بين الحين والاخر نسمع بان الامم المتحدة نفذت مشاريع لتطوير الاهوار والاهتمام بعربها وخاصة ما يصرح به مسؤولوا وزارة الموارد المائية والمرتبطة بالامم المتحدة في هذا الشاْن لان المشاريع التي ينفذونها اعلاميا لا توجد على مسطحات الاهوار. وتلك التصاريح تصور عرب الاهوار الان وكاْنهم يعيشون في جنة عدن .
تعتبر الاهوار من معالم العراق المهمة والحيوية باعتبارها من المناطق النادرة في العالم ومنطقة سياحية مضافة الى بقية المناطق السياحية التي اهمل اكثرها. فتاريخ المنطقة عريق ويعود الى الحضارة السومرية والاشوريية و لاحقاب 3500 سنة قبل الميلاد . وكانت تسمى بحار العراق الخالدة وهي عبارة عن مساحات شاسعة من المنخفظات التي تملائها المياه وتحيط بها المرتفعات . وهي الغنية بالثروات الطبيعية من انواع الاسماك وانواع الطيور المحلية والمهاجرة التي يمتلاْ بها الهور (سابقا طبعا). وتقدر مساحة تلك المسطحات المائية (20) الف كيلو متر مربع وتحت هذه المسطحات يوجد خزين نفطي يقدر بـ (30) مليار برميل وتتركز الاهوار في مناطق العمارة والناصرية والبصرة , كما ان مجتمع الاهوار هو مجتمع خاص بعاداته وتقاليده وطريقة عيشه التي احتفظ بها منذ الالاف السنيين والى عصرنا الحالي, من حيث بناء المساكن وطريقة تنقلهم وامتهانهم لتربية الحيوانات التي تعتبر المصدر الرئيسي لمعيشتهم .يمتاز سكان الاهوار بالبساطة وحب الطبيعة وتسكنها من القبائل العربية الاصيله مثل قبائل البو محمد وبني لام وكنانة وكعب وال بو دراج والسواعد والبهادل وغيرهم وجميع هذه القبائل من قحطان حسب دراسة الاستاذ (شاكر مصطفى سليم ). زار المنطقة العديد من السواح من دول العالم لكثرة الاثار النادرة من اثار حضارة قامت على تلك المساحات المائية .عاش اهلها بامان على مدى عقود طويلة ولكن هذا العالم الخاص لم ينجو من الخراب بوصول ايادي البعث الغادر التي دمرت كل شئ جميل بعراقنا الحبيب .فعلى اثر الانتفاضة الشعبانية في الجنوب ولجوء العديد من المجاهدين الى الاهوار , حلت الكارثة بالمنطقة بعد ان تعرضت للتجفيف لاسباب سياسية في الظاهر وطائفية وعرقية في الباطن, ولاول مرة بالتاريخ حيث تولى المسخ عزت ابراهيم الاشراف على الهجوم ومطاردة المنتفظين بقيادة اثنين من جلاوزتهم في الجيش وهما اياد فتيح الراوي وعبد الواحد شنان ال رباط. وهجر اهلها قصرا بعد ان قصفوا بالطائرات. وكانت الزوارق الحربية تصول وتجول عن قرب من الاهالي العزل اضافة الى ان طائرات كانت ترش مادة سائلة على المناطق الزراعية هناك وبذلك قضي على الثروة الحيوانية والزراعية والسمكية فيها, وهذه العملية قام بها مزهر التكريتي امر استخبارات الفيلق الرابع. وحيث قام النظام بانشاء السدود والخزانات وفتح النهر الثالث الذي سحب مياه الاهوار له كما طالبت حكومة صدام انذاك من تركيا وسوريا التقليل من المياه الداخلة للعراق لتساعد على افراغ الاهوار من مياهها . ففي سنة 2000 نشرت وكالة ناسا الامريكية صور تؤكد جفاف 90% من اهوار العراق ووصفتها باكبر كارثة بيئية في العالم .وبعد السقوط سمعنا بتظافر الجهود لعمل مشاريع لاعادة المياه الى تلك المناطق المنكوبه((ولا يجب علينا ان نبالغ في التفائل لما نسمع عن مشاريع تطوير الاهوار)) بمساعدة منظمات عالمية تبنت هذا المشروع ومحاولة اعادة سكانها اليها. وبالفعل عادت المياه ولكن ليس بالمستوى الذي كانت عليه قبل التجفيف فلا زالت الاهوار تغذى عن طريق المبازل ونسبة قليلة من مياه دجلة تجري فيها والباقي الى البحر وخاصة اهوار العمارة التي تعاني من قلة المياه . فالسؤال هنا الى وزارة الموارد المائية لماذا لم تسمح بدخول المياه الزائدة وخاصة تلك التي حصلت نتيجة ذوبان الثلوج الى الاهوار ؟؟؟فتلك المياه احدثت فيضانات في مدينتي العمارة والناصرية قبل اشهر قلائل ثم كان مسيرها الى البحر, فماذا سيضر لو ان تلك المياه انعشوا فيها الاهوار ؟ كما قامت الجمعية العراقية لاحياء وتطوير الاهوار ومنظمات عالمية اخرى مساعدة النازحين واعادتهم الى مناطقهم وذلك بتوفير الخدمات الضرورية لتلك القرى فطراْ تغيير نسبي عليها وكما عاد جزء من الثروة الحيوانيه وايضا ليس بالمستوى المطلوب. فالرعاية الصحية قليلة والمداررس تعاني من الاهمال ولا توجد مراكز تثقيفية لتعليم السكان على الطرق الحديثة للزراعة وتربية الحيوانات . كما ان حال المساكن يرثى لها فالى متى سيبقى شعب الاهوار المظلوم يعانون ؟ اضافة الى برنامج الامم المتحدة الانمائي لاعادة الاعمار في الاهوار ولكن ما الذي تحقق منه؟. كما ساهمت بعض الدول كاليابان وايطاليا بتقديم مساعدات للمنطقة اضافة لما خصصته الحكومة العراقية من مبالغ .بين الحين والاخر نسمع بان الامم المتحدة نفذت مشاريع لتطوير الاهوار والاهتمام بعربها وخاصة ما يصرح به مسؤولوا وزارة الموارد المائية والمرتبطة بالامم المتحدة في هذا الشاْن لان المشاريع التي ينفذونها اعلاميا لا توجد على مسطحات الاهوار. وتلك التصاريح تصور عرب الاهوار الان وكاْنهم يعيشون في جنة عدن . واما الخطط التي يقدمها المسؤولين الوطنيين عن برامج تطوير الاهوار لاحيائها تقابل بالرفض من قبل وزارة الموارد المائية بحجة انها تتعارض مع خطط الوزارة .وكما هو الحال العام بالعراق فقد امتدت ايادي الفساد والسرقة والنهب الى هؤلاء المساكين الذين لا يوجد افقر منهم في جميع انحاء العراق . فما تتبرع به الدول كاليابان التي تبرعت (11) مليون دولار لاحياء المنطقة ذهب ذلك المبلغ مع الريح لينقل وفود الى اليابان وامريكا وايطاليا لعقد مؤتمرات وندوات عن كيفية اعمار الاهوار وانشاء ورش شكلية لتدريب كادر يساعد في الاعمار, دون ان يسالوا احد الى اين وصلت تلك المشاريع . ويجري حديث عن (40) مليون دولار من الدول المانحة لاحياء الاهوار وايضا هذا المبلغ قضى نحبه في جيوب السراق والحرامية وحيتان عصر التغيير على حساب المساكين . كما خصصت الدوله مبلغ (8389) مليار دينار لتعزيز الرعاية الصحية ولكنها ايضا ليست بالمستوى المطلوب .من حق هذا الشعب الاصيل ان يهنئ بالحياة الكريمة بتوفير وسائل العيش الكريم والخدمات العامة باعتبار هذه المنطقة جزء حيوي ومصدر اقتصادي للبلد ومكمن كبير للنفط فنرجو من الحكومة ان لا تنتظر مساعدات الدول المانحة لصرفها على اهل الاهوار وان تبادر الى احيائها دون ان تنتظر اي مساعدة من اي جهة, وكيف لحكومة ثاني اغنى بلد في العلم من حيث المخزون النفطي ان تستجدي دول العالم ليقطروا عليها ببضع ملايين ليكون مصيرها في جيوب المنتفعين والطفيليات التي تعيش وتقتات على دماء الشعب المسكين ...عراقيــــة
اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
https://telegram.me/buratha