التعنت والمماطلة، والتمسك، والتشبث، مفردات لطالما تمسك بها طالب السلطة، وهناك فرق بين من كان هدفه السلطة للخدمة، ومن طلب السلطة ليتسلط على رقاب الناس، وهذا النوع لا يفكر ألا بمصالحه الخاصة؛ وكيف يكسب أكبر قدر من المكاسب السياسية والمادية، ليس لديه رؤيا سياسية مستقبلية، تصنع منه سياسيا ناضجا، يجعل مصلحة البلاد والعباد نصب أعينه.
والتعنت أي أن لا يرجع رئيس الحكومة إلى أشراك الأخرين بقرارته، والتمسك، والتشبث، حذرت منه المرجعية دون ان يصغي لها، والمماطلة، أي كسب الوقت وألعب على عامل الوقت، مما جعله يخسر كل حلفائه.
من هنا أتضح الأمر و أنتصر المواطن، وأنقذت المرجعية العليا المتمثلة بالسيد السيستاني (دام ظله) العملية السياسية، كما كانت على مر عشر سنوات الماضية، فهو الحامي الحقيقي لمصالح العراق والعراقيين، ما كان لله ينمو، رجل كبير السن يسكن في منزل مستأجر، في زقاق من أزقة النجف الأشرف، يحرك مشاعر ملاين العراقيين، ويقودهم نحو قتال المرتزقة التكفيريين، والحكومة عاجزة؛ في وقت لا تعرف مخرج لهذه الأزمة، أنقذ البلد من ضياع العملية السياسية برمتها.
حافظ على الحكومة الشيعية برئيسها، فما كان منه عند أول إمتحان، إلا أن تنكر للمرجعية وأفضالها عليه، ناصحا لها بعدم التدخل في في الشؤون السياسية، قائلا: على المرجعية أن تراعي شؤون مقلديها الدينية، أي قباحة هذه؟! يا رئيس الوزراء، علماياسيادة الرئيس، أنها لم ترفضك صراحة، بل قالت: رئيس الوزراء يجب أن يحض بمقبولية واسعة من الطيف العراقي.
ولابد أن أعرج على المقبولية، فانت يا سيادة الرئيس، مرفوض من قبل الكورد وهم أكثر من (65) مقعدا ومرفوض من قبل الكتل السنية بما فيهم الوطنية وعددهم أكثر من (65) مقعدا، ناهيك عن الائتلاف الوطني وهم الاحرار والمواطن، والإصلاح، والفضيلة، والمستقلين وعددهم (89).
والطامة الكبرى، حين تخلى عنك أعضاء حزبك يا سيادة الرئيس، وهم (38) نائب من كتلة الدعوة، وقيادتها المعروفة بنضالهم وجهادهم ضد البعث المقبور، وسرعان ما أصبحوا داعشيين في نظركم، يا سيادة الرئيس، فهل من أدبيات حزب الدعوة الاسلامية، من ليس معي فهو ضدي، يبدو هناك تشابه كبير بينكم وبين الوهابيين، يكفرون كل من لا يدين بدينهم المنحرف.
https://telegram.me/buratha