مرت مرحلة صعبة طيلة الدورتين السابقتين، بعد التفرد بالسلطة، والتحكم بالقرار السياسي؛ وفق منهجية الأزمة، والفعل وردة الفعل، من غير تخطيط، أو رؤيا واضحة، أوصلت البلد الى شفى حفرة من النار، قرارات متسرعة،وطغى عليه قانون الشخصنة، ففشل فشلا ذريعا، ذاق العراقيين مرارته، منذ تسلط قائد الضرورة الأول، وكان الخلاص منه، ضريبة كبيرة دفعه شبابنا ومراجعنا، وعلمائنا، روت ارض الرافدين دمائنا، وبدأت تجربة الحرية، والقائد الجديد لم يتعظ من الذي سبقه، بل سار على خطاه، فكاد البلد أن ينهار بين ليلة وضحاها. لكن المرجعية وقفت بوجه الإرهاب، بفتواها، وأنقذت العملية السياسية؛ وحفظت الدماء والاعراض.
ما يميز حكومة الوحدة الوطنية، المشاركة الواسعة، والمقبولية، التي تضم كل المكونات، بادرة خير للمرحلة القادمة، وزرع الثقة، بين كل القوى الوطنية، والعمل كفريق واحد منسجم، يعمل على البناء وفق برنامج حكومي واضح، وهذا البرنامج وقع عليه جميع رؤساء الكتل، وضعت النقاط على الحروف، والشفافية سادت أروقة الحوارات، وتفكيك الازمات، وحلحلتها شيئا فشيئا، ووضع سقوف زمنية، تكون كفيلة بحل كل الخلافات، والتقاطعات، بين الكيانات السياسية.
اليوم التحالف هو من يفاوض، على خلاف المرحلة السابقة، شخص يفاوض يعطي التنازلات، ويوقع، ويوعد على ما يشاء، دون أن يلتزم للأخرين بوعوده. التحالف الوطني سيكون المرتكز الرئيسي للنجاح، بدعم رئيس الوزراء الدكتور العبادي، لأن نجاحه يعني نجاح التحالف، ووزراء التحالف مطالبون ببذل كل ما لديهم من جهد، لتجاوز هذه المرحلة الخطيرة، التي تمر على العراق، والمنطقة التي تعاني من خطر الإرهاب، كثيرة الشخصيات القوية مشتركة في الحكومة، وهذا حافز قوي، وجرعة تدفع الحكومة بقوة الى الامام، وهناك فرصة كبيرة للنجاح، من خلال التفاهمات والجلوس على طاولة الحوار، وحلها حلا جذريا، لكي تتفرغ الدولة للبناء.
الحكومة والبرلمان، هما المفاتيح والأدوات، لنجاح عمل البرلمان، بالإسراع بتشريع القوانين المهمة، وأما الحكومة مطالبة، بتنفيذ برنامجها الحكومي، خصوصا أن ما يميزها، أنها حكومة أصلاء وليست حكومة وكلاء، وهذه سمة نجاحها.
https://telegram.me/buratha