحق؟!
بعض المخلوقات السياسية، لا تجيد سوى التسلق على الأكتاف، والتربع على الرقاب، تشعل الفوضى وقت إطفائها مصابيح الوعي، وتشويش الرؤية وإنتهاء أمل إنقضاء الفاقة.
الجماهير بالأصل تكره طوابير توزيع الأزمات، والإنتهازية التي تضع يدها على الصدر وتدفعك للخلف، لإحتلال القمة وسلب اللقمة وبعث النقمة وتسبب الحمى، تعيد ليل طويل من الزحف على الذراعين والركبتين، مطاردين بكلام فاقد ماء الجبين والوجنتين، بعصي المعصية والتنكر للنعمة؟!ّ ونرقب الأقزام تصعد بسرعة الرصاص الى صدر من فارق حياة الإستقرار والأمن والطمأنينة.
كثيرون من يحاولون تدوير مخلفات السياسة، وإنتاج وجوه بالية زائفة بمدح طفح زبد الضحالة والمهازل وإرتجاع القيم، لإصابة الشعوب بعدوى التشنج والتناصب، والتجويع الى تحت خط الفقر وسوء الإدارة الى حد التردي، ويصبح لا مفر من إرتجالية النساء، وتقعس تقاسيم وجوه الرجال، سوى الهروب ولعن التغيير وسيارات الدفع الرباعي وقضم الأصابع البنفسجية؟! وأن البصل والتمر والخبز، أفضل من مائدة حمراء منقوعة بالفساد تنهمر من تحت أفرشتها الدماء، وصرير تحركاتها على أنين الثكالى؟! وتقطع أكباد الأمهات؟! يسيل عليها لعاب السموم المنتشر في الرئات وحول الزفير الى نباح؟!
حربنا مع المتقولين مسألة وجود، تجاوزت حدود الإنسانية والأخلاقية، بعد زور الشهادة؟! وتهديد الشاهد ؟!وفقدان جثة الشهيد؟! وعدم معرفة مكان الإستشهاد؟! ولا عجب بعد أن صار الطبيب البيطري يرعى حقوق الإنسان، وبائع البيض والطيور خبير إقتصاد، وإستوزر الفاسدون بالمتملقين وشباب الفيس بوك، وجعبة الوطن الحزين مفتوحة تهيل عليهم أموال لإدارة الإستراتيجية الشخصية، كالمناشير يَقضمون ويُقضمون بلا هوادة، بدفع الناس من الظهر الى الذبح من القفا، وتقديم الرقاب الى السكاكين وطعماً للأسماك والوحوش؟!
ثورتنا من مهودنا الى لحدونا عقيدة وطن، ترمل مقلوع الجذور ينزح من حي لأخر بحثاً عن لحظة امان وبُعداً عن مأزق تمزيق المستهزئون.
خرجنا من حكومة الضجيج ودخلنا معترك العجيج، وزراء وبرلمانيون كانوا مصدر إزعاج وأزمات ونواطق بلا نطاق ولا منطق، يدافعون عن بقائهم في السلطة ورحلينا الى الهلاك، نواجه 5 ألاف موظف (فيسبوكي) للتسقيط وألاف الوظائف الوهمية والوكالات والعقود الفاسدة، وسوف يستهدف العبادي والحكيم والصدر، وكل ناطق بأسم العراق؛ لكن القافلة سوف تسير ولا نخشى نباح الكلاب إذا كان فيها ألف بليغ؟!
https://telegram.me/buratha