المقالات

أخسرت الحرب يا سيادة الرئيس؟!,

1448 20:00:34 2014-08-15

أحداث سريعة مرت على العراق, رغم طابع التأني والحذر, في اختيار خليفة لنوري المالكي, في رئاسة الوزراء, وهذه الخطوة جاءت مناسبة, كي تنتشل البلد من الضياع والتقسيم, وإعادته الى جادة الصواب, ولمِّ الشمل, ليكون عراقنا موحداً خالياً من القتلة, والمنافقين المنادين بالطائفية.
أغلب القادة الذين تعاقبوا, على حكم العراق, بلا تاريخ, لأنهم لم يقرؤه جيداً, أو يفهموا جغرافيته, ووطنيته, ومواطنته, لذا تجدهم فاشلين في قيادة البلد. 
كل الكائنات على الأرض لها طريقتها, في التفاعل والتعايش, مع البيئة المحيطة بها؛ ويتغير سلوكها حسب الظروف الطبيعة, وكل من لا يستطيع التكيف, يعتبر في عداد الهالكين, وهذه الحالة تتطابق تطابقاً تاماً مع السياسة, لكونها حالة غير مستقرة, ومناخها متغير, لأننا في زمن تدور فيه الأحداث دوران الفلك, ويحمل في طياته, وبين دقائقه آلاف القضايا والخفايا.
ما يجري في العراق دليل واضح, على أن السياسة متذبذبة ومتقلبة فيه, فالخلافات السياسية, هي مناكفات ومهاترات شخصية, قاسمها المشترك المصالح والوعود الزائفة, للوصول الى الغاية المرجوة؛ على حساب وحدة الوطن والمواطن المظلوم, لأن القتل, والترويع, والتهجير, والسبي, باتت عناوين متصدرة للمشهد السياسي, وخطاباتهم الرنانة, ودعواتهم الكاذبة, وممارساتهم للهواية المفضلة (التهديد والوعيد), ليست أكثر من وجه آخر, للسياسة في بلد العجائب.
لقد تغير المناخ السياسي, على بعض الكتل والأحزاب, وأصبح قاسياً جداً, بعد ان مر عليهم ربيعاً, لمدة ثماني سنوات متتالية, حينما كانت ذات سطوة ونفوذ, مما جعلها تفاجئ من هذا التغيير, لاسيما التصرفات الهستيرية, التي بدت واضحة داخل المحيط السياسي, فأصبحت هذه الكتل منبوذةً من جميع الشركاء, وتقف على هاوية الانهيار, ومحصلتها الهلاك.
خسارة دولة القانون ليست بعدد المقاعد, وجميع الأحزاب والكتل متفقة على هذا الأمر, وإنما بنفاذ رصيدها الشعبي والإقليمي؛ بسبب تخبطات الحكومة, ما جعل المرجعية الرشيدة تتدخل, لهذا خسرت الحرب يا سيادة الرئيس, فرئاسة الوزراء, وحكم البلاد والعباد بين يديك, لدورتين سابقتين, أثبت فشله, ولا يوجد ما يشفع لك.
تقبل الخسارة نصف الدواء, والنصف الثاني الاعتراف بالخطأ, وهي فضيلة تحسب للشجعان.
إذا كانت المصائب لا تواجه إلا بالصبر, لتخفف الرزايا, فنحن والصبر لا نفترق أبداً, لكونه مفتاحاً للأجر, وطريقاً للفرج, وكشعب مظلوم أصبح من الطبيعي له, أن يرى حكامه مصابين بجنون العظمة, وعشقهم الغريب للدكتاتورية.
(فالعظماء ولدوا ليقودوا شعوباً عظيمة)

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك